الواقع العربي

البراميل المتفجرة بسوريا ومشروعية استعمالها

سلطت حلقة الاثنين (20/10/2014) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على ماهية البراميل المتفجرة ومشروعية استخدامها في ضوء استمرار النظام السوري في استعمالها ضد معارضيه.
فاقت آثار ما تفعله البراميل المتفجرة بالسوريين منذ أكثر من عامين كل وصف، حيث حصد السلاح الذي يوصف بأنه "أقذر الأسلحة المستخدمة في الحروب" من أرواح السوريين أكثر مما فعل السلاح الكيميائي الذي استدعى استخدامه انزعاجاً عالمياً اضطر النظام جراءه إلى تسليم كامل مخزونه الكيميائي.

وقد شرع النظام السوري في استخدام البراميل المتجرة منتصف عام 2012، وركز هجماته بهذا السلاح على مناطق محافظات إدلب وحلب والرقة، مما أسفر عن مقتل نحو عشرين ألفا -جلهم من المدنيين- بحسب مصادر بالائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية.

حلقة الاثنين (20/10/2014) من برنامج "الواقع العربي" بحثت ماهية البراميل المتفجرة ومشروعية استخدامها في ضوء استمرار النظام السوري في استعمالها ضد معارضيه.

الخبير العسكري والإستراتيجي السوري العميد أسعد الزعبي وصف البراميل المتفجرة بأنها سلاح قذر، يسهم في القتل بأعداد كبيرة، كونه سلاحا غير موجه، وقال "البراميل سلاح قليل التكلفة يستعمله طرف يمتلك الطائرات في مواجهة طرف لا يمتلك أنظمة دفاع جوي".

بداية الاستخدام
وأكد الزعبي أن أول استخدام للبراميل المتفجرة كان في الثورة السورية ضد مدينة داريا بريف دمشق، حيث ألقيت البراميل من على ارتفاع 1500 متر، وأفاد بوجود 18 موقعا لإنتاج البراميل في أرجاء مختلفة من البلاد، مشيرا إلى أن النظام يعتمد على هذا السلاح لأن صناعته غير مكلفة ولا تستغرق وقتا.

وأضاف أن النظام كان يستخدم براميل تزن ما بين 230 و270 كيلوغراما في البداية، وحاليا يلقي براميل زنتها ما بين سبعمائة وألف كيلوغرام.

ولفت الخبير العسكري إلى مساهمة إيرانيين وروس في تطوير سلاح البراميل المتفجرة بعد ظهور أخطاء تمثلت في انفجار برميل في مروحية قبل إلقائه وانفجار آخر قبل وصوله إلى الأرض، أو السقوط على الأرض دون انفجار.

وأوضح الزعبي أن البراميل توضع فيها مواد كيميائية وأغلبيتها تحتوي على غاز الكلور السام، مشيرا إلى أن المروحيات تلقي البراميل من على ارتفاعات تتراوح ما بين أربعة وسبعة آلاف متر بعد نجاح قوات المعارضة في تدمير عدد من البراميل في الفضاء قبل وصولها إلى الأرض.

الموقف القانوني
وفي ما يتعلق بمعرفة موقف القانون الدولي من استخدام النظام البراميل المتفجرة في حربه ضد المناطق التي تعارضه، قالت مديرة الحملة القانونية لحقوق الإنسان في منظمة هيومن رايتس ووتش بيغي هيكس إن القانون الدولي يحظر استخدام القنابل ضد المدنيين، وذلك ما ينطبق على البراميل التي تستخدم بشكل عشوائي.

وأشارت هيكس إلى دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إيقاف القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة في فبراير/شباط الماضي، لكنها لفتت إلى تسجيل زيادة في استخدامها بعد هذه الدعوة. وأشارت إلى أن روسيا لا تسمح للمجلس بالقيام بأي خطوة، وتعتبر مسؤولة عن قتل المدنيين بهذا السلاح.

وأكدت توثيق هيومن رايتس ووتش هذه الهجمات بالصورة ومقاطع الفيديو لمحاسبة فاعليها، مؤكدة أن التاريخ الحديث يؤكد أنه لن يفلت مجرم من العقاب.