الواقع العربي

فلسطينيو 48.. المشاركة السياسية ورفضها في إسرائيل

قيل الكثير عن معاناة فلسطينيي 48 في دولة إسرائيل التي أقيمت على أرضهم، فهل حال الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي دون المشاركة السياسية؟

تهميش وعنصرية وعداء يصل إلى حد القتل. هذه هي الحال التي يعيشها فلسطينيو 48 الذين يشكلون ما يقارب 20% من تعداد السكان في إسرائيل.

وقيل الكثير عن معاناتهم في دولة أقيمت على أرضهم، فهل حال الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي دون المشاركة السياسية؟ هذا الأمر هو ما ناقشته حلقة (20/12/2014) من برنامج "الواقع العربي".

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس محمود محارب رأى أن ثمة نسقا متصاعدا في المشاركة اتخذ أشكالا عديدة من خلال الجماهير والأحزاب السياسية.

وأضاف أن الفلسطينيين منذ الخمسينيات نشطوا في تنظيم أنفسهم واكتسبوا تجربة قوية من خلال الحركات القومية المستقلة عن الأحزاب الإسرائيلية.

الفلسطينيون والكنيست
وذكر محارب أن وصول الفلسطينيين إلى الكنيست جزء من النضال، غير أن الأهم -وما اعتبره إنجازا تاريخيا- هو "تنظيف" الفلسطينيين أنفسهم من الأحزاب الصهيونية، حيث الغالبية الآن تصوت لأحزاب فلسطينية.

وفي الإطار الجماهيري، قال إن المواطنين عززوا نضالهم، وباتت لديهم رؤية واضحة تركز على نيل الحقوق القومية وتنظيم صفوفهم كأقلية متماسكة، ترى أن هناك تناقضا بين يهودية الدولة والحقوق القومية والوطنية.

وحول وجود تيار يعارض المشاركة في الحياة السياسية الإسرائيلية، قال إن جميع الأقليات القومية في العالم كانت تعزز تنظيم حقوقها الوطنية والقومية من خلال المشاركة في البرلمان المركزي للدولة.

فلا يوجد تناقض بين المشاركة في انتخابات الكنيست وتمثيل أماني الفلسطينيين ما داموا لا ينتمون إلى أحزاب صهيونية، على حد قوله.

رفض المشاركة
بدوره، عبّر نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر كمال الخطيب عن رفضه المشاركة، ورأى أن لجنة المتابعة العليا لعرب 48 تمثل الجميع، وأنه إذا كان لدينا صوت نريد أن نوصله فليس شرطا أن يكون ذلك تحت قبة برلمان صهيوني.

وأردف أن الكنيست الإسرائيلي لم يوجد لتخدم تشريعاته العرب الفلسطينيين، وأن هذا المنبر "حتى لو تحدثنا فيه لا نجد إلا آذانا صماء"، بل إنه يستخدم لتجميل الوجه القبيح لإسرائيل، مستشهدا بمقولة شمعون بيريز إن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط بدليل أن البرلمان يضم نوابا عربا.

ولدى تأكيده غير مرة أن لجنة المتابعة هي المرجع، قال إن البعض يعتبر الوصول إلى الكنيست مكسبا، ومع ذلك أضاف أن التباينات بين القوى السياسية لا تمنع وجود قواسم مشتركة تحتم علينا أن "نلتقي لندفع هذا الشر"، مشيرا إلى أن الحكومة المقبلة ستكون أكثر يمينية من الحالية.