صورة عامة - صورة صيادو عكا
مراسلو الجزيرة

صيادو عكا، المهاجرون في أستراليا

نعرض في الحلقة تقريرا من مدينة عكا يتحدث عن اعتماد مواطنيها الفلسطينيين تاريخياً على صيد الأسماك، ونتناول التضييق المفروض على صيادي الأسماك الفلسطينيين.

– أزمة صناعة الأسماك في عكا
– المهاجرون في أستراليا.. عقبات وتحديات

undefined

محمد خير البوريني: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة، نعرض فيها تقريرا من مدينة عكا أعرق مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط يتحدث عن اعتماد مواطنيها الفلسطينيين تاريخياً على صيد الأسماك ونرى كيف تدهورت هذه الصناعة منذ نكبة عام 1948 لأسباب عديدة ليس ابتداء من تهجير أهلها على أيدي العصابات الصهيونية ولا انتهاء بتلويث مياه البحر وإقامة محميات بحرية ومناطق عسكرية مغلقة. ونستعرض من أستراليا قصة حول المصاعب والعقبات التي تواجه اللاجئين والمهاجرين في رحلة البحث عن الاستقرار، أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

أزمة صناعة الأسماك في عكا

محمد خير البوريني: مدينة عكة أسسها الكنعاليون العرب في القرن الثالث قبل الميلاد وسموها عكو وتعني الرمل الحار، حظيت بمكانة مرموقة بين مدن البحر المتوسط وبلغت أوج مجدها عندما تحطمت على أسوارها أسطورة جيش نابليون بونابرت، نكبة الشعب الفلسطيني وقيام إسرائيل أدت إلى تراجع مكانة عكا على الأصعدة كافة كما ألحق تهجير أهلها الأصليين إضافة إلى تضييق الخناق على ما تبقى منهم أضرارا فادحة بصناعة صيد الأسماك التي طالما اشتهرت فيها تقرير إلياس كرام.

[تقرير مسجل]

إلياس كرام: ميناء عكا لوحة فنية غاية في الروعة والجمال، قوارب صيد تتراقص في مياهه المتلألئة بخيوط الفجر الأولى وطيور نورس جاءت لتلقي تحية الصباح على صيادي الأسماك العائدين للتو من رحلة صيد شاقة منهم من لم يوّفق بصيد وفير ومنهم من علقت بشباكه أسماك كثيرة جادت بها السماء، ميناء عكا كان قد شهد معارك تاريخية عديدة أبرزها معارك الحملات الصليبية وعلى هذه الأسوار تحطمت آمال نابليون بونابرت في زحفه إلى الشمال، لكن هذا الجمال الآخذ لا يجب أن يكون خدَّاعا لأحد فهو يخفي ورائه معاناة لا حدود لها لهؤلاء الصيادين وما يواجهانه من مصاعب ومتاعب لتوفير قوت أطفالهم فتارة تعترض سفن خفر السواحل الإسرائيلية قواربهم الصغيرة وتمنعهم من دخول مناطق في عرض البحر بحجة إعلانها مناطق عسكرية مغلقة بسبب قربها من الحدود مع لبنان وتارة تقوم سلطات البيئة الإسرائيلية بحظر الصيد في مناطق أخرى بحجة أنها محميات بحرية طبيعية، البحر المغلق لم يبقي للصيادين سوى الصيد في المياه العكرة والملوثة بمخلفات مصانع خليج عكا وحيفا من نفايات قضت حتى الآن على أنواع من الأسماك، أما الخيار الآخر فهو المخاطرة والصيد في المناطق المحظورة والتعرّض لدفع غرامات أحيانا أو السجن أحيانا أخرى.

مصطفي زكور – صياد أسماك فلسطيني – عكا: المنطقة عندنا صغيرة مش كبيرة يعني اللي بنصيد فيها وهنا ممنوع وهنا ممنوع، مرات الصياد بيشوف شوية سمك بينجبر يلاحقهم بييجوا يمسكوه وبيسوا له مخالفة.

