الواقع العربي

تحديات تواجه المسيحيين الأرثوذكس بالأردن وفلسطين

ناقشت الحلقة التحديات التي يعيشها المسيحيون الأرثوذكس في الأردن وفلسطين، في ظلّ الأطماع الإسرائيليّة الرّامية لتهويد القدس ومصادرة مقدّساتها الإسلامية والمسيحيّة.

شكل المسيحيون الأرثوذكس -كغيرهم من الطوائف الدينيّة في الأردن وفلسطين- أحد المكوّنات العريقة للتنوع الديني في الشرق الأوسط عموما وفلسطين التاريخيّة بصفة خاصة.

وعايشت هذه الطائفة تقلبات التاريخ التي أتت بالاحتلال الإسرائيلي ومطامعه في المقدسات الإسلامية والمسيحية على حدّ سواء.
 
ودفع الاحتلال بعض المسيحيين إلى الهجرة نتيجة لممارساته العدوانية، فيما رابط غيرهم عند أراضيهم ومقدساتهم دفعا لشبح مصادرتها وتهويدها.

يقول العرب من أتباع الكنيسة الأرثوذكسيّة إن قيادتها اليونانيّة لم تدّخر جهدا في التفريط بأراض ومقدسات لصالح الإسرائيليّين، وفي تهميش رجال الدين من العرب الأرثوذكس الذين حاولوا التصدي لنهجها المثير للجدل.

حلقة الخميس (18/12/2014) من برنامج (الواقع العربي) سلطت الضوء على التحديات التي يعيشها المسيحيون الأرثوذكس في الأردن وفلسطين، في ظلّ الأطماع الإسرائيليّة الرّامية لتهويد القدس ومصادرة مقدّساتها الإسلامية والمسيحيّة.

فكر قانوني
ومن عمان، أوضح الأرشمندريت خريستو فورُس حنا عطا الله رئيس دير السيدة العذراء "ينبوع الحياة" في الأردن أن المسيحيين الأرثوذكس يمثلون الأغلبية الساحقة، ويقع على عاتقهم عبء المحافظة على الأماكن المقدسة.

وقال إن الكنيسة تقوم برعاية حوالي 75% من الأماكن المسيحية المقدسة، وأضاف أنهم طالبوا الإخوة المسيحيين اليونانيين أن يسمحوا للعرب المسيحيين بالمشاركة في إدارة شؤون الكنيسة والمحافظة على أوقافها.

وبشأن سبب عزله، قال فورس إن طرحه للفكر الكنسي القانوني المبني على "وطنية" الكنيسة كان سببا في تجريده من كل وظائفه، وطرده من الدير الذي قام بتأسيسه، فيما لا تمس الرئاسة الكنيسة الذين يقفون على النقيض ويدعون لتجنيد أبناء المسيحيين في الجيش الإسرائيلي.

وأضاف أن 75% من الأديرة والكنائس هي مسيحية أرثوذكسية، وأشار إلى أن خُمس مساحة فلسطين التاريخية كانت تابعة للكنسية في العهد العثماني "ولذلك لن نسمح للاحتلال الإسرائيلي بسلب أرض آبائنا وأجدادنا".

دور سلبي
ولتعميق النقاش بشأن التحديات والجدل الذي تمرّ به الكنيسة الأرثوذكسيّة في الأردن وفلسطين، قال رئيس لجنة متابعة الأوقاف الأرثوذكسية في فلسطين بيتر قُمري إن التحديات التي تواجه العرب الأرثوذكس تتعلق بوجودهم الكلي.

وأضاف أن المسيحي الأرثوذكسي يعتبر عربيا قبل أن يكون مسيحيا، ولذلك نجد هذه الطائفة مهددة داخل إسرائيل لأن المشروع الإسرائيلي قائم على تفريغ فلسطين من العرب، وأكد أن ذلك يتم بموافقة الحكومة اليونانية والحكومة الأميركية.

وعبر قُمري عن أسفه للدور السلبي الذي تلعبه الدول العربية في حماية الوجود المسيحي في فلسطين، مؤكدا رفضه إبعاد المواطنين العرب المسيحيين من إدارة الكنائس.

وحمل السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الأردنية المسؤولية لأنهما لم ترعيا مطالب العرب الأرثوذكس في إدارة الكنائس والأماكن المقدسة ورعاية الأوقاف، ورأى أن الأمل يظل معقودا على جهود الشباب الأرثوذكس في إعادة الأمور إلى نصابها.