الواقع العربي

أميركا تتهم دمشق وتنظيم الدولة باستخدام الكيميائي

استعرضت حلقة السبت 25/10/2014 من برنامج “الواقع العربي” الاتهامات الأميركية لكل من النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية باستخدام غاز الكلور المحظور دوليا.

يثير الاتهام الأميركي لكل من تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري باستخدام غاز الكلور تساؤلا عن حقيقة موقف واشنطن من استخدام النظام السوري لهذا الغاز المحظور دوليا، مستغلا انشغال العالم بما يجري من حرب دولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في عين العرب (كوباني).

يذكر أن تقارير أميركية قالت إن النظام السوري استخدم غاز الكلور المحظور دوليا 18 مرة ضد خصومه منذ بدء الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة.

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده تبحث في كيفية محاسبة النظام السوري بعدما أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في وقت سابق من هذا الشهر أن هناك استخداما منهجيا لغاز الكلور كسلاح في شمال سوريا هذا العام.

وحول عودة الحديث عن استخدام النظام السوري للأسلحة المحرمة دوليا، قال الخبير العسكري والإستراتيجي أسعد عوض الزعبي لحلقة السبت 25/10/2014 من برنامج "الواقع العربي" إن الشعب السوري بدأ يشعر بالسعادة أخيرا لأن النظام العالمي "الظالم" الذي يدعي حماية حقوق الإنسان بدأ ينتبه أخيرا إلى استخدام النظام السوري مجددا للأسلحة الكيميائية، مؤكدا قصف طائرات النظام لجوبر وحرستا بغاز السارين أكثر من 14 مرة.

وأضاف الزعبي أن الأسلحة الكيميائية التي تم سحبها وتدميرها -بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وأميركا العام الماضي- تمثلت في غازي السارين والخردل فقط، موضحا أن الاتفاق استثنى أسلحة كيميائية أخرى وأبقى على 800 طن من المواد الخام، إضافة إلى 12 مركزا لتصنيع السلاح الكيميائي.

وأوضح أن غاز الكلور تم استيراده من إيران والصين عبر نقله بعشرة آلاف حاوية بطائرات نقل مدني إيرانية، مشيرا إلى تذرع النظام السوري باستخدام الكلور لتنقية المياه، ومؤكدا وجود إحصائيات تثبت أنه استخدم 89 مرة ضد المدنيين في حوران ودرعا والغوطة الشرقية وجوبر إضافة إلى مورك.

المواقف والمصالح
بالمقابل رأى الكاتب والمحلل المختص في السياسة الخارجية الأميركية ستيفان كليمونز أن العنف الذي يمارسه نظام بشار الأسد ضد شعبه يزيد من قلق المجتمع الدولي بشأن سوريا.

وأضاف كليمونز أن المفهوم الذي يسود الآن يتنبأ بأن الوضع في سوريا قد يصبح أسوأ مما هو عليه الآن في حال سقوط النظام الحاكم، مؤكدا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يهدف إلى إسقاط الرئيس السوري دون إسقاط النظام.

وأوضح أن الحرب الدائرة ضد تنظيم الدولة اندلعت بعد قرار دولي صدر في مجلس الأمن الدولي حتّم شن هذه الحرب وفقا لتحالف دولي قرر ذلك، بعكس الموقف الدولي من الشأن السوري الذي يتطلب التعامل معه بحذر شديد في ظل الدعم الذي يجده من روسيا وإيران.

وحول حديث كيري عن بحث الأمم المتحدة لطريقة مناسبة لمحاسبة النظام السوري، قال كليمونز إن النظام السوري عطل الكثير من المنشآت التي تنتج السلاح الكيميائي ولكنه أبقى على غاز الكلورين واستخدمه كسلاح، موضحا أن هذا يعتبر انتهاكا صارخا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

ورفض المحلل وصف الموقف الأميركي بغض الطرف عن قتل الشعب السوري، ولكنه أوضح أن المصالح والظروف الجغرافية والسياسية تتشابك في سوريا، مما يثير أسئلة في أذهان الكثيرين حول كيفية تحقيق الاستقرار والتوازن في المنطقة في حال ذهاب النظام السوري.

من ناحية أخرى، أكد أن الموقف الأميركي الحالي الذي يركز على محاربة تنظيم الدولة يبعث برسالة طمأنة إلى نظام الأسد، ويجعله يشعر بأن انشغال التحالف بهذه الحرب يعتبر إذنا له بالاستمرار في الحكم.