عالم الجزيرة

نحو لقاح ضد الملاريا في تنزانيا

تقتل الملاريا ملايين البشر سنويا، وتعد من أكثر الأمراض فتكا بتنزانيا، لكن المرض اليوم أقرب إلى الاجتثاث، إذ يخوض موظفو معهد إيفاكارا للصحة الجولة النهائية قبل استئصاله نهائيا.

يقول الباحث في معهد إيفاكارا للصحة في تنزانيا، فريدروس أوكومو، إن حشرة صغيرة تقتل من البشر أكثر مما تفعل حروب كثيرة.

كما يؤكد الدكتور سليم من جهته أن سيف الملاريا يهدد حياة الناس، بينما تشبّه الدكتورة ناهيا سالم الأمر بمواجهة بين جرثومة الملاريا من جهة والجنس البشري من جهة أخرى "نحن نريد استئصال المرض والحشرة متمسكة بأهداب الحياة".

حلقة الخميس (4/12/2014) من برنامج (عالم الجزيرة) سلطت الضوء على مرض الملاريا في تنزانيا، وأوضحت أن سبب المرض هو جرثومة تنشرها الأنوفيل (أنثى البعوض) عندما تقرص الناس ليلا، إذْ أنها تحمل ميكروب المرض وتحقنه في الجسم، لذلك يسميها العلماء "الناقلات".

ويرسم برنامج التحكم في الملاريا بالعاصمة دار السلام خططا لحملات ومبادرات مكافحة الملاريا، وقد قاد الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي حملة لا هوادة فيها لمكافحة المرض، وكذلك فعل لاعب كرة القدم ديدييه دروغبا.

ويُعد معهد إيفاكارا رائد البحث العلمي شرقي أفريقيا، وفيه بدأ العمل على محاربة الملاريا منذ سنينَ خلت. ووفق الدكتور ناهيا فقد انطلق طاقم المعهد من أصعب نقطة، من وادي كيلومبيرو الذي كان يجمع الشروط المثلى لتفشي الملاريا، فكان أغلب الناس يحملون في أجسادهم جراثيم المرض في التسعينيات.

ويقوم معظم عمل أوكومو على استخدام تكنولوجيات حديثة لمراقبة البعوض الناقل للملاريا والتحكم فيه، ويقول إن معدل الإصابة بالملاريا هبط بنسبة 50 إلى 60% وهو نجاح باهر، ويشير إلى أنهم كانوا قادرين على التحكم في أعداد البعوض التي تدخل مساكن الناس لتقرصهم، لكنهم لم يكونوا قادرين على التحكم جيدا في البعوض الذي لا يدخل البيوت بالضرورة، وقد يقرصهم وهم خارج البيت.

وتستخدم الناموسية لدرء الملاريا عن الناس -كما يصرح الدكتور مانديكي- لأنها مشبعة بمبيدات تجعلها طاردة للبعوض، إضافة إلى رش المبيدات داخل المساكن لتختفي البعوضة تماما ولا تعود.

وبينما هبط معدل الإصابة بالملاريا بشكل لافت للنظر في وادي كيلومبيرو، يبقى عبء الوباء أشد وقعا حول بحيرة فيكتوريا.

أطفال 
وتبقى أهم سبل الوقاية من الملاريا بالتركيز على أقل المجموعات السكانية مناعة أمام المرض، أي الحوامل والرضع.

باروتي من عيادة كيباوني، تقول إنه يجري تثقيف الحوامل بشأن الوقاية من الملاريا، وإذا كانت المرأة في الأسبوع العشرين أو أكثر من الحمل تصرف لها أدوية للوقاية من المرض.

وتقول الممرضة تيليمز في مستشفى بمقاطعة سينغيرينا إنهم يستقبلون في أسبوع واحد 150 طفلا مصابا بالملاريا، وكثيرا ما تنتهي الحالات الخطيرة من الملاريا بالموت لأن الأهل يأتون بهم وهم في حالة حرجة.

ويرى الدكتور سليم أنه في حال التوصل إلى تحضير لقاح ضد الملاريا في تنزانيا، فإن ذلك سيُنعش الجهود الرامية إلى السيطرة على المرض في عموم أفريقيا.

ويشير إلى أن اللقاحات هي تشكيلة من الجرثومة المسببة للمرض وبروتينات موجودة داخل الميكروب، وأنهم يحاولون حقنها في الإنسان للتأكد مما إذا كان الجسم البشري قادرا على إنتاج مضادات للداء. وقد جربوا نوعين من اللقاحات، أهمهما "آر تي أس" وهو الأكثر تقدما بمعايير البحث حتى الآن.

يُذكر أن تنزانيا تسجل مليون حالة ملاريا كل سنة، وانخفضت معدلات الوفاة جراء هذا المرض بنسبة 50%.