الواقع العربي

سبل الحوار والتفاهم بين فرقاء ليبيا

ناقشت حلقة الأربعاء 13/8/2014 من برنامج “الواقع العربي” الأسباب التي دفعت الثوار في ليبيا إلى هذه الحالة من الخلاف والقتال، وسبل حل هذه الأزمات، وقانونية اجتماعات البرلمان الليبي بطبرق.

توحد ثوار ليبيا ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي حتى انتصروا على نظامه الذي استمر أكثر من أربعة عقود، ولكنهم فشلوا في الحفاظ على هذه الوحدة عندما بدأ الصراع على السلطة والثروة، مما جعل الكثير من المراقبين يتخوفون على مستقبل البلاد في حال عدم لجوء جميع الأطراف للحوار والحلول السياسية.

ما زال المشهد السياسي الليبي يعيش حالة التأهب والاحتراب والصراعات التي تتحول إلى نزاعات مسلحة بشكل يومي في ظل الغياب الكامل للدولة المركزية المنوط بها حفظ الأمن وضمان سلامة المواطنين في معظم أنحاء البلاد تقريبا.

وفي شأن الأسباب التي دفعت ليبيا إلى الأوضاع الفوضوية الحالية، قال رئيس الهيئة التفضيلية للحوار الوطني الليبي فضيل الأمين لبرنامج "الواقع العربي" في حلقة الأربعاء 13/8/2014 إن بلاده لم ترث مؤسسات حقيقية تمثل أركان الدولة عن النظام السابق يمكن أن تبنى على أسسها الدولة الجديدة، مشيرا إلى أن المجموعات السياسية المختلفة صارت تستقوي بالسلاح وتستخدمه وسيلة للاستنزاف السياسي والاقتصادي.

ورغم الاستقطاب الحزبي والأيديولوجي وانتشار السلاح فإن الأمين راهن على الدور الذي تلعبه قوة "النسيج الاجتماعي" للبلاد في كونها قاسما مشتركا بين جميع مكونات الشعب الليبي.

وحذر من أن قلة الوعي السياسي والاستعجال في الاستئثار بالسلطة والثروة يعتبران عاملين يلعبان دورا كبيرا في ما وصفه بـ"السلبية السياسية"، وأكد عدم قدرة أي طرف من الأطراف أن يدعي مقدرته على حسم الأمور عسكريا، لأن ليبيا عانت كثيرا تحت ظل القمع والظلم طوال أربعة عقود.

وأكد الأمين أن الثروة والنفط قد يكونان من عوامل الجذب الاقتصادي للتدخلات الخارجية في البلاد، مشيرا إلى أهمية ليبيا لكونها بوابة لأفريقيا نحو أوروبا، موضحا أن استقرارها عامل مهم جدا في استقرار البلدان المجاورة والمنطقة كلها.

وقال الأمين إن التواصل مستمر مع الأمم المتحدة، لأنها تعتبر شريكا فنيا رئيسيا في هذا الحوار المهم، إلا أن اندلاع الحرب في طرابلس في الأسابيع الماضية وانفجار الأوضاع عسكريا أعطيا الأولوية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.

اجتماعات طبرق
تشهد الساحة الليبية تجاذبا سياسيا بشأن دستورية انعقاد مجلس النواب بمدينة طبرق وقانونية القرارات التي يمكن أن يخرج بها.

فقد وصف الباحث السياسي صلاح البكوش ما يحدث في ليبيا الآن بالحرب المؤجلة التي كان ينبغي أن يخوضها الثوار عام 2011، ولكن انسحاب القوى المضادة للثورة في ذلك الحين أجلها إلى 2014.

وأشار إلى أن الثوار يؤكدون عزمهم على تحقيق أهداف ثورتهم بدلا من الانكفاء مثلما حدث في مصر، وأوضح أنهم على قلب رجل واحد وخاضوا الحرب في الشرق ضد اللواء خليفة حفتر، وهم يحاربون في الغرب بعض القيادات العسكرية التي أغرتها السلطة والمال.

ورأى البكوش أن بعض القيادات النافذة في هذا المجلس التنفيذي المنتخب حديثا قد طالبت بعدم إجراء الانتخابات قبل انتهاء عملية الكرامة، واتهم البرلمان بمحاولة تنفيذ قرارات عبثية وارتجالية ليست له الصلاحيات في تنفيذها.

وأكد البكوش أن نواب هذا المجلس يستندون إلى الشرعية عندما تخدمهم ويتخلون عنها عندما لا تحقق مصالحهم. وفي شأن رؤيته للحل والخروج من هذه الأزمة دعا الأطراف السياسية للجلوس والتفاوض.