برامج متفرقة

الإمارات.. الأبواب الخلفية

كشف الفيلم الوثائقي “الإمارات.. الأبواب الخلفية” تفاصيل الحملة التي قادتها الإمارات منذ ثلاث سنوات بهدف تلطيخ سمعة قطر و”شيطنتها” في أميركا، وصولا لاختراق وكالة الأنباء القطرية، وبدء الحصار.

في عصر 23 مايو/أيار الماضي كان وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس ضيف الشرف في مؤتمر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المعروفة بولائها الشديد لإسرائيل، وتحدث عن قطر بما يشبه ساعة الصفر.

قال غيتس إن "دولا كثيرة في المنطقة بوجهين، وبعد أن تتعرض لهجوم تصبح لديها رغبة جامحة لمواجهة مشكلة الإرهاب؛ وهذا ما نحتاج إليه مع قطر، وسيكون من اللطيف أن يحدث ذلك قبل تعرضها لهجوم".

بعد ساعات مما تفوه به غيتس بدأ الهجوم فعلا، لكنه لم يكن تقليديا.

ساعات بعد غيتس
بعد منتصف الليل اخترقت وكالة الأنباء القطرية، ونسبت تصريحات مفبركة لأمير قطر. ولم يكن من قبيل المصادفة أن حكومة أبو ظبي، التي نسقت مع غيتس قبل يوم واحد من ندوته، هي من تقف وراء القرصنة بحسب ما كشفته صحيفة واشنطن بوست لاحقا.

تسارعت التطورات ليبدأ حصار قطر من ثلاث دول خليجية تبعتها مصر.

لكن الفيلم الوثائقي "الإمارات.. الأبواب الخلفية" الذي بثته الجزيرة الأحد (2017/9/17) رصد ثلاث سنوات سابقة للحصار، سعيا لكشف الحملة الدؤوبة لتلطيخ سمعة قطر و"شيطنتها" في أميركا.

استئجار المؤسسات
لجأت أبو ظبي لاستئجار مؤسسات تأثير وإغداق المال على صحفيين موالين لإسرائيل وشخصيات من المحافظين الجدد ومعادين شرسين للإسلام.

كان أول من فضح الحملة الإماراتية صحفي التحقيقات غلين غيرنوولد، الذي يقول إنه رغم التصريحات العلنية للسعودية والإمارات فقد أصبحتا في السر في صف واحد مع إسرائيل.

خارطة التحالفات الجديدة أكدها بنيامين نتنياهو حين قال إن دولا عربية سنية محورية أصبحت متيقنة من أن التهديد الحقيقي ليس إسرائيليا، بل من تنظيمات متطرفة ومن امتلاك إيران سلاحا نوويا.

لقاء مع نتنياهو
في سبتمبر/أيلول 2012، جمع لقاء سري بفندق بنيويورك بين وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ونتنياهو، بحضور السفير الإماراتي يوسف العتيبة.

لم يمض على اللقاء شهر ونصف الشهر حتى شنت إسرائيل حربها على غزة، وبالتزامن وقّعت الإمارات عقدها مع شركة كامستول لتبدأ بوادر الحملة على قطر.

ويكشف الفيلم عن برقيات عديدة تشير إلى حوار مباشر بين أبو ظبي وتل أبيب حول قضايا أمنية وإقليمية.

شوكة قطر
ولكي ينجح التحالف السري كان لا بد من التخلص من شوكة قطر، ولكن للدوحة علاقة إستراتيجية مع واشنطن متمثلة في قاعدة العديد الجوية.

يقول زيد جيلاني الصحفي الاستقصائي في "ذا إنترسبت" إن يوسف العتيبة كان يناقش مع القائمين على مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات كيف أن الإمارات لا يعجبها وجود القاعدة الأميركية في قطر.

ومعلوم أن العتيبة ضيف مفضل لدى هذه المؤسسة ودائم التحدث عن الإسلام الراديكالي، وهو المصطلح الذي امتنعت إدارات أميركية عن استخدامه لأنه لا يعادي الجماعات المتطرفة، بل الإسلام كدين.

تمويل الحملات
يكشف الفيلم عن قوائم الاجتماعات والزيارات التي يقوم بها الصحفيون وجماعات التأثير إلى أبو ظبي، وكيف تبدأ حملات التجييش على مؤسسات قطر، رغم أن وزارة الخزانة الأميركية صنفت في الوقت ذاته ثلاث مؤسسات إماراتية على لائحة تمويل الإرهاب.

تسريبات البريد الإلكتروني للعتيبة كشفت الكثير، لكن أكبر شاهد أحمد الصحفي الاستقصائي في هفنغتون بوست  يقول "كنا نعرف أنه لا يحب قطر والإخوان المسلمين، لكن الرسائل كشفت المدى الذي ذهب إليه في حملة التشكيك بقطر".

أرهم الجحيم
وكان من حملة التحريض على القطريين التي تسربت من بريد العتيبة نقله رسالة محمد بن زايد إلى روبرت غيتس "أرهم الجحيم".

العلاقة بين غيتس وأبو ظبي تبدو أبعد من تواريخ بريد العتيبة المسرب.

غيتس لجأ عام 2010 لتوبيخ إسرائيل على اغتيالها القيادي في حماس محمود المبحوح في الإمارات، ووصف ذلك بالغباء الإستراتيجي الذي كشف علاقة أبو ظبي وتل أبيب السرية.