الواقع العربي

إيران والعرب.. حروب ناعمة وأخرى خشنة

بحثت الحلقة أسباب التوتر الدائم في العلاقات العربية الإيرانية وقراءة التحولات السياسية العربية الداخلية والإقليمية التي تدفع العلاقات بين العرب والإيرانيين إلى منطقة تتراوح بين الارتياب والعداء المكشوف.

من العراق إلى سوريا إلى لبنان والبحرين والسعودية والمغرب والسودان واليمن، تشير أصابع اتهام إلى ما يسميه منتقدو إيران تدخلاتها غيرَ البناءة لزعزعة استقرار العرب، ومحاولة ضرب نسيجهم الاجتماعي.

ومنذ ثورات الربيع العربي تصاعدت الاتهامات لطهران بأنها تتدخل إما بالقوة الخشنة كما هي الحال في سوريا وكذلك في العراق الذي تنظر إليه غالبية العرب بأنه واقع تحت الوصاية الإيرانية, أو بالقوة الناعمة التي يجري استعمالها حين توجه التهم لإيران بنشر المذهب الشيعي، كما جرى سابقا في المغرب ونتج عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، إلى السودان الذي أقفل قبل أيام فروع المركز الثقافي الإيراني تحت التهمة نفسها.

وفي اليمن تبدو المواجهة أكثر حدة على خلفية الصراع بين الحوثيين والدولة اليمنية، فهذا وزير العدل اليمني مرشد العرشاني يدعو لتحرك عربي واسع بوصفه حلا وحيدا لمواجهة إيران، أما الرئيس عبد ربه منصور هادي فقد اتهم إيران غير مرة بالتدخل في الشأن اليمني.

برنامج "الواقع العربي" في حلقة 5/9/2014 بحث أسباب التوتر الدائم في العلاقات العربية الإيرانية وقراءة التحولات السياسية العربية الداخلية والإقليمية التي تدفع العلاقات بين العرب والإيرانيين إلى منطقة تتراوح بين الارتياب والعداء المكشوف.

أزمات مركبة
الأستاذ والأكاديمي والخبير في الشؤون الإيرانية محجوب الزويري لا ينظر إلى أزمة عربية إيرانية بل أزمات مركبة تخص كل حالة عربية بعينها.

في هذا السياق يقول إن العرب يفتقرون إلى لاعب عربي، ولذلك ينشأ الهاجس من وجود لاعب من خارج المنطقة كإيران بسبب بعدها المذهبي وحتى تركيا بالنسبة للبعض بسبب ما يسمى "الإسلام السياسي"، وفيما يتعلق بإيران موضوع الحلقة قال إن العيوب الداخلية العربية تعطيها الكثير من التفوق الذي "ربما لا تستحقه".

وعن الأزمة اليمنية قال الزويري إن إيران لم تصطنع الأزمة بل استثمرت فيها، مشيرا إلى أن ما يجري في اليمن ينبغي النظر إليه في بعده المحلي قبل أي شيء. أما السودان فقال إن هناك اتفاقا بين البلدين على تبادل إنشاء مراكز ثقافية، لكن إغلاقها في السودان ربما يعود إلى تجاوز الأنشطة أبعد من مهمتها الثقافية التي تركز عادة على تعليم اللغة الفارسية.

بدوره قال مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية ما شاء الله شمس الواعظين إن هناك رؤية في إيران مفادها أن الدول العربية بسبب ضعفها في الإمساك بزمام الأمور وبدل أن تسعى إلى الإصلاح الداخلي تصدر أزماتها، على حد تعبيره.

وعن التدخل في الشؤون العربية بيّن أن إيران لا تتردد في الكشف عن تعاونها مع أطراف وقضايا عربية، ومن ذلك مساعدة فصائل فلسطينية في غزة في تطوير صناعة الصواريخ، كما هي الحال أيضا مع حزب الله.

وأضاف فيما يتعلق باليمن أنه ليس من مصلحة إيران أن يكون اليمن غير مستقر، لأن أي أزمات من هذا القبيل في المنطقة ستتيح الفرصة أمام التدخلات في الشرق الأوسط خاصة من جهة أميركا، على حد قوله.