حسن زكور – صياد أسماك فلسطيني – عكا: فوت على المحمية الطبيعية وحطيت الشباك غاد ما طلعتش سمك يعني ما كانش في سمك كثير، قبل جمعتين ثلاثة كانت المحكمة أربعة آلاف شيكل حاكموني وبس محلات ممنوعة عشان نطلع سمك أهو بس كل وقت يعني هيك ما فيش محلات اللي عادي بره مفتوحة كان ما فيش سمك زي جوه كيف محلاته ممنوعة.

"
فقدنا العديد من الأسماك الثمينة وهناك أسماك أخرى مهددة بالزوال نتيجة المواد الكيماوية التي تلقيها المصانع في عرض البحر
"
علي الظريف

علي الظريف – صياد أسماك فلسطيني متقاعد – عكا: كنت اشتغل بمواسم السردين، السردين من 1996 أنا بأجي هنا على الميناء ما فيش منها بالمرة باتتا، هذه كله بيجي من وراء الكيماوي اللي بيضعوه على البحر مثلا، سمكة الغونبار سمكة مشهورة من السبعينات فُقدت عن البحر سمكة، الموسيقار أحسن سمكة كانت وأغلى من اللأوز فُقدت عن البحر سمكة الغزال اللي بيقولوها بلاميدا فُقدت عن البحر، يعني في مشاكل كبيرة بقلب المياه، بين عكا وبين حيفا في مصنع اسمه مصنع فورتا رو مادين ماسورتين الدولة مش قادرة تسكتهم مش قادرة مش قادرة تهديهن بيضخوا كل مواد الكيماوي كله فيها كيف السمكة بدها تعيش؟

مصطفي زكور: كثير تركوا البحر.. كثير اللي تركوا البحر ده القسم بس أما السنة الجاية بتلاقي النصف.. يمكن اللي اليوم موجودين السنة الجاية بتلاقي نصفهم يمكن، يعني كل سنة عم بيطلع يعني من الصيد يعني قسم كبير تقريباً.

إلياس كرام: علي الظريف واحد من صيادي عكا القدامى ركب البحر لأكثر من أربعة عقود من الزمن متحدياً أمواجه كغيره من صيادي ومواطني عكا كما فعل الأجداد من قبلهم، حال صيادي عكا لم يعد يسر صديقا منذ بضعة عقود، مََن يعرف عكا وصياديها لابد وأن يشعر اليوم بكثير من الحزن والألم على حالهم فبعد أن اعتمدوا في اقتصادهم ولآلاف السنين على ما يعلق بشباكهم من أسماك يتراجع الصيد في هذه المدينة إلى أقصى درجة ويتزامن هذا مع فقدان المدينة لمكانتها التاريخية والاقتصادية بعد نكبة عام 1948 لصالح مدينة حيفا، هذا عدا عن تهجير معظم سكانها العرب الفلسطينيين وتغيير معالمها العربية، مَن بقى من عرب عكا اليوم لا يتجاوز خمسة عشر ألف نسمة من أصل نحو مليون وربع المليون فلسطيني يعيشون داخل الخط الأخضر ويعانون ليس من تمييز المؤسسة الرسمية فحسب وإنما من تمييز السلطة المحلية أيضا وفي شتى مناحي الحياة.

علي الظريف: أيام لما كنت أنا كل وقتي بالبحر كنت أمشى مسافات طويلة، كنت أمشى لمسافات طويلة بين عكا وكساريا ويافا وأجدود وأشكالون كان في خيرات وكان الحمد لله بالسبعينات، اليوم بآجي على الميناء بتفرج على البحرية أيش جايبين بأكل بحالي عشان ما فيش أي مساعدة تساعده، أول لما كنت أنا بأشتغل بالبحر كان مين يدافع عنا وكان مين يشتغل يحكي علينا كثير بالتليفزيون أو يحكي بالراديوهات علينا عشية كثير كان مساعدة كثير بسنة السبعينات للثمانينيات، أما الآن هيك بتطلع إيه بآجي بأقول ما بأسمع إلا البحر هذا محبوس هذا البحر أخذينه مساكينه بمحل ممنوع.

