الواقع العربي

أسباب ودلائل تأجيل الدراسة في الجامعات المصرية

سلطت حلقة الخميس (4/9/2014) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على قرار وزير التعليم العالي في مصر تأجيل بداية العام الدراسي في الجامعات المصرية.

بحثت حلقة الخميس (4/9/2014) من برنامج "الواقع العربي" أسباب قرار وزير التعليم العالي المصري تأجيل بدء العام الدراسي في الجامعات إلى 11 أكتوبر/تشرين الأول، بدعوى استكمال الصيانة في المدن الجامعية. إلا أن مراقبين عدوا القرار مسيسا ويهدف إلى استكمال الاستعدادات الأمنية لمكافحة المظاهرات المعارضة للنظام.

عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة سابقا محمد عباس وصف قرار الوزير بـ"المسيس"، وأنه يعكس خوفا من الطلاب بعدما قدموه في العام الدراسي الماضي عندما تجاوزوا خلافاتهم السياسية والأيديولوجية وعملوا سويا ضد الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع وأطاح بالرئيس محمد مرسي.

وقال عباس إن "العمل الطلابي له واقع مختلف، ففي كل جامعة يوجد ما يقارب الـ200 ألف شاب في نفس العمر مما يسبب رعبا للسلطة"، مشيرا إلى أن جيل الطلاب هو من قاد ثورة 25 يناير 2011 وقدموا تضحيات في سبيل إنجاحها قبل الانتكاسة التي تعيشها الثورة أمام الثورة المضادة، حسب وصفه.

وردا على سؤال حول الربط بين تأجيل الدراسة وجلسة النطق بالحكم في القضية التي يحاكم بها الرئيس المخلوع حسني مبارك بتهمة قتل المتظاهرين يوم 27 من الشهر الجاري، أكد عباس وجود عدة أسباب للتأجيل، قد يكون من بينها الحكم في قضية مبارك، مشيرا إلى أنه سيكون حكما ببراءته، "فمن الطبيعي أن يخرج نظامه كما خرج كل أركان نظامه الذي ينتمي له السيسي".

وأضاف أنه في الأيام الماضية أعيد اعتقال كل من سبق اعتقاله في فترات دراستهم بالجامعة، وذلك لإيقاف أي محاولة للوقوف ضد الانقلاب أو مساعدة الطلاب في الوقوف ضده.

وتعليقا على قرار توقيع ذوي الطلاب على تعهد بعدم مشاركة أبنائهم في المظاهرات مقابل تسكينهم في المدن الجامعية، أوضح عباس أن الانقلاب يحاول صناعة "أرض الخوف" ويسعى لخلق مشاكل بين الطلاب وأهاليهم، لكنه استبعد وجود أي تأثير للقرار على حراك الطلاب الذي بدأ لاستعادة الحرية التي ذاقها بعد الثورة وسلبها الانقلاب.

هدف للديكتاتوريات
من جانبه، قال المؤرخ التونسي المختص في الحركات الطلابية عادل الثابتي إن الحركة الطلابية تبقى هدفا للأنظمة الديكتاتورية لإخمادها بالاعتقال أو القمع أو القتل، لكنه أكد أن الطلاب قاوموا جميع الأنظمة التي تعاقبت على حكم مصر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأضاف أن الحركة الشبابية منظمة ومهيكلة في مواجهة الانقلاب منذ العام الماضي، وقال "كنا سنستغرب لو قبلت فئة الطلاب بعودة أحذية العسكر في فم الشباب".

وأوضح الثابتي أن الطلاب "أكثر الفئات المؤهلة عمريا وفكريا في مواجهة الانقلاب، إذ لا يمكن أن تنطلي عليها آلاعيب الإعلام، أو تقبل بالمساومة على الخبز مقابل الصمت".