برامج متفرقة

غزة.. تغريدات الحرب

كشف فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة يوم الثلاثاء 2/9/2014 بعنوان “غزة.. تغريدات الحرب” عن الدور الذي قام به ناشطون غزيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فضح العدوان الإسرائيلي على غزة.

لعب ناشطون غزيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في فضح وكشف آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، إذ كانوا "يغردون" على تويتر وينشرون على موقع فيسبوك أحداث العدوان بالصورة والصوت، الأمر الذي مكن العالم من متابعة العديد من جوانب الحرب التي كانت خفية عليهم، أو تنقلها لهم وسائل إعلام غربية تعتمد الرواية الإسرائيلية في معظم الأحوال، وفق الناشطين.

وقال بلال دبور للفيلم الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة يوم الثلاثاء 2/9/2014 بعنوان "غزة.. تغريدات الحرب" إن إيمان الشباب بعدالة قضيتهم حوّل كل من توفر له مدخل إلى الإنترنت إلى مراسل من موقعه أو من حيه أو من شارعه، مؤكدا أن كمية الصور والقصص والفيديوهات المرفوعة على مواقع التواصل الاجتماعي تكفي لإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ووفق دبور فإن "المعركة الإعلامية" مع العدو على مواقع التواصل الاجتماعي لا تقل شراسة عن المعركة الميدانية، واعتبر أن مسؤولية الناشط لا تقل عند انتهاء الحرب بل تزداد عظما لأن دوره يكون أكبر في مواساة من فقدوا أحباءهم، وتدمرت منازلهم، مما يضطر الناشطين أحيانا إلى أن يركزوا على تناول الجوانب الإنسانية، رغم أهمية الحادث الذي ينقل سياسيا.

وللكتابة بالإنجليزية أهمية خاصة عند دبور، لأنه لاحظ أن المظاهرات المناصرة لغزة تضاعفت في الغرب إبان العدوان الإسرائيلي عام 2014، مما شجعه على مخاطبة الغرب بلغته التي يفهمها، وأوضح أن التعابير الإنجليزية التي يستخدمها العدو الإسرائيلي كثيرا ما تجافي الحقيقة وتخدم أغراض رسالته الإعلامية، وضرب مثلا بكلمة اختطاف التي تقابلها "kidnaping" وأسر والتي تقابلها "capturing".

وقال دبور إن هاشتاغ "Gaza under attack" حقق بعد عشرين يوما من بدء العدوان على غزة حوالي 5.5 ملايين تغريدة، مقابل ثمانين ألف تغريدة حققها هاشتاغ "Israel under attack" وذلك يعتبر تفوقا واضحا للنشطاء الفلسطينيين ومؤيدي القضية الفلسطينية، بعكس الناشطين الإسرائيليين الذين كشفت بعض الصحف الغربية أن السلطات توفر لهم غرفا مكيفة ومجهزة وتعدهم بمنح دراسية وامتيازات أخرى لتغريهم للمشاركة في التغريد لصالح إسرائيل.

دبور: 
دبور: "المعركة الإعلامية" لا تقل شراسة عن الميدانية (الجزيرة)

إعلام جديد
وقبل أن تقوم إسرائيل بقصف محطة توليد الكهرباء بغزة، كانت عمليات نقل الأحداث ونشرها على مواقع التواصل أكثر سهولة، وفق الناشط رضوان الأخرس الذي قال إن مواقع التواصل الاجتماعي خلقت نوعا جديدا من الإعلام جعل العديد من الناس يفضلون متابعة الأخبار عبرها لأنها تنقل الأحداث من مواقعها مباشرة.

وأوضح الأخرس أنه قام بتنظيم حملة أطلق عليها اسم "I stand with Gaza" نجحت في تكوين فريق متخصص يترجم التغريدات إلى عشر لغات من كل أنحاء العالم، وركزت الحملة على توضيح حجم العدوان الإسرائيلي والمعاناة التي يعيشها القطاع، وآثار الحصار الخانق، إضافة إلى حرمان أطفال غزة من ممارسة طفولتهم الطبيعية.

وعبر عن سروره لنجاحه في تحريك ملف قضية الطفلة الفلسطينية الجريحة مها الشيخ خليل التي كانت ترقد بالمستشفى وتعاني إصابات بالغة، وكان ينبغي أن تسعف بسرعة للخارج لإجراء عملية جراحية، وأوضح أن حالتها وجدت تفاعلا فوريا عبر تويتر من جمعيات ومنظمات طبية وأحد مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذين أبدوا استعدادهم جميعا للتكفل بعلاج الحالة.

واتفقت الناشطة فرح علي مع زميلها دبور على أهمية الكتابة والتغريد بالإنجليزية، وأوضحت أنها بدأت بتصوير كل ما يحدث بالحي الذي تقيم فيه، وأردفت ذلك بتسجيل أصوات القصف وأزيز الطائرات بقصد وضع المتلقي أو القارئ في قلب الحدث، ووجدت أن ذلك حقق صدى كبيرا تمثل في التفاعل وإعادة نشر التغريدة أو المنشور من جمهور بدأ يكبر شيئا فشيئا.

ورأت الناشطة -ذات الـ16 ربيعا- أن التفاعل مع الجمهور المتلقي مكنها من توضح حقيقة مهمة جدا ولكنها خافية على الكثيرين من متابعيها من الغرب، ألا وهي أن إسرائيل هي المحتل الغاصب، وأن الفلسطينيين يعانون تحت الاحتلال ويقاومون لتحرير أرضهم.