مراسلو الجزيرة

أسرى الكويت، أزمة باكستان، غينيا، هجرة الأطباء

عشر سنوات مرت وقضية الأسرى الكويتيين لا تزال عالقة، أزمة باكستان من تدفق المهاجرين الأفغان، غينيا الأعجوبة الجيولوجية، 4000 طبيب عربي مهاجر في بريطانيا.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

تاريخ الحلقة:

27/01/2001

– عشر سنوات مرت وقضية الأسرى الكويتيين لا تزال عالقة.
– أزمة باكستان من تدفق المهاجرين الأفغان.

– غينيا الأعجوبة الجيولوجية.

– 4000 طبيب عربي مهاجر في بريطانيا.

undefined

محمد خير البوريني: أهلاً وسهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة من برنامجكم (مراسلو الجزيرة).

نشاهد في حلقة اليوم تقريراً من الكويت بعد عشر سنوات على حرب الخليج الثانية، ويتحدث التقرير عن انتهاء الأعمار وبقاء قضية الأسرى أو المفقودين الكويتيين عالقة بين الدولتين العربيتين الجاريتين.

ومن باكستان نعرض لكم تقريراً عن إشكالية وجود ملايين اللاجئين الأفغان ومحاولات إسلام أباد الحد من قدوم المزيد منهم وإعادتهم إلى ديارهم وسط أوضاع اقتصادية صعبة ومشكلات اجتماعية باتت معقدة.

وبعد الرد على مجموعة من رسائلكم نستعرض من غينيا، بلاد الأعجوبة الجيولوجية تقريراً حول أوضاع تلك البلاد التي تقوم شركات غربية وإسرائيلية باستغلال ثرواتها، بينما يعاني غالبية سكانها من الفقر، وتقف على شفا حرب أهلية.

ومن بريطانيا نشاهد معاً شريحة من العقول العربية المهاجرة التي تعمل في مجال الطب وتساهم في إنجازات الغرب في هذا المجال، وكيف يستغل كثير من المرضى العرب في ذلك الجزء من العالم.

عشر سنوات مرت وقضية الأسرى الكويتيين لا تزال عالقة

أهلاً وسهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة عشر سنوات مرت على حرب الخليج الثانية، التي شنتها قوات التحالف التي تشكلت من دول غربية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وأخرى عربية لإخراج القوات العراقية من الكويت بعد غزو استمر ستة أشهر أو يزيد، خلال السنوات العشر الماضية لملم الكويتيون صفوفهم وداووا جراحهم، وقاموا بإعادة بناء ما دُمر، ورأب ما تصدع، ومن بين ذلك آبار النفط، ومنذ غزو الكويت وحرب الخليج الثانية عاش العراقيون تحت وطأة عقوبات دولية قاسية، تركت آثاراً كبيرة على حاضر ومستقبل البلاد، كما ظل التوتر النسبي يسيطر على وضع البلدين وعلى المنطقة برمتها. يرى متابعون أن تغيراتٍ وتطورات إقليمية ودولية كبيرة حدثت منذ حرب الخليج الثانية تملي على أطراف النزاع تجاوز الماضي الأليم و التوصل إلى حلول نهائية لأي خلافات عالقة مهما كان حجمها، ومهما كانت الجراح التي خلفتها، وذلك خدمة لشعبي البلدين وشعوب المنطقة وأجيالها المقبلة، وخدمة للمصالح القومية العليا.

undefined

تقرير سعد العنيزى من الكويت.

سعد العنيزى: في السابع عشر من يناير، وقبل عشر سنوات انطلقت حرب تحرير الكويت لتعلن بداية الخلاص بعد شهور من الاحتلال الذي ذاق خلاله الكويتيون أصناف العذاب والتنكيل على يد القوات الغازية.

……: الروح اللي كانت.. كنا نعيشها في الكويت في بداية النار 91 كانت سيئة جداً، لا طعام، لا غذاء، أكثر من ذلك نظام القمع البوليسي في العراق طبق إلينا في الكويت، آلاف من الناس مختفين، لا يعرف مصيرهم، أتذكر بفكرة جيدة بداية العمليات الجارية في الكويت، طبعاً سمعنا بعد الفجر بقليل إن بغداد تتعرض بعمليات، لكن قبل.. بقليل بدأ الأمر في الكويت، أول انفجار أدركته جيداً أنه كان من جهة المطار جنوباً، ثم انفجار ثاني، ثم ثالث، ثم اشتعلت كل المدافع العراقية المضادة للطائرات في.. في شتى أنحاء الكويت مطلقة نيرانها نحو السماء يعني، واستمرت الغارة بضع دقائق فقط، لكن الناس خرجوا إلى.. إلى السطوح، وكانوا في حالة فرح شديد، وفرحهم كان مفهوم السبب، خمس أو ست شهور من.. من القمع والإيذاء والخطف والاضطهاد، فكان.. كان.. كانت.. كانت أصوات القنابل بالنسبة لكثير منهم هي إعلان لبداية الخلاص من الاحتلال.

