عين الجزيرة

هل ستنجح مساعي واشنطن المتكررة لتشكيل "ناتو عربي"؟

هل واشنطن جادة في إنشاء “الناتو العربي”؟ وهل ستسمح العلاقات بين دول الخليج بتأسيس هذا الحلف؟ وكيف تنظر طهران لتشكيله؟ هذه الأسئلة ناقشها برنامج “عين الجزيرة” في حلقته بتاريخ 2018/10/9.

أعلنت واشنطن مجددا -قبل أيام- أنها تسعى إلى تأسيس ما أطلِق عليه اسم "ناتو عربي" ليكون نسخة من حلف شمال الأطلسي العسكري، الذي أنشئ عام 1949 بموجب معاهدة واشنطن.

ومن المقرر أن يحمل الحلف الجديد اسم "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجى"، وسيضم تسع دول عربية هي: دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى مصر والأردن والولايات المتحدة.

نجاح أم ولادة ميتة؟
واشنطن قالت إن الهدف من هذا التحالف هو التصدي لما سمته العدوان الإيراني والإرهاب والتطرف، إضافة إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

لكن مصادر عدة بينها مجلة ناشيونال إنترست الأميركية تحدثت عن أن هذا الحلف المزمع سيولد ميتا، وذلك لسبب رئيسي هو أزمة مجلس التعاون الخليجي المستمرة منذ أكثر من عام، بسبب الحصار الذي تقوده السعودية ضد دولة قطر.

بل إن الكاتب دوغ باندو –وهو المساعد الخاص للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان– ذهب إلى أن السعودية والإمارات ستستخدمان ذلك التحالف إذا تم تشكيله، لترهيب جيرانهما المعتدلين في الخليج.

وبدوره فإن مدير مركز الدراسات في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورج تاون البروفيسور مهران كامرو وصف ذلك التحالف بأنه سيكون عبارة عن نمر من ورق، وسيفشل مثل تحالفات سابقة شُكّلت لمواجهة إيران.

وبينما أكدت آراء عدة أن هناك حاجة لتشكيل مثل هذا التحالف، فإن مصيره سيظل معلقا -فيما يبدو- في انتظار قمة مخصصة لبحث إنشائه ستعقدها الأطراف المعنية بواشنطن في يناير/كانون الثاني المقبل.

حلقة "عين الجزيرة" (2018/10/9) تناولت هذا الموضوع الذي بدأت إرهاصات الحديث عنه في قمة الرياض 2017؛ واستضافت لمناقشة دلالاته وآفاق تحققه ثلاثة من مراسلي الجزيرة، هم: مراد هاشم (من واشنطن)؛ وسعد السعيدي (من الكويت)؛ ونور الدين الدغير (من طهران).

مساع جادة.. ولكن
فقد أكد مراد هاشم أن إدارة دونالد ترامب مهتمة بإنشاء حلف كهذا وجادة في تشكيله، وذلك لأسباب بينها أنه ينسجم مع أهدافها العامة المؤطَّرة بنظرية "أميركا أولا"، وللتخفيف أيضا من أعبائها المالية والأمنية في الشرق الأوسط.

وأوضح هاشم أن هذا الحلف يجسد أيضا الوفاء بوعود ترامب الانتخابية بشأن مساعدة الحلفاء الذين "تخلى عنهم أوباما"؛ كما أنه قد يكون مدخلا لحل الأزمة الخليجية لتعذر إنشاء هذا الحلف دون حلها.

أما سعد السعيدي فقد رأى أن مواقف دول الخليج ليست واحدة تجاه إيران حتى يمكنها التناغم في مزاجها بشأن هذا التحالف؛ لأن علاقات إيران سيئة مع ثلاث من دول هذا الحلف (السعودية والإمارات والبحرين)؛ وجيدة مع اثنتين (سلطنة عُمان وقطر)؛ ومترددة مع ثلاث أخرى (الكويت ومصر والأردن).

وأضاف السعيدي أن هذه الدول جميعا لا يمكنها -مع ذلك- أن ترفض ما تريده واشنطن إن كانت جادة في تشكيل هذا "الناتو"، رغم أنه إن أنشئ فسيكون ضعيفا وفاقدا للثقة في نفسه.

وعن الكيفية التي تتابع بها إيران هذه التطورات؛ قال نور الدين الدغير إن رؤية طهران لما يحدث لا تختلف عن رؤيتها لما يتبعه ترامب عموما من سياسات تجاهها وتجاه المنطقة، فهي ترى أنه مهموم بسحب الأموال الخليجية ورفع حجم صفقات التسلح بذريعة التخويف من إيران، وكذلك احتواء التمدد الإيراني خاصة في سوريا.