الواقع العربي

هل يختلف أردوغان رئيس الوزراء عن رئيس الجمهورية؟

قال مدير مركز الدراسات الحضارية في إسطنبول برهان كور أوغلو إن انتماء تركيا لقيم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية التي تكفل للأمم أن تتطور، هو الأمر الذي جعلها تدعم الربيع العربي.

بحث برنامج "الواقع العربي" في حلقة 12/8/2014 المرحلة السياسية المقبلة في تركيا بعد فوز رجب طيب أردوغان برئاسة الجمهورية والملفات العربية التي سيحملها معه إلى القصر الجمهوري، ومن بينها رفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال مدير مركز الدراسات الحضارية في إسطنبول برهان كور أوغلو إن فوز أردوغان يشير إلى أن هناك دعما لسياساته، وهذا يضع أمامه مشاريع كبيرة اجتماعية وسياسية.

ولفت إلى أن الفوز تأكيد على الثقة في حكومته وشخصه بعد محاولات مختلفة للانقلاب على حكمه، مما سيمنحه قوة أكبر لتقوية تركيا أمام القوى العالمية التي يتحداها مثل إسرائيل.

وتعليقا على عدم نيل أردوغان أغلبية ساحقة، قال أوغلو إن فوزه في المرحلة الأولى كان بتجاوزه نسبه 50% وكان هذا كافيا، ولو كانت هناك مرحلة ثانية لكانت نسبته أكثر من 70%.

وحول دلالة ما جاء في خطاب النصر الذي اعتبره أيضا نصرا لعدة مدن عربية وإسلامية كالقدس وغزة وطرابلس ودمشق وكابل، قال أوغلو إن أردوغان ينظر إلى أن هذه المنطقة موحدة مصيريا وتاريخيا، وأنه لا بد من التناصر لحل مشاكلها.


صورة تركيا
وسلط تقرير بُث أثناء البرنامج الضوء على صورة تركيا عند العرب بوصفها نموذجا يرنون إليه، باعتبارها دولة مسلمة وديمقراطية حققت إنجازات بدت مذهلة في أعينهم.

وتحدث أوغلو عن انتماء تركيا إلى قيم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية التي تكفل للأمم أن تتطور، وهو الأمر الذي جعلها تدعم ثورات الربيع العربي.

لكن مراقبين -في المقابل- قالوا إن صورة أردوغان تعرضت لأضرار بعد الأحداث التي شهدها ميدان تقسيم في إسطنبول، وهنا يقول أوغلو إن تقسيم واحد من عشرات الميادين، وإن تقييم ما يحدث في تركيا يقاس بالتطور في المؤسسات الحقوقية والاقتصادية والقانونية والانتخابات، لافتا إلى أن أحداث تقسيم كانت مدبرة من عدة جهات، حسب قوله.

وحول فلسطين، قال إنها قضية عويصة وصعبة ولا يمكن أن تحل من خلال مبادرات إقليمية، بل لا بد من تحرك دولي، مضيفا أن دول المنطقة ليس لديها التوجه ولا القدرة لحلها، على حد قوله.

ورأى أوغلو أن موقف تركيا من الأحداث في مصر سيجري تقديره بعد سنتين أو ثلاث حين يتبين أن وقوف أنقرة مع الشرعية كان بـ"دوافع أخوية"، ولأن خمسين سنة من الانقلابات في تركيا علمتها أن أي انقلاب سيجر البلاد عشرات السنوات إلى الوراء.