سامي الهواري – مدير جمعية الياطر للتنمية الثقافية – عكا: جمهور الصيادين كونه جزء لا يتجزأ من جمهور المواطنين العرب في مدينة عكا يعاني هو الآخر من هذه المشاكل فنرى التضييق على الصيادين سواء في البر أو في البحر، في البحر هناك المناطق العسكرية ومناطق المحميات الطبيعية التي يُمنعون من الاصطياد بها أما في الميناء فنرى تجاهل الخدمات وعدم إعطائهم أي خدمة يحتاجون إليها من مياه من منافع من غطاء أو عريّشة حتى يحتمون بها من المطر في الشتاء أو من الشمس في الصيف.

علي الظريف: البحر أمامكم والعدو وراءكم بس إحنا راح نضل هذه عكا مدينتنا، هي اللي ربينا فيها وهي اللي خلقنا فيها، ما حدش بيقدر يطلعنا غير على القبر ولا إنسان.. اللي أجا قال لك أنا متوجه لشباب عكا أنه أجا ساعدهم ولا بني آدم بدولة إسرائيل أجا ساعدنا ولا بأية أيشي.

إلياس كرام: حال الصيادين الفلسطينيين المأساوي في مدينة عكا يلقى بظلاله الكئيبة على قطاعات أخرى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالبحر، عابد حماده إسكندري الأصل ترك والده مدينة الإسكندرية في مصر مطلع القرن الماضي قاصدا أعالي البحار وشاءت أمواج البحر أن يستقر به المقام في عكا حيث عمل في صناعة قوارب الصيد الخشبية، حرفة ورثها عن أجداده ونقلها إلى أبنائه باتت يتهددها خطر الاندثار اليوم بسبب تناقص أعداد الصيادين واستبدال الخشب بمواد اصطناعية حديثة.

"
القوارب الخشبية استبدلت بقوارب من (الفايبر غلاس)، حيث لم يعد هناك من يصنع المراكب الخشبية
"
عبد حمادة

عبد حماده – صانع قوارب فلسطيني – عكا: القوارب الخشب اليوم انتهت راحت زمان يعني شايف، اليوم انقلبنا لشخاتير فايبر غلاس شايف، اليوم شختورة فايبر غلاس يعني إذا يطيل باله عليها بتعيش عشرين سنة عنده شايف من دون ما يعمل أي إيشي شوية مياه يغسلها وخلصت، القوارب الخشب كانت تضرب تنكسر تفوت مي تسوس من البحر، كان الشغل يعني مستمر دائما أما اليوم ما فيش شغل، يعني لما إحنا تحولنا للفايبر غلاس الشغل خف كثير عندنا يعني عندي الساحة هون كنت تلاقي لك يعني يمكن عشرين شختورة هون مراكب اليوم ما فيش، ما فيش حدا اللي يقدر يساوي كمان اليوم أساسا.

إلياس كرام: والحال نفسه انعكس على أصحاب بسطات بيع الأسماك التي كانت تملأ أزقة عكا القديمة فقد غابت عنها أنواع كثيرة من الأسماك التي اشتُهر بها بحر المدينة وحلت محلها أسماك تربى في البرك الاصطناعية التي تتزايد أعدادها يوم بعد يوم.

سمير فارس موسى – بائع أسماك فلسطيني – عكا: بالمرة ما فيش يعني سمك كله فُقد يعني السردين والسردين هذا كله بس بالمرة ما فيش كله خف ما فيش لأن ما فيش أسماك ما فيش السمك كثير خف يعني عن أول عمّال يقل كثير يعني لوما سمك البرك إحنا والله نغلق المحل.

إلياس كرام: أما عكا مدينة الآثار والتاريخ فأنها تشتهر أيضا بمطاعم الأسماك فهي مزار للسياح الأجانب الذين يأتون إليها للتمتع بما تقدمه مطاعمها من أطباق الأطعمة البحرية الشهية، غير أن حال أصحاب المطاعم هذه لا يختلف عن حال سابقيهم أيضا فقلة الصيد وانقراض بعض أنواع الأسماك أثّر على تشكيلة الأطباق التي تُقدم للزبائن من رواد المطاعم كما وضع أصحابها أمام تحدي كبير يتمثل في صعوبة توفير الأسماك الطازجة بشكل يومي.

