عالم الجزيرة

تجارة الموت.. الطائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع

تعتبر إسرائيل أكبر مصدر للطائرات بدون طيار بالعالم، وبها تغتال الفلسطينيين، كما تستخدمها جيوش حلف شمال الأطلسي بأفغانستان وباكستان واليمن. حلقة 2/11/2014 من برنامج “عالم الجزيرة” تتناول هذا الموضوع.

أصبحت إسرائيل خلال السنوات الخمس الماضية أكبر مصدّر للطائرات بدون طيار، وتستعمل ستة من جيوش حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع، كما استعملتها القوات الإسرائيلية في تنفيذ عمليات اغتيال ضد ناشطين فلسطينيين مثل صلاح شحادة الذي كان أحد كوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقد سلطت حلقة 2/11/2014 من برنامج "عالم الجزيرة" الضوء على موضوع الطائرات بدون طيار.

استعملت إسرائيل لأول مرة طائرات بدون طيار أثناء غزوها لبنان عام 1982، ومن ثم بيعت هذه الطائرات إلى الولايات المتحدة التي استعملتها في حرب الخليج الأولى، لكن استعمال إسرائيل هذه الطائرات لم يبدأ فعلا إلا بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، وقد كان لها دور مهم في تنفيذ البرنامج العسكري الإسرائيلي للاغتيالات.

ويقول وزير الدفاع الإسرائيلي في فترة 2000-2001 بنيامين بن إليعازر إن تل أبيب قررت استخدام الطائرات بدون طيار استخداما مكثفا جدا جدا لأول مرة، وأكد أنهم اغتالوا عددا من الأشخاص بينهم شحادة الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في 23 يوليو/تموز 2002 بقصف جوي للمبنى الذي كان فيه، واستشهد معه 14 مدنيا، كان 11 منهم أطفالا.

وأشار داني بتشمان -وهو من الصناعات الجوية الفضائية الإسرائيلية- إلى ازدياد استعمال طائرات بدون طيار من طرف إسرائيل في العقد الماضي، وأكد وجود ارتباط واضح بين تلك العمليات وبين الطلب العالمي على تلك الطائرات "فقد أثارت الطائرات بدون طيار اهتمام الزبائن خلال استعمالها في حرب لبنان وعملية "الرصاص المصبوب" وعمليات القتل المحددة الأهداف".  

وتعد عملية "الرصاص المصبوب" خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2009 مثالا واضحا على ذلك، لأن الاستعمال الواسع للطائرات بدون طيار قد وثق وشاعت أخباره، وكانت هذه الطائرات قد استعملت من قبل، لكن الترويج لها كان أقل.

وعلى مدى العقد الماضي تزايدت الدلائل على أن إسرائيل لا تستعمل طائرات بدون طيار للاستطلاع فحسب، بل تجعل منها أيضا منصات لإطلاق أسلحة هجومية من قبيل إطلاق صواريخ "سبايك" المضادة للدبابات على أهداف بشرية، ومع ذلك دأب المسؤولون الإسرائيليون على نفي ذلك، بل حتى أنهم لا يؤكدون أن لدى القوات المسلحة الإسرائيلية أصلا أي طائرات بدون طيار هجومية.

وقد نقل موقع ويكليكس في وقت سابق عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي أنه اعترف بأن إسرائيل استعملت طائرات هجومية بدون طيار في عملية "الرصاص المصبوب"، وأنه أبلغ السفير الأميركي في تل أبيب بأن طائرة بدون طيار قد أطلقت النار على مقاتلين تابعين لحركة حماس.

وبحسب الصحفي الاستقصائي كريس وودز، فإن برنامج الطائرات الإسرائيلية بدون طيار لا يزال مصنفا على أنه سري جدا، ولا تزال الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى يومنا هذا مجرد الاعتراف بوجود هذا البرنامج.

استخدام قاتل
ولم تكتف إسرائيل بتصدير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، بل بينت للعالم أيضا كيفية استعمالها بفعالية قاتلة، ففي عام 2004 بدأت وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي) برنامجا للاغتيالات في باكستان باستعمال طائرات بريديتور، وقد كانت عملياتها تقليدا لعمليات إسرائيل في قطاع غزة.

ورغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا وحليفاتهما -يواصل الصحفي- كانت تندد ببرنامج إسرائيل للقتل المستهدف الذي بدأته في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000 فإنه بعد الـ11 من سبتمبر/أيلول عدلت الولايات المتحدة عن موقفها وبدأت برنامج قتل مستهدف خاصا بها. 

ومنذ عام 2004 وحتى يومنا هذا شنت الولايات المتحدة أكثر من 380 غارة بطائرات بدون طيار في باكستان قتل فيها أكثر من 2400 شخص، أربعمائة منهم على الأقل من المدنيين، ومنذ ذلك راحت الولايات المتحدة وحليفاتها تستعمل طائرات بدون طيار على هذا النحو ليصمت بعدها الانتقاد الرسمي من أميركا وأوروبا لبرنامج القتل المستهدف الإسرائيلي.

وكانت شركة "إيرونوتك إندسترز" الإسرائيلية أول شركة في العالم تبتكر طائرات بدون طيار في السبعينيات، وبحلول عام 2005 كانت أربعون دولة تستخدم طائرات بدون طيار على نطاق ما، أما اليوم فقد ازداد هذا العدد إلى 75.

والحروب التي شنت من مكان بعيد على غزة وأفغانستان وباكستان يجري الآن تصديرها إلى بقاع أخرى من العالم، وهو ما يعمل على تغيير طبيعة النزاع المسلح ويثير قضايا أخلاقية وقانونية مهمة.