الواقع العربي

الجاليات العربية والمسلمة بأوروبا وظاهرة إسلاموفوبيا

رصدت حلقة الثلاثاء 2/12/2014 من برنامج “الواقع العربي” حال الجاليات العربية والمسلمة بأوروبا، والضغوط التي تواجهها على الصعيدين الشعبي والرسمي في ظل تصاعد ظاهرة “إسلاموفوبيا”.

تجذرت الجاليات العربية والمسلمة في الدول الأوروبية حتى باتت جزءا من بنيتها الاجتماعية، وأفرزت علماء ومفكرين وساسة دخلوا البرلمانات ومنهم تولى حقائب وزارية بحكومات دول أوروبية مختلفة. 

لكن هذا الواقع لم ينه كما يبدو ظاهرة "إسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام في تلك المجتمعات، الجديد أنها لم تعد تقتصر على ممارسات من أفراد أو جماعات يمينية.

وأصبحت ظاهرة إسلاموفوبيا -كما يبدو- تتخذ طابعا مؤسساتيا ودستوريا في ظل التطورات في الشرق الأوسط، وباتت الجاليات العربية والمسلمة تواجه إجراءات قانونية تستهدف مؤسساتها وتنظيماتها، وصفت بأنها تمييزية.

مشاهد الذبح
ومن باريس، أوضح مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية أحمد جاب الله لحلقة الثلاثاء 2/12/2014 من برنامج "الواقع العربي" أن "إسلاموفوبيا" مستخدم من المراكز البحثية العامة، رغم الجدل الدائر حوله، ولكن عموما المصطلح يحمل كل عوامل الخوف والريبة بل وحتى مراحل العداء.

وقال جاب الله إن مظاهر إسلاموفوبيا تتشكل لدى بعض الناس الذين يتأثرون بما يرون مثل مشاهد الذبح الذي تقوم به "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية) الأمر الذي يترك صدمة عنيفة لدى البعض، فيقعون ضحية لهذ الصورة المرعبة التي تنشر عن الإسلام.

وأشار إلى أن المنظومة القانونية الأوروبية بها الكثير من الضمانات لجميع الأديان والمعتقدات، وعبر عن أسفه لتأثر هذه القوانين بالأجواء السائدة، التي قد تجعل العرب والمسلمين ضحايا لهذه الظاهرة.

ودعا جاب الله لدراسة الظاهرة ومعرفة أسبابها، وأوضح أن بعض الأحداث لها أيضا تأثير في بروز ظاهرة إسلاموفوبيا، كما أن بروز بعض السياسيين العرب والمسلمين جعل بعض المعارضين لدخولهم معترك السياسة يثيرون الشبهات حولهم. وحذر في الوقت نفسه من "أحزاب يمينية" تريد أن تستخدم الأمر سياسيا لكسب المزيد من الأصوات.

موقف متعقل
وعن دور الجاليات نفسها، أوضح مدير المعهد الأوروبي أن هناك ندوات كثيرة تُعقد بهدف بحث مشاركة الشباب الأوروبي المسلم في مناطق القتال، خصوصا بعد انتشار أخبار عن أن اثنين من قاطعي الرؤوس بالفيديوهات الأخيرة من الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام.

وأكد أن دراسة نشرت مؤخرا أوضحت أن الكثير من الشباب الذين يذهبون إلى القتال لم يكونوا يرتادون المساجد "بل ذهبوا بحثا عن هويتهم وفق معتقدهم".

ورأى أن الموقف العام الأوروبي يعتبر "متعقلا" ولا يريد أن يتبنى العنف، ووصف الساحة السياسية الأوروبية بأنها تمثل صمام الأمان الذي يحرص على حفظ الأمن والاستقرار.

وأكد وجود مساعٍ للتنبيه لخطر "إسلاموفوبيا" موضحا أن التمييز ضد المسلمين ليس في صالح المجتمع الغربي ككل، وأشاد في الوقت ذاته باهتمام عدد من الدول الغربية بتلك الظاهرة.