سامر السيد – صاحب مطعم فلسطيني – عكا: الجودة دائما عالية بس الكمية، الكمية هي المشكلة يعني مش دائما في الكميات المطلوبة يعني، في أيام أو يمكن أسبوع كامل ما ينوجدش سمك يعني وإذا وجد بيوجد بأسعار خيالية فإحنا بنشتغل مع كذا صياد من هنا من البلد اللي بيجيب لنا الأسماك وفكرنا حتى أنه إحنا نعمل لنا مركب خاص بالمطعم لنشغل فيه الكام صياد اللي إحنا بنعرفهم ويجيب لنا الأسماك لعدم وجود الكمية لأنه مليان في كذا مطعم هنا بعكا والكل بده أسماك.

إلياس كرام: وعلى الرغم مما يعانيه صيادو الأسماك في مدينة عكا من تضييق يهدد قوت يومهم إلا أنهم متمسكون بعشقهم للبحر وما يخفيه من أسرار وأحلام، يصارعون أمواج البحر للعيش بكرامة ويقارعون السلطات الإسرائيلية لتحصيل حق مهدر وما يزيدهم قوة وعنفوانا مثلهم الشعبي القائل يا خوف عكا من هدير البحر، إلياس كرام لبرنامج مراسلو الجزيرة مدينة عكا.

[فاصل إعلاني]

المهاجرون في أستراليا.. عقبات وتحديات

محمد خير البوريني: يشكل اللاجؤون الأفارقة أغلبية ساحقة من مجمل المهاجرين إلى أستراليا بينما ينحدر الباقون من دول شرق أوسطية وغرب آسيا والمحيط الهادئ وأميركا الجنوبية إضافة إلى نسبة ضئيلة من أصول أوروبية، عقبات عديدة تعترض هؤلاء على طريق الاستقرار، تقرير صالح السقاف.

[تقرير مسجل]

صالح السقاف: مع بداية الألفية الجديدة تزايدت أعداد المهاجرين وخاصة من فئة اللاجئين إلى أستراليا، هذه الزيادة حتّمت على الجهات المعنية في هذه البلاد زيادة في الجهود والمخصصات لضمان تلبية احتياجات هؤلاء المهاجرين في مجتمع جديد عليهم، ضواحي المدن الاسترالية تشهد وجود أعداد ضخمة من الوافدين الجدد الباحثين عن حياة أفضل وعيش كريم بعد أن ضاقت بهم أرض أوطانهم بما رحبت، ألوان وأعراق وأديان مختلفة يتكون منها النسيج القادم الجديد الذي فرض واقعا مختلفا على هيكلية الخدمات التي تقدمها المؤسسات الاسترالية.

"
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هي التي تقرر من أين يأتي اللاجئون وأين هي مواقع الاضطرابات في العالم
"
أيرين روس

أيرين روس – مديرة أحد مراكز موارد المهاجرين – أستراليا: ديموغرافية أستراليا تغيرت وسوف يتواصل هذا التغير لأن الأمر ليس بيد أستراليا وحدها وإنما بيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تقرر من أين يأتي اللاجؤون وأين هي مواقع الاضطرابات في العالم وأين يوجد لاجؤون حاليا في العالم، القضية إذاً ليست مسؤولية جهة معينة وحدها بل مسؤوليتنا أيضا كوطن بأن نتطلع إلى مصير هؤلاء الناس الذين تحدد المفوضية أين يتم توطينهم وأين سيستقرون.

صالح السقاف: نقطة انطلاق اللاجئين القادمين إلى أستراليا عادة ما تبدأ من مراكز موارد المهاجرين ومراكز الخدمات الاجتماعية التي تمولها الحكومة الأسترالية وتنتشر في العديد من مدن ولايات البلاد.

برناديت آغيبونغ – موظفة استشارات في مركز موارد المهاجرين – سدني: ما نقوم بعمله هنا هو مساعدة المهاجرين الجدد على الاستقرار، نقوم بمساعدتهم في الحصول على دخل مالي من مركز المساعدات سنتر لانك كما نساعد في تعليم أبنائهم ونقوم أيضا بتنظيم برامج توعية وتثقيف كما نساعد في حل أي مشكلات تواجههم في مجال الاستقرار والعيش هنا.