سعد العنيزى: وخلال هذا العقد استطاع الكويتيون تعمير ما خربه الاحتلال، فالقطاع النفطي الذي تعرض لتدمير كبير أعيد تأهيله، واستطاعت الكويت معالجة الكثير من أثار أكبر كارثة بيئية عرفها التاريخ الحديث، ألا وهي تفجير أكثر من 700 بئر نفطي، وبينما تحمل الذكرى دلائل الفرج للكويتيين تبقى مئات الأسر في حيرة وألم تنتظر معرفة مصير أحبائها وأبنائها الذين أسرتهم القوات العراقية أثناء احتلالها الكويت، وقد تكون قصة عائلة مال الله عينة للمأساة التي عاشتها وتعيشها هذه الأسر.

أم يوسف: وحطوا يعني السفرة، وأنا جابية الغذاء، وقعدوا يتغذوا توهم يا عين سو، فهذا صغير على أيده هو كان يوكله، سنتين عمره، كان يوكِّله أبوه، نسمع هزة الباب قام الأب عشان يفتح الباب، نعم من هم؟ قالوا إحنا تفتيش، جيش عراقي، اليوم قمنا ولا محوطين البيت كله.. كله.. كله.. كله، ومحوط البيت.. البيت يعني الحصار مسوي لنا يا، فطلعنا بره، كان المشروع ساعتها نكون بره التفتيش، فتش.. فتشوا، وحطوا لنا إحنا الحريم عند الباب، وفتشوا البيت، الحريم و(..) عند باب السكة، والجيش في.. في البيت، الحصار اللي هاك اللي سواها، وكان أخذ الأولاد الاثنين، طلعوا وياهم التفتيش بعد ما دخلوا عيالي.

سعد العنيزى: ولم تستطع الأم البقاء في البيت، بل خرجت للبحث عن أولادها، وعندما وجدتهم حاولت إخراجهم، ولكن..

أم يوسف: هناك وأنا أسحب في الولد وهمَّ يسحبونه، وأنا أسحب وهمَّ يسحبونه لما.. لما أخذوه، أخذوه على هني، قعدت أبحث مرة ثانية، ما أبحث عن أمرين،(..) كثرة صحيح بكيت أنا ولا أهو الكبير ما لهم غابوا، أتأرب حاطه مركب عليّْ السلاح، هنا واحد، وهنا واحد، وهنا واحد على ظهره يطلع برصاصة واحدة، مش أنا قلت لك فيها، بطلع بها، أنت أعطتني إياها وأنت تعرف هذا إحنا سونا، والأم تأخذ رصاصة أحسن من إنها تشوف عيالها عندك أنت بذله.

سعد العنيزى: ولا تستطيع أم يوسف نسيان لحظات ستبقى معها مادامت حية، لحظات إعدام أحد أبنائها أمام عينيها.

أم يوسف: أول ما يذوب جيت حطوه هنا قدامنا كلنا، حطوه هذا مكانه، هاي مكان رأسه، يعني ما كان بيولد، كده طريح على وجهه، وشلناه يعني مربط إيده ورجله وعيونه، ورفعناه والدم كان ينصب (..) ما فتشناه وحطينا عليه قعد ظهر تقريباً عند الباب كان، وواقفين على رأسنا، وما يقبلوا نكون نشيل جنازتنا حتى.

سعد العنيزي: وبينما أعدم أحد أبناؤها يبقى مصير الآخر مجهولاً.

أم يوسف: أكثرهم كانوا.. يروحوا يأخذون بخاطري، شهر رمضان، يوم العيد، غير الحين هذا نعرفه شهيد، وعليه بالعافية أنا أقول هنيا لك، ماراح بلاش، ها.. بس هذا ما أدري أين هو، حي أو ميت، أنا بأعرف ما شو مصيره، بأعرفه وين هو.

سعد العنيزي: وتنظر الأم إلى وجه ولدها الذي ربما يفقد بصره قبل أن يرى أباه الذي لازال أسيراً في العراق.

……: والكل يمكن يقول إن هاي حالة نفسية من.. من.. من اللي شافه، اعتقال أبوه قدام عينه، وكذلك الإعدام، عندما قتل أخو زوجي أمام عينا، وكان هو موجود.

سعد العنيزي: لكن من عاشوا المحنة ومن لازالوا يعايشونها ينتظرون نهايتها بالإفراج عن ذويهم، الأمر الذي سيخدم الشعبين برأيهم.

