الواقع العربي

الطائفية في اليمن.. عوامل التنافر والتجاذب

ناقشت حلقة الجمعة (9/1/2015) من برنامج “الواقع العربي” طبيعة العلاقة بين الطوائف والمذاهب في اليمن، وعلاقة الزيديين بالحوثيين، ولماذا كثر الحديث عن التركيبة الطائفية في الآونة الأخيرة؟

لم تكن الطائفية أو المذهبية أحد الأسباب أو العناوين التي كانت سبباً في الخلافات بين اليمنيين، رغم تعدد الأسباب والعناوين التي اختلف على أساسها اليمنيون.

بيد أن المراقب للتطورات السياسية والعسكرية والأمنية الأخيرة في اليمن لا يمكن أن يخطئ محاولات منح الصراع السياسي صبغة طائفية، يعزز من فرصها الغياب المفاجئ لأجهزة الدولة، والتراجع الخطير في فرص العمل السياسي السلمي، في ظل هيمنة السلاح على المشهد العام في اليمن.

تعدد مذاهب
الباحث في التاريخ اليمني محمد محسن صلاح قال لحلقة الجمعة (9/1/2015) من برنامج "الواقع العربي" إن اليمن يعد من أكثر الأقطار التي دخلتها المذاهب الدينية المختلفة، وأرجع ذلك لأسباب سياسية تاريخية مختلفة مرت بها البلاد.

وأضاف أن قبيلة همدان حاولت أن تعبر عن خصوصيتها باتخاذ المذهب الزيدي عنوانا في مناطق شمال اليمن، وسعى أبناء تلك المناطق لاعتناق المذهب على أمل أن يخفف ذلك من حدة الصراعات الدامية بينهم.

وأكد أن الزيدية تمكنت من حكم اليمن بعد الفترة العثمانية الأولى، وكانت موجودة في مناطق صغيرة بصعدة في حوالي القرن الـ14.

ولفهم العلاقة بين الزيدية والحوثيين، أوضح صلاح أن الحوثية خرجت من رحم المذهب الزيدي، وأن الحوثيين يحاولون أن يتقمصوا الدور الذي يقوم به حزب الله في لبنان.

نظرية كهنوتية
ومن ناحيته، رأى الكاتب والباحث السياسي نبيل البكيري أن الحوثيين لديهم مشروع واحد في إطار الأجندات التي يعملون عليها منذ ظهورهم، ويتمثل في تمرير مشروعهم الذي يهدف إلى إدارة سياسة فرض الأمر الواقع التي يتبعونها الآن.

ونفى الباحث السياسي أن يكون هناك صراع بالبلاد، ولكنه أشار إلى ما أسماه "صراعا مذهبيا وطائفيا محدودا" يدور في إطار النخبة الحاكمة، وقال إن المذهب الزيدي هو نظرية "كهنوتية" واضحة للحكم باستخدام سياسة الولاية "للبطنين" (ذرية الإمامين الحسن والحسين رضي الله عنهما).

وأوضح البكيري أن المجتمع اليمني يتميز بتنوع كبير ينعكس على التعايش الذي حدث بين كل المذاهب التي دخلت البلاد، ولكنه حذّر من إمكانية تحول هذا التعايش إلى كارثة في حال تحولت الجماعات المذهبية إلى تنظيمات سياسية.