الواقع العربي

أثر التدخلات الخارجية على الأوضاع في ليبيا

ناقشت حلقة الأربعاء 3/9/2014 من برنامج “الواقع العربي” طبيعة تدخلات بعض الجهات الخارجية في الصراع في ليبيا، إضافة إلى مغزى وأثر هذه التدخلات على الصعيدين السياسي والعسكري.

دخلت ليبيا في دوامة سياسية لم تهدأ منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، إذ ظل الصراع محتدما بين الفرقاء السياسيين حول السلطات التشريعية والعسكرية والمدنية، وهو ما دفع بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن الفشل في بناء جيش وطني موحد يحتكر السلاح وشرعية استخدامه ظل على الدوام المهدد الأكبر لأمن واستقرار البلاد.

وفي محاولة لفهم حقيقة المشهد وتعقيداته، قال الكاتب والناشط السياسي جمعة القماطي في حلقة الأربعاء 3/9/2014 من برنامج "الواقع العربي" إن مجلس شورى ثوار طرابلس قد تم حله قبل يومين، وأضاف أن ما يوجد في البلاد اليوم هو تشكيلات عسكرية مختلفة من الثوار ومن سماهم "أشباه الثوار".

وقال إن عدد الثوار الذين حملوا السلاح على الجبهات إبان الثورة بلغ نحو 25 ألفا، وحمل المجلس الانتقالي المسؤولية لأنه فتح الباب أمام كل من هب ودب لينضم لركب الثوار ليبلغ العدد حوالي ربع مليون.

وأوضح القماطي أن قوات فجر ليبيا ظهرت لأول مرة يوم 13 رمضان المنصرم، واستبقت المحاولة الانقلابية التي كان ينوي البعض القيام بها، وقضت عليها ووجدت أن الأفراد المشاركين فيها كانوا ضباطا وجنودا موالين للقذافي.

وكشف القماطي أن العنف والاقتتال في طرابلس يدور بين "تيار يريد أن ينفذ انقلابا على الديمقراطية، وآخر يمثل فجر ليبيا جاءت قواته من 22 مدينة ومنطقة من أنحاء البلاد عندما رأوا أن ثورة 17 فبراير في خطر وهبوا للدفاع عنها".

وعبر عن أسفه لتدخل أطراف خارجية في الشأن الداخلي لليبيا، وقال إنها تسعى لإلغاء ثورة 17 فبراير/شباط، "وانتزاع حرية الشعب الليبي الذي لن يقف مكتوف الأيدي إن أراد أحد التدخل في شؤونه الداخلية".

تأثير التدخلات
وعن طبيعة التدخلات الخارجية، أوضح الباحث المتخصص في الشؤون الليبية صالح القادري أن الدول التي تتدخل في الشأن الليبي تنقسم إلى دول غربية كبرى ساهمت في إسقاط القذافي تهمها مقدرات الشعب الليبي من بترول ومصالح أخرى، كما تهتم بالعمق الإستراتيجي، إضافة إلى أهمية أن تحول ليبيا إلى شرطي بجنوب البحر الأبيض المتوسط للمساعدة في وقف موجات الهجرة عبر القوارب.

وأضاف القادري أن هناك قسما ثانيا له مطامع يريد تحقيقها عبر التدخل في ليبيا، ويشمل هذا القسم "دولا عربية غنية تخشى انتقال الربيع العربي إليها، وسبق لها أن تدخلت في مصر ودعمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والآن تطلب منه أن يتدخل في الشأن الليبي وبالمقابل يمكن أن تساعده على حل أزمة الطاقة في مصر".

وبشأن الحديث الذي يدور عن أن ليبيا يمكن أن تشكل تهديدا للأمن الداخلي بمصر، قال القادري إن الوقائع لم تثبت حتى الآن أن ليبيا يمكن أن تشكل خطرا على مصر، وأنحى باللائمة على بعض الإعلاميين المصريين "الذين يحاولون أن يمهدوا الطريق أمام ضربة استباقية تقوم بها مصر داخل ليبيا".