الواقع العربي

العشائر ووضعها الراهن في الصراع العراقي

بحثت حلقة “الواقع العربي” الوضع الراهن للعشائر العراقية وسط الصراع المحتدم الذي تتعدد أطرافه المحلية والخارجية. وتجد العشائر نفسها في مواجهة استهداف لبنيتها بدأ بعد الاحتلال الأميركي عام 2003.

للعشائر العراقية دور قديم بوصفها مؤسسة متجذرة في المجتمع، اختلف دورها بين فترة وأخرى وبين احتلال وآخر للبلاد، ولدى ضعف الدولة الوطنية كان يبرز دورها.

حين احتل الجيش الأميركي العراق في العام 2003 فكك المرجعية الوطنية العامة، وجعل بديلها للشيعة طائفة وللسنة عشيرة، بينما اعتزل الأكراد نحو حلمهم القومي.

وفي اللحظة الراهنة، استهدفت العشائر في حرب داخلية، بعد أن كانت لسنوات بعد 2003 مستهدفة من الاحتلال بسبب مقاومتها له، فقتل منهم من قتل على يد تنظيم الدولة الإسلامية، ويقتل منهم على يد القوات الحكومية ومليشيات الحشد الشعبي وتصادر أجزاء من أراضيهم.

اتهم جمعة الحسيني بعضا من الوجوه العشائرية العراقية بأنهم باعوا نخوتهم لشهوتهم، وأن ذممهم مشتراة من قبل حكومة العبادي، رافضا انخراط العشائر في حروب لصالح من قال إنهم "الصفويون الذين جاؤوا للانتقام" بسبب معركة القادسية

وفي حلقة 15/3/2015 من "الواقع العربي"، يصف الأكاديمي والناشط السياسي العراقي هاني عاشور العشيرة بالمؤسسة الاجتماعية التي حافظت على نقائها في البلاد، وأن المتغيرات السياسية التي تواجهها العشائر ليست بجديدة على العراق الذي تعرض لعشرين احتلالا منذ العيلاميين حتى يومنا هذا، على حد قوله.

ومضى يشرح استهداف البنية العشائرية ونتائجها قائلا إن الاحتلال الأميركي استهدف العشائر مبررا ذلك بأنها موالية لنظام صدام حسين، وكانت سابقة خطيرة ضد بيوت الشيوخ وتفتيش واعتقال النساء من منازلهم. وخلص إلى أن الفرد العراقي لم يعد يرى جيشا ولا عشيرة تحميه.

عشائر بسنة وشيعة
وأشار عاشور إلى أن العشائر العراقية ممتدة من الشمال إلى الجنوب، وأن كل عشيرة فيها السنة والشيعة، أما المذهبية فتأسست على أساس المنطقة التي يسكن فيها الفرد، وطالب بمجلس أعيان إلى جانب النواب يضم وجهاء العشائر للاستفادة من تجربتهم لصالح البلاد.

من ناحيته قال شيخ عشائر البكارة جمعة الدوار الحسيني إن العراق منذ بدئه وهو أرض عشائر عربية عدنانية وقحطانية، وما زالت في نسيج اجتماعي متواصل في كل جزء من البلاد.

وعن سياسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي واختلافها عن سلفه نوري المالكي، قال إن العبادي "من الأساس فاشل لأنه يجسد سياسة المالكي" مشيرا إلى ارتباط السلطة العراقية بإيران التي تسعى "لمحق السنة والشيعة العرب"، وفق تعبيره.

واتهم الحسيني بعضا من الوجوه العشائرية بأنهم "باعوا نخوتهم لشهوتهم"، وأن ذممهم "مشتراة من قبل حكومة العبادي"، رافضا انخراط العشائر في حروب لصالح من قال إنهم "الصفويون الذين جاؤوا للانتقام" بسبب معركة القادسية.

وختم بأن العشائر "لن تقاتل أبناء العراق ولن تشكل صحوات" وأنها مع وحدة العراق بكل مكوناته وطرد "الفاسدين الذين سلطهم الاحتلال"، كما أشار.