بورت أنكوكا – مهاجر من سيراليون – أستراليا: يوفر المركز خدمات كثيرة وجيدة، من خلال هذا المركز تمكنت من التدرب للحصول على رخصة قيادة سيارة وبالفعل حصلت على رخصة القيادة، إن المركز رائع.

صالح السقاف: تأمين متطلبات الاستقرار للمهاجرين حديثا إلى أستراليا يقلل من اعتماد أغلبيتهم على المساعدات الحكومية ويضمن الاستقلالية في تطوير حياتهم.

شيتيلا شالام – منسقة برامج شبيبة المهاجرين – أستراليا: جميع الدورات تقدم للشبيبة مجانا، لدينا عدة برامج لتعليم الكمبيوتر ونقوم أيضا بالتركيز على تنمية المهارات ونساعد المهاجرين في مواصلة التحصيل العلمي وتأمين فرص العمل.

صالح السقاف: ولا يختصر الأمر على الصغار أو الشباب المهاجر إذ تُقبل الأمهات أيضا على حضور ندوات التوعية والتثقيف الصحي، مجموعة من الأمهات الأفغانيات القادمات إلى أستراليا حديثا يشاركن هنا في دورة خاصة تساهم بشكل فعال في استقرارهن في مجتمعهن الجديد، هنا في هذه الدورة التدريبية تتلقى النسوة إرشادات صحية تتعلق بالطفولة والأمومة.

أم أفغانية مهاجرة – أستراليا: لم أكن أعرف كيف أقوم بتنشئة أطفالي، لم يكن لدينا مركز خدمات اجتماعية في أفغانستان لذلك أواظب هنا على الحضور مع هذه المجموعة كي أتعلم الكثير عن قضايا الأسرة، أنا متحمسة جداً لحضور هذه الندوات.

مشتري وكيلي – منسقة برنامج التدخل المبكر للاجئين – أستراليا: برنامج التدخل المبكر مصمم بشكل خاص لمساعدة العائلات المهاجرة حديثا لمعرفة كيف تقوم بتربية أطفالها بطريقة صحية ومعالجة المشاكل التي تواجهها في المراحل الأولى من استقرارها في أستراليا، ندعم النساء المهاجرات بتأمين المدارس لأبنائهن كما نعمل على تخفيف العزلة والضغوطات النفسية وتشجيعهن على حضور اللقاءات النسوية.

صالح السقاف: ولا يقتصر الأمر على هذا الحد إذ تقوم مراكز موارد الهاجرين في أنحاء البلاد بتشجيع أصحاب المواهب والقدرات الفنية من اللاجئين والمهاجرين حديثاً على تطوير مواهبهم والاهتمام بتراثهم الثقافي والفني من خلال تنفيذ عدد من الأعمال الفنية الموسيقية والبرامج الإذاعية والأفلام السينمائية القصيرة.

[مشهد من فيلم سينمائي]

"
نبحث عن الفنانين بين اللاجئين، ونخصهم ببعض المشاريع لمساعدتهم في بلورة تراثهم
"
ماريا ميتار

ماريا ميتار – مشرفة في أحد مراكز موارد المهاجرين: نقوم بمساعدة الفنانين والكتّاب في مختلف المجالات، نساعدهم للعمل في مجال الفن في أستراليا ونواصل البحث عن الفنانين من بين اللاجئين، بعض المشاريع نخصصها لمساعدتهم في بلورة تراثهم.

صالح السقاف: أما كبار السن من الهاجرين فإنهم يلقون قسطاً وافراً من الرعاية الاجتماعية التي تساعدهم على تصريف شؤون حياتهم اليومية وتخفيف العبء عن الأهل والتقليل من الشعور بالعزلة عن المجتمع المحيط.

سارة فوغيلز – مديرة برنامج موارد اللاجئين لرعاية كبار السن – أستراليا: لاحظنا أن الطلب يتزايد على خدمات كبار السن الذين تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم، الأمر المهم بالنسبة لنا هو أن نقوم بنشر المعلومات بين المهاجرين عن أحدث الخدمات الموجودة لدينا، ننشر ذلك بلغاتهم ونشجعهم على الاستفادة منها ونبلّغهم بأننا هنا لمساعدتهم وليس لكي نتولى دور الأهل في رعايتهم.

