الواقع العربي

لبنان بلا رئيس.. المعضلة والتوافقات المطلوبة

سلطت الحلقة الضوء على واقع لبنان اليوم وهو بدون رئيس منذ مايو/أيار الماضي، وأين تكمن معضلة انتخاب رئيس جديد للبلاد، وطبيعة التوافقات المطلوبة لحل هذه المعضلة.

منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمانفي 25 مايو/أيار الماضي، لا يزال كرسي الرئاسة في هذا البلد العربي شاغرا.

ولم يفلح مجلس النواب (البرلمان) في 16 جلسة في انتخاب رئيس جديد، لعدم اكتمال النصاب القانوني، بفعل خلافات وانقسامات بين كل القوى السياسية حالت دون التوافق على مرشح يحظى بالإجماع.

حلقة الأربعاء (17/12/2014) من برنامج (الواقع العربي) سلطت الضوء على واقع لبنان اليوم وهو بدون رئيس منذ مايو/أيار الماضي، وأين تكمن معضلة انتخاب رئيس جديد للبلاد، وطبيعة التوافقات المطلوبة لحل هذه المعضلة.

وحسب الميثاق الوطني الموقع عام 1943 تم التوافق على أن يكون الرئيس اللبناني من الطائفة المارونية، وتم تأكيد ذلك في اتفاق الطائف، لكن بعد أن تم الأخذ من صلاحياته لصالح مجلس الوزراء مجتمعا.

سلسلة توافقات
ومنذ اتفاق الطائف وربما قبل ذلك لم يكن اختيار الرئيس إلا من بعد سلسلة من التوافقات الإقليمية والدولية قبل التوافقات المحلية، وحتى انتخاب ميشيل سليمان لم يكن ليتم لولا هذه التوافقات التي تمت بعد اتفاق الدوحة.

اليوم وبعد ما يقرب من سبعة أشهر وبسبب عدم تحقق هذا التوافق يقف لبنان عاجزا عن انتخاب رئيسه. وبالتزامن مع انعدام التوافق الإقليمي والدولي فإن الطائفة المارونية نفسها منقسمة على نفسها ويتهم كل من رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع منافسه بالتسبب ببقاء المنصب الماروني السامي "مقام الرئاسة" شاغرا.

فيما ينظر إلى حزب الله القابع في خلفية المشهد بوصف صاحب المفتاح لباب قصر بعبدا (قصر الرئاسة)، وأن أي ماروني لن يدخل القصر إلا إذا وافق عليه الحزب ووافق هو الحزب على اشتراطاته.

ورغم أن الاستقطاب يتمحور حول المرشحين الأساسيين جعجع وعون، وبينهما النائب هنري حلو مرشح اللقاء الديمقراطي الذي يدعمه النائب وليد جنبلاط، تحوي بورصة المرشحين المحتملين أسماء أخرى محتملة، فيما ينتظر اللبنانيون محاولة جديدة لانتخابات رئيس للبلاد في 7 يناير/كانون الثاني المقبل.

صلاحيات ضعيفة
وبشأن أزمة كرسي الرئاسة في لبنان يقول الكاتب الصحفي في جريدة النهار اللبنانية سركيس نعوم إن منصب الرئيس ضعفت صلاحياته لصالح مجلس الوزراء مجتمعا، لكن للرئاسة دورا معنويا وقدرة -في حال كان ذا شخصية كاريزمية- تستطيع أن تشكل الحكم في البلاد.

وأضاف أن اللبنانيين كانوا دائما منقسمين، وكان الانقسام المسيحي المسلم قد بدأ قبل الاستقلال وتكرس بعده، ليتحول اليوم إلى انقسام مذهبي إسلامي (سني شيعي).

واعتبر نعوم أن طريقة الحكم في لبنان أبقت الدولة دولتين منذ الاستقلال عن الانتداب الفرنسي عقب انهيار الدولة العثمانية.

وأوضح أن الطوائف تلجأ إلى حلفاء من المحيط الخارجي، لذلك فإن هذا المحيط أصبح له دور غير مباشر في لبنان، وأصبحت هناك حرب بالوكالة على الأرض اللبنانية.

وكشف نعوم عن جلسة تمهيدية قد تعقد "بين عيدي الميلاد ورأس السنة" للتوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئيس للبنان، ومحاولة تجنيب لبنان حربا أهلية، محذرا من أن استمرار فراغ كرسي الرئاسة يهدد الدور المسيحي في لبنان مما يشكل انعكاسات سلبية ويترك مخاوف كبيرة في العالم العربي الذي يمر بمرحلة كبيرة من الاضطرابات.