الواقع العربي

خيارات العمل السياسي في اليمن

سلطت حلقة 29/11/2014 من برنامج “الواقع العربي” الضوء على خيارات العمل السياسي في اليمن، في ضوء غياب سلطة الدولة وهيمنة سلاح المليشيات على واقع البلاد.

لئن بلغ تعقيد الواقع اليمني حدا يجد فيه العسكريون -وهم يد الدولة الباطشة- صعوبة في التعامل معه، فإن الأمر بالضرورة أكثر صعوبة بالنسبة للسياسيين، الذين يعوّلون عادة على قوة الدولة في حمايتهم وتوفير الأمن اللازم لعملهم.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، عارف أبو حاتم، أن "رخاوة" الدولة اليمينة وغياب فعلها الرسمي هو الذي أدى إلى ظهور واقع سياسي جديد بعد 21 سبتمبر/أيلول الماضي فرضه من يملكون قوة السلاح، في إشارة منه إلى جماعة الحوثيين التي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال أبو حاتم لحلقة 29/11/2014 من برنامج "الواقع العربي"، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي ضيّع كامل الفرص رغم أنه أول رئيس يمني يحكم دون معارضة ويحظى بإجماع دولي. وأكد أن مخرجات الحوار الوطني كانت جدية، لكنها لم تطبق على أرض الواقع.

وبينما وصف أداء باقي القوى السياسية اليمنية بالهزيل، قال إن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح  لم يعد يهمه شيء سوى الانتقام من خصومه.

ورأى أبو حاتم أن القرار الداخلي ليس وطنيا خالصا وإنما تتحكم فيه السعودية وأميركيا وإيران التي قال إنها دخلت بدورها على الخط. وأشار في السياق إلى أن المبادرة الخليجية أسقطت بأموال خليجية.

الكاتب والباحث السياسي اليمني مصطفى راجح من جهته رسم صورة قاتمة للمشهد السياسي في اليمن، وقال إن هناك ازدواجية في السلطة القائمة على الأرض، سلطة الحكومة الحالية وسلطة الحوثيين، بينما القوى السياسية الأخرى شبه معطلة.

وأوضح راجح لحلقة "الواقع العربي" أن اليمنيين كانوا قد استبشروا خيرا بعد تشكيل الحكومة، لكن هذه الأخيرة لم تتمكن من زحزحة الأوضاع لعودة الدولة وجهازها الإداري.

كما قال إن جماعة الحوثي من جهتها تشعر بالقلق ولم تستطع أن تترجم انتصاراتها العسكرية إلى مكاسب سياسية.

وكان الرئيس هادي قد أصدر قرارا جمهوريا بتسمية أعضاء الحكومة الجديدة برئاسة سفير اليمن السابق لدى الأمم المتحدة خالد بحاح.

وتم الإعلان عن تشكيل الحكومة في ظل أزمة سياسية وأمنية خانقة، تسبب فيها اجتياح جماعة الحوثي (أنصار الله) صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي، ثم توسعها في محافظات غرب البلاد ووسطها.