……: إذا نريد أن ندفع المعاناة عن أبنائنا، كذلك لا نريد أن ندفع المعاناة عن أبناء العراق.

سعد العنيزي: وكما تصار عائلة مال الله تصادر أمهات أخريات في الكويت لتربية أبنائهن الذين فقدوا أباءهم.

……: عندنا مراسم ثانية إلى العالم.. الذي كان منهمكاً في أنحاءه. قالت نوره لقد وعدتنا بالحديث عن….، واليوم و..

……: أكيد هذا الشيء أثر عليهم، خاصة من الناحية النفسية، خصوصاً بنتي الكبيرة، يعني تعاني، هاي الشيء وايد، يعني حتى مؤثر يعني على دراستها، على..، يعني كانت والحمد لله متفوقة، فشوية شوية نامت، لأنها دايماً تفكر في أبوها وفي غيابه يعني هذا لشيء اللي يشغلها على طول.

سعد العنيزي: لكن مرور السنين لم يفقدهم الأمل.

……: بأتمل في يوم من الأيام إن فيه أحد يطرق الباب ويكون أبوهم يعني، موجود يعني.

سعد العنيزي: ويقول الكويتيون إنهم يجدون أنفسهم بعد كل هذه السنين أمام نفس الخطاب وأمام نفس العقلية، مضيفين أن لهجة التهديد تجاههم تزداد كلما حس النظام العراقي بتحسن وضعه السياسي.

……: كل المؤشرات تدل على أن.. أن لغة الهيمنة التي تسيطر على فكر النخب الحاكمة في العراق، ولا أقول النظام العراقي الحالي، وإنما أتكلم عن أي نخبة حاكمة في العراق، لأن هذه مرجعه في الثقافة الاستراتيجية لهذه النخب، لازالت التفكير السائد هو عقلية الهيمنة، كانت العقلية عقلية هيمنة سياسية عسكرية، ربما استبدلت في السنوات الثلاثة الأخيرة بالحديث عن هيمنة اقتصادية مستقبلية.

سعد العنيزي: وأمام هذا الوضع يحس خبراء الكويت على المضي في تعزيز أمنها من خلال تحالفات إقليمية ودولية.

……: مادام السعي للهيمنة سواءً كانت بأسلوب سياسي، أو كما قلنا في نهاية التسعينات هناك توجه الآن بيكون هناك هيمنة اقتصادية، فهذا لن يجعل لنا من.. من ملجأ، أو ملاذ إلا أن نحافظ على توجهنا.. توجه دول الخليج العربية وحلفائها في لقاء، أو في الحفاظ، أو في بناء وتعزيز منظومة أمنية تحاول أن تعزز القرار الرسمي كذلك بدعم شعبي، وبتواصل مع القواعد الشعبية نفسها، وبتوجه أكثر رحابة.. وتفهم للمصالح الخاصة للدول المجاورة لنا مثل الدول العربية الكبرى، بحاجة من مصر وسوريا.

سعد العنيزي: ويرى البعض إن ما وصفوه باختلالات الهيكلية في النظام العربي والتي أدت إلى الغزو تبقى قائمة ما لم تحدث تغيرات جذرية.

…..: أعتقد أن النظام القائم حالياً بين الدول العربية نظام غير قادر على تحقيق ميزان القوى، سواءً بالنسبة للكويت، وبالنسبة للدول الفقيرة الأخرى مثل لبنان أو تونس، فقيرة في.. أو البحرين، ومن ثم الاختلالات اللي فيه هيكيلية، لسبب بسيط أن عدم الاعتداد أو عدم إبداء اهتمام بمصير الدول الفقيرة انقلب على.. على الدول الكبيرة، والآن تجد أن دورها أصبح محدوداً بسبب تدخل دول خارجية.

سعد العنيزي: ولا يرى الكويتيون فرصة للتصالح من النظام الحاكم في بغداد، لكنهم يتطلعون إلى مستقبل مشرقٍ بعد رحيله.

يرى الكويتيون إنهم لا يزالوا يواجهون خطراً حقيقياً من النظام الحاكم في بغداد، لكنهم اليوم أكثر ثقة بقدرات بلادهم لرد أي عدوان جديد. سعد العنيزي (مراسلو الجزيرة) الكويت.

أزمة باكستان من تدفق المهاجرين الأفغان

محمد خير البوريني: سنوات طويلة مرت على هجرة أعداد ضخمة من المواطنون الأفغان إلى باكستان، عاشوا في هذا البلد الإسلامي، وتقاسموا مع أهله لقمة العيش، لكن باكستان التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ومن مشكلات اجتماعية مختلفة تحاول منذ عدة سنوات الحد من دخول مثل هؤلاء المهاجرين إلى أراضيها، بل وتعمل على إعادة من وصلوا إليها سابقاً إلى ديارهم، ولكن لماذا؟ تقرير أحمد زيدان من باكستان.

undefined

أحمد زيدان: بدأ الباكستانيون يبدون تبرماً وامتعاضاً لوجود المهاجرين الأفغان بعد أن امتدت أسباب هذه الهجرة من الحرب لتشمل المتضررين من الجفاف والبطالة، الأمر الذي يزيد من متاعب الباكستانيين الاقتصادية الموجودة أصلاً، فقد زاحم المهاجرون الأفغان الباكستانيين في أكثر الأعمال والمهن، وعلى رأسها المطاعم والمخابز والمواصلات، وأضروا بالبنية التحتية حسب أقوال الباكستانيين.

……: البنية التحتية الموجودة في هذا الإقليم إنما بنيت لمواطني هذا الإقليم وبالتالي فإن تدفق المهاجرين الأفغان على الإقليم أضر كثيراً بالبنية التي تضاعف أعداد المعتمدين عليها، وقد أثر ذلك علينا اقتصادياً واجتماعياً، وهو عبء كبير علينا.

أحمد زيدان: ويعترف المهاجرون الأفغان الجدد أن سبب هجرتهم أغلبها عائد إلى الجفاف والبطالة، وهو ما يؤكده المسؤولون الباكستانيون أيضاً.

……: المهاجرون الجدد الذين يأتون بشكلٍ يومي يأتون بسبب الحرب، وفي حالات معينة بسبب القحط والجفاف، وهناك أعداد تأتي طلباً للعمل بسبب البطالة.

……: بعد 20 عاماً صبر الباكستان على المهاجرين الأفغان بدأت تعتقد أن الغبن بدا كبيراً عليها، خاصة مع تراجع الدعم الدولي، وهذا يجعل العمل صعباً بالنسبة إلينا، إذ نطالب الطرفين باكستان والمانحين أن يكونا كريمين، باكستان في أن تتحمل وجود المهاجرين، و المانحون في أن يواصلوا دعمهم للمهاجرين.

أحمد زيدان: ما يزال أكثر من مليون ومائتي ألف مهاجر أفغاني حسب الإحصائيات الرسمية، ومليونين حسب الإحصائيات غير الرسمية يصرون على عدم العودة إلى بلادهم، والبقاء في أرض المهجر، أو بلد الأنصار كما يحلو للبعض تسميته.

لعل حجم المهاجرين الأفغان لا يعادله تعداد في تاريخ التهجير الحديث هذا التهجير الذي بدأت تباشيره منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان في العام الـ 79، غير أن المنظمات الإغاثية الإسلامية تبذل جهوداً حثيثة من أجل تهيئة الأرضية لعملية التوطين هذه، ويصر مسؤولو هذه المنظمات على أن نشاطاتهم في باكستان إنما هي خدمات طوارئ.

……: نحن عندما نقدم الآن الخدمات الإغاثية والصحية والتعليمية والاجتماعية في.. في باكستان إنما نقدم خدمات طارئة كما يقال عنها، باعتبار أن الهدف النهائي هو عودة هؤلاء اللاجئين الأفغان -إن شاء الله- إلى وطنهم أفغانستان، فنحن لدينا في حيرة.. في حيرات، وفي جلال أباد فرعين لجامعة تسمى الجامعة الإسلامية لعلوم التقنية، وبها 350 طالباً.

أحمد زيدان: ما يقلق المسؤولين الباكستانيين هو أن عملية التوطين التي أقرتها المفوضية السامية، والتي تنطوي على توطين مائة ألف مهاجر أفغاني سنوياً، لأنها حتى لو طبقت، وهو أمر مستبعد بسبب استمرارية تدفق المهاجرين فإن العملية ستستغرق 20 سنة، وهو ما لا تتحمله باكستان في ظروفها الاقتصادية الصعبة الراهنة.

……: قدمت لنا باكستان المأوى، ونحن نعيش بسلام، والمسلمون إخوة، ونحن ممتنون لباكستان، وما نريده أن يأتي زعيم واحدُ لأفغانستان، ويسود السلام البلاد، ولا نريد مسعوداً ولا غيره، وإنما نريد زعيماً واحداً، ففي أفغانستان لا يمكن أن يكون هناك أثنا عشر ملكاً وزعيماً، ولابد أن يعترف العالم ببلادنا بشكل رسمي.

أحمد زيدان: شباب أفغاني كثر قضى كل فترة عمره في هذا البلد، وغد بلده الأول وليس الثاني، بل ودفن أقاربه، وربما والديه في هذه المقبرة الكبيرة التي تضم أجساد المهاجرين الأفغان الذين قضوا في دار الهجرة، وهناك ممن يعاني -وما يزال- من عاهات مستديمة بسبب الحرب دون أن يجد معيلاً أو نصيراً، