الواقع العربي

حركة الاستيطان الإسرائيلية المتسارعة وخيارات مواجهتها

ناقش برنامج “الواقع العربي” واقع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس وخيارات السلطة الفلسطينية والعرب في مواجهته.

كشفت حركة السلام الآن الإسرائيلية أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثالثة عملت على فرض أمر واقع يجعل حل الدولتين مستحيلا، مما قضى على أمل تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق هذه الرؤية.

وأوضحت حركة السلام الآن في تقرير لها -صدر مؤخرا- أن معدل الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس قد ارتفع بنسبة 40% خلال العام الماضي مقارنة بسابقه، كما سجلت مشاريع الاستيطان المستقبلية ارتفاعا غير مسبوق في السنوات العشر الأخيرة.

إرادة سياسية
وحول آمال الفلسطينيين في إقامة دولة لهم، رأى المدير العام لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الوطنية الفلسطينية محمد نزال أن إقامة الدولة الفلسطينية مرتبط بإرادة سياسية تسعى لإقامتها على كامل التراب الفلسطيني، ووصف ما يجري على الأرض بالتكريس الإسرائيلي لسياسة الأمر الواقع التي تقول إن هذه الأراضي صارت إسرائيلية وعلى الفلسطينيين والعالم التعامل على هذا الأساس.

ودعا إلى تذكر أن أولى المستعمرات التي أقيمت في الضفة الغربية عام 1975 كانت بقرارات من حزب العمل، واستدل بذلك على أن الحكومات الإسرائيلية لا تختلف على مبدأ الاستيطان، ولكنها تختلف حول تسريع عجلته.

وعن تهويد القدس وتغيير معالهما، أوضح نزال أن الإجراءات الإسرائيلية تهدف إلى تقليل أعداد الفلسطينيين في المدينة والسيطرة على مبان جديدة، وتتبع إسرائيل أشكالا مختلفة من السياسات التي تحاصر الوجود الفلسطيني في القدس.

وأكد المدير العام لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان على أهمية ربط خطط المواجهة بالتحركات السياسية، وتكريس المقاومة الشعبية وجعلها منهاج حياة للفلسطينيين، كما أشار إلى أن الوقت قد حان للتحرك الدولي وإبراز الجوانب السياسية للقضية.

وقال نزال إن انضمام السلطة الفلسطينية للمحكمة الجنائية الدولية يشكل مرحلة جديدة تخشاها إسرائيل لما يمكن أن يترتب عليها من ملاحقة جدية على الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

لم تعد أولوية
ومن جانبه، أكد الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور الصادق الفقيه أن القضية الفلسطينية لم تعد على قمة أولويات القضايا العربية، وأوضح أن عوامل الفوضى التي تعم العالم العربي إضافة إلى الخيارات الدولية ساهمت في إرباك الأولويات الوطنية للشعوب العربية، ولم يعد الصراع العربي الإسرائيلي همّا أساسيا في حياتها اليومية.

وأشار إلى تقرير صدر من تل أبيب إبان الحرب الإسرائيلية على غزة مفاده أن هذه الحرب وفرت فرصا للسلام وعلاقات مع دول عربية لم تكن موجودة سابقا، الأمر الذي يشير إلى حدوث تغيرات أساسية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في الوطن العربي، بحسب وجهة نظره.

وقلل الأمين العام لمنتدى الفكر العربي من جدوى التعويل الشعبي على المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل، ونصح باللجوء إلى الكثير من الأنشطة البديلة التي يمكن أن تقوم بها منظمات المجتمع المدني العربية للضغط على الكيان الصهيوني.