صالح السقاف: لكن الجهود التي تبذلها مؤسسات خدمات اللاجئين لتوفير الاستقرار لهم مازالت لا تحوّل دون وجود مجموعة من المصاعب والعقبات التي تقف وجوه المهاجرين الجدد.

بينتو قمرا – منسقة برامج موارد اللاجئين لجالية سيراليون – أستراليا: المصاعب التي تواجه أغلبية الأفارقة تعود إلى افتقارهم للخبرات الاسترالية التي تعد ضرورية للحصول على فرص العمل وللأسف معظم الأفارقة هنا يفتقرون للخبرات المطلوبة.

بكري جابر – مهاجر سوداني – أستراليا: أول المشاكل هي مشكلة اللغة ومشكلة اللغة لوطن جديد ولغة غريبة على عدد كبير من المهاجرين تحتاج لقدر من الزمن لتذليلها خاصة وأنه اللغة هي مفتاح العمل في مهجر زي أستراليا.

رؤى محمد – مهاجرة سودانية – أستراليا: أنا مثلا لي أربع سنين هنا وأنا أدرس الطب، في الأول ما كنت أعرف خالص إنجليزي دخلت الـ (High school) درست سنتين هناك، في أول سنة ما كنت أعرف ما يقوله الأستاذ أو حتى التلاميذ شوية شوية ساعات يعني بأحس أني يائسة أبكي بتاع بس الحمد الله أنا دخلت وأنا في سنة ثانية.

صالح السقاف: استعانة مراكز موارد المهاجرين في أستراليا بموظفين يجيدون التحدث بلغات غير الإنجليزية وعلى دارية بالثقافات والأعراق والديانات المختلفة يساهم كثيراً في تذليل العقبات وتلبية احتياجات المهاجرين حديثاً.

محمد بارود: وظيفتي هي مساعدة أبناء الجالية الصومالية وغيرها في الحصول على الرعاية اللازمة إضافة إلى الدفاع عن حقوق الشباب والعائلات على مختلف المستويات لضمان توفير الخدمات الحكومية لهم.

صالح السقاف: الخدمات التي تقدمها مراكز موارد المهاجرين هي جهد مشترك للعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة وتهدف في المحصلة إلى توفير الاستقرار والحياة الفضلى لأناس شاءت الأقدار أن يعيشوا على هذا النحو في هذه البلاد.

أيرين روس: لا يمكن لمركز موارد المهاجرين أن يعمل بشكل منفرد إذ لابد من وجود شبكة جيدة من المؤسسات والعلاقات الجيدة مع البلدية ودائرة الصحة وغيرها من المؤسسات التي تقدم خدمات عديدة حيث نقوم بعقد اجتماع شهري للمؤسسات والمنظمات كافة للنظر في متطلبات العمل من أجل تقديم خدمات جيدة للمجتمع، إننا جسد واحد في إطار شبكة من المؤسسات التي تحرص على تقديم الخدمات، كثيرون يحتاجون للمساعدة والخدمات التي تقدم حالياً لا تكفى.

صالح السقاف: مشاريع استقرار اللاجئين برغم كل متاعبها وبرغم الأموال التي يتم إنفاقها والطاقات البشرية التي تتولى الإشراف عليها إلا أنها في المحصلة النهائية تأتي لصالح المجتمع الأسترالي وذلك بإثراء تركيبته السكانية بثقافات ومهارات وخبرات جديدة والأهم من ذلك هو توفير أستراليا الملاذ الآمن لكثير من الناس الذين تعرضوا للظلم والقهر والاستبداد في بلدانهم، صالح السقاف برنامج مراسلو الجزيرة سيدني أستراليا.

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة التي يمكن متابعتها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث، العنوان الإلكتروني للبرنامج هو reporters@aljazeera.net

والبريدي صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر وكذلك الفاكس المباشر 4887930-00974 هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق العمل وتحية دائمة مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.