مراسلو الجزيرة

مركز "خيري" كندي يقدم الحقن النظيفة للمدمنين

عاينت الحلقة تجربة مثيرة لمساعدة المدمنين في كندا، وشكوى ذوي الاحتياجات الخاصة في بريطانيا من نظرة المجتمع وحقوقهم الوظيفية، وفي جنوب السودان حيث خيبة أمل العائدين لبلادهم.

لا يكف البشر عن اجتراح طرق لمنع أشكال الإدمان، وفي مقدمتها المخدرات وتأهيل المدمنين وإعادة إدماجهم في المجتمع.

غير أن مدينة فانكوفر على الساحل الغربي لكندا قدمت برنامجا لمساعدة المدمنين يتراوح ما بين الغرابة والترحيب والرفض داخل المجتمع الكندي.

يقوم هذا المركز الطبي على مساعدة المدمنين عبر توفير الحقن النظيفة لهم بدل الملوثة التي يتعاملون بها في الشوارع، وكذلك الوجود قرب المدمن ومراقبة حالته إذا ما تعرض لانتكاسة مفاجئة.

يقول المؤيدون إن الشرطة تعبت من متابعة المدمنين في الشوارع بين من يموت بسبب جرعة زائدة وبين من يسبب المشكلات، إضافة إلى مشكلة مرض الإيدز.

حماية المدمن
المدافعون عن هذا المشروع يقولون إنه ينبغي النظر إليهم بوصفهم بشرا من الواجب حمايتهم من الموت المبكر، ويرفضون التهم التي تقول إنهم يساهمون عبر مشروعهم في تشجيع الناس على الإدمان، ويقولون إن مركزهم لا يوفر مواد مخدرة بل يساعد بتوفير رعاية طبية وحقن نظيفة.

مقابل هذا، يقول أحد المعارضين ساخرا "لا تصدقوا أن نسب الإدمان تراجعت. إن المدمنين يبحثون عن النشوة والقائمين على المركز يريدون جائزة نوبل".

كانت هذه هي القصة الأولى التي عرضها برنامج  "مراسلو الجزيرة" بحلقة 16/9/2014  قبل أن تتوجه الكاميرا إلى بريطانيا حيث يشكو ذوو الاحتياجات الخاصة من نظرة المجتمع السلبية أحيانا لهم، وتختم جولة البرنامج في جنوب السودان وخيبة أمل العائدين لبلادهم من سوء أوضاعهم وما يقولون إنه إهمال الحكومة لهم.

في بريطانيا حيث كانت النظرة للرفاهية تاريخيا تعني ضمن ما تعنيه تقديم يد المساعدة للعاجزين من قبل الدولة، لكن هذه النظرة تغيرت إذ باتت المسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطنين، وظهرت جمعيات تدافع عن فئات معينة بالمجتمع ومن بينهم المعوقون.

مائتا ألف مواطن بجنوب السودان عادوا لوطنهم بعد أن كانوا يسكنون بأنحاء متفرقة من السودان قبل تقسيمه، وتقول صياما إحدى العائدات: لم نجد شيئا هنا ولا أقرباء، جيراننا في الخرطوم فقط يتصلون بنا ويطمئنون علينا

وقد اتخذت الحكومة إجراءات بسبب الظروف الاقتصادية يعتبرها ذوو الاحتياجات الخاصة غير منصفة، ومن ذلك فقدان العلاوات والمكتسبات بوسائل النقل الخاصة بهم وتقدير ظروف عملهم، مما يعني -وفق منتقدين- انسحاب المعوقين إلى مزيد من العزلة.

تقول إحدى المعوقات، وهي تعمل من منزلها صحفية بالقطعة، إن العديدين ينظرون إليها نظرة سلبية، ويعتقد البعض أن ذوي الإعاقة غير منتجين وعالة على المجتمع، بل وفي بعض الأحيان يعتبرون أشخاصا شريرين.

خيبة العائدين
تحكي القصة الثالثة قصة العائدين إلى بلدهم جنوب السودان بعد استقلالها عن السودان، وذلك ضمن برنامج للعودة الطوعية تشرف عليه منظمات إغاثة دولية.

ويشكو العائدون إلى وطنهم من خيبة أملهم بعد العودة، وأن السلطات لم تساعدهم ويعتمدون على معونات المنظمات.

يُذكر أن مائتي ألف مواطن بجنوب السودان عادوا بعد أن كانوا يسكنون في أنحاء متفرقة من السودان قبل تقسيمه، وتقول صياما إحدى العائدات "لم نجد شيئا هنا ولا أقرباء. جيراننا في الخرطوم فقط هم من يتصلون بنا ويطمئنون علينا".

هناك من باع ممتلكاته فرحا بالعودة، ويقولون إن الحكومة وعدت بإعطائهم قطع أراض ولم توف بالوعد.

وتقر المنظمات الإغاثية بصعوبات عمليات العودة حيث تكلف الرحلة الواحدة أربعمائة ألف دولار حتى تصل الأسرة إلى وجهتها النهائية.