برامج متفرقة

غزة تنتصر.. أطفال يتمتهم الحرب الإسرائيلية

أصبح أطفال غزة أيتاما بفعل الحرب الإسرائيلية عليهم وعلى أسرهم، أطفال حرموا حقهم في العيش في كنف أب وأم، وهم اليوم يواجهون جراء الصدمة أزمات نفسية ومعاناة.

بيسان ضاهر (سبع سنوات) طفلة فلسطينية فقدت عائلتها في مجزرة الشجاعية بقطاع غزة، هي تعيش اليوم مع شقيقتها الكبرى، بدت عليها الصدمة وهي أمام كاميرا قناة الجزيرة ولم تستطع أن تنطق -رغم إلحاح مراسلة الجزيرة وجد وقفي عليها بالكلام- سوى بنطق بكلمات قليلة جدا "نحن لم نفعل شيئا" و"إنني أشعر باليتم"، وهي كلمات لخصت حالتها النفسية.  

ففي 20 رمضان المنصرم ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في حي الشجاعية بغزة خلفت 72 شهيدا بينهم والد ووالدة الطفلة بيسان.

بيسان هي واحدة من بين مئات الأطفال الذين أمسوا أيتاما بعد أن فقدوا آباءهم في قصف منازلهم أثناء حرب غزة التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى، وقد عبر بعضهم عن معاناتهم في شهادات لحلقة 10/8/2014 من برنامج" غزة تنتصر"، وذرفوا دموعا عكست حجم الألم الذي يعانيه الطفل الفلسطيني وحتى الشخص الراشد الذي فقد بدوره أعزاء عليه.

حسن زيادة، اختصاصي نفسي لم يتمالك نفسه وهو يتحدث عن معاناة الأطفال الأيتام بغزة، وهو نفسه فقد والدته وثلاثة من إخوته أثناء العدوان الإسرائيلي، وقد تحدث عن التبعات النفسية للأطفال الذين يتعرضون لما سماه الفقدان المفاجئ، وقال إن هذا الفقدان خاصة إذا كان من المقربين جدا يكون فوق قدرة استيعابهم.

ففي المرحلة الأولى يصاب الطفل بحالة إنكار للفاجعة، حيث يرفض تصديقها، ويتوقع أن الشخص العزيز عليه سيعود. وفي المرحلة الثانية يأتي ألم الفقدان والشعور بالأسى والبكاء، كما يقول زيادة الذي نصح الأسر بعدم تشويه المعلومات عن الأطفال بشأن الفقدان وأن يتركوا لهم مساحة للبكاء والتعبير عن مشاعرهم.

عضو مجلس إدارة "معهد الأمل للأيتام" سنان فلفل تحدث بدوره عن الصعوبات التي يواجهها معهده بفعل ازدياد أعداد الأيتام بغزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، وقال إن الطاقة الاستيعابية للمعهد تبلغ 120 يتيما، لكنه يحتضن اليوم 700 يتيم، وأشار إلى أنهم يعتمدون على التبرعات الداخلية والخارجية وأنهم يوفرون الإيواء والرعاية الصحية والنفسية للأفراد الذين يقطنون المعهد.

من جهتها قالت اعتماد الطرشاوي المدير العام للرعاية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية بغزة إن القطاع الفلسطيني انتصر بلحم أطفاله، وقدمت آخر الإحصائيات الرسمية بشأن ضحايا الحرب الإسرائيلية، فقد بلغت عدد المجازر الإسرائيلية 76 مجزرة استشهد فيها على الأقل أربعة أفراد من الأسرة الواحدة، وبلغ عدد الشهداء 1935 بينهم 464 طفلا، وبلغ عدد الجرحى 9886 بينهم 3009 أطفال.

وتجدر الإشارة إلى أن عشرات العائلات الفلسطينية أبيد جميع أفرادها أو غالبيتهم في الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأشارت الطرشاوي إلى أن وزارتها وضعت برامج مهمة جدا لمواجهة ما وصفتها بالصدمة في المجتمع الفلسطيني، منها برامج إغاثية لإيواء الأسر المشردة، وأوضحت أن كل بيت فلسطيني تحول إلى مؤسسة وحاضنة.

ودعت إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية من أجل إعادة إعمار غزة وتوفير كل الاحتياجات لضحايا الحرب الإسرائيلية.