برامج متفرقة

كان يوما في غزة مطار

يعتبره الفلسطينيون رمزا للسيادة والاستقلال الوطني.. إنه مطار غزة الدولي الذي دمرته إسرائيل بالكامل ويطالب الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة بإعادة تشغيله كضرورة لرفع الحصار عن القطاع.

يطالب الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة من ضمن المطالب التي يرفعها بإعادة تشغيل مطار غزة الدولي، لكن إسرائيل ترفض ذلك. حلقة 17/8/2014 من برنامج "غزة تنتصر" طرحت موضوع المطار للنقاش مع ضيوفها.   

ويؤكد سليمان أبو حليب (طيار سابق بمطار غزة الدولي) أن اتفاقية القاهرة المنبثقة عن اتفاق أوسلو تنص على أنه "يحق للجانب الفلسطيني إنشاء مطارات في أراضي السلطة الفلسطينية وتسيير رحلات جوية ما بين فلسطين والخارج وما بين فلسطين ومدنها الداخلية".

وقد أصدر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مرسوما عام 1994 بإنشاء مطار وسلطة طيران مدني والخطوط الجوية الفلسطينية في فلسطين، وكشف أبو حليب أن طائرة عرفات كانت أول طائرة تهبط به في يونيو/ حزيران 1996. وبدأ التشغيل الرسمي للمطار في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1998 بناء على توقيع مذكرة "واي ريفر".

لكن الجيش الإسرائيلي بدأ في استهداف مطار غزة الدولي منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث تعرض للقصف من قبل طائرات حربية دمرت مبنى الرادار بالمطار بشكل كامل، كما دمرت محطة كهرباء المطار وأجهزة المراقبة وهوائي الرادار. وفي يناير/ كانون الثاني 2002 قطعت الجرافات الإسرائيلية مدرج المطار إربا إربا. وأثناء حرب لبنان صيف 2006 دمرت آلة الحرب الإسرائيلية المبنى الرئيسي لمطار غزة.

وكشف وزير الأشغال والإسكان بحكومة الوفاق الوطني مفيد الحساينة أن حكومته وضعت خطة وسلمت للأمانة العامة لمجلس الوزراء بشأن المطار والميناء حتى قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والتي قال إنها دمرت عشرين ألف بيت سكني.

وتعليقا على مطلب الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة بإعادة تشغيل مطار غزة الدولي، يقول وكيل الخارجية الفلسطينية غازي حمد إن إسرائيل لا تريد أن يكون للفلسطينيين المطار والميناء لأنهما رمز سيادة وصورة للانتصار الفلسطيني، ثم إنه لا ضمانات خلال المفاوضات بأن إسرائيل لن تقوم بالتدمير مرة أخرى.

واعتبر حمد أن مطالب متواضعة وبسيطة طرحت بالقاهرة كون السلطة الفلسطينية توجد تحت الاحتلال، ودعا إلى أن تكون المعركة القادمة ضد القضايا الكبيرة مثل الاستيطان وتهويد القدس والاعتقال الإداري.

في نفس السياق، قال الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن المطار والميناء من مظاهر السيادة الفلسطينية، وأضاف فايز أبو عيطة أن هذه المطالب مجرد مقدمة لكي يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.

الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، اعتبر أن مطالب المقاومة والوفد الفلسطيني بالقاهرة جدية وقابلة للتحقيق، وهي لا تحتاج لتفاوض لأنها استحقاق وطني وإنساني وقانوني للشعب الفلسطيني، وقال أيضا إن مفاوضات القاهرة صعبة وهي معركة لاستكمال المعركة الميدانية.

وقال مدير مركز الضمير لحقوق الإنسان من جهته إن المطار والميناء حق مكفول للفلسطينيين، وإنه يتم التفاوض على حقوق أصيلة تم إقرارها من قبل. وتساءل خليل أبو شمالة عن سبب عدم محاسبة إسرائيل على تدميرها المطار الفلسطيني.

من جهتهم، طالب مواطنون فلسطينيون أدلوا بتصريحاتهم لبرنامج "غزة تنتصر" الوفد الفلسطيني بالتمسك بمطالب المقاومة، وصرح أحدهم بأن المطار والميناء سيادة وأمن واقتصاد، وهما من مقومات الدولة ولا غنى عنهما.

يُذكر أن مطار غزة يقع في شرق مدينة رفح بالمنطقة المحاذية للحدود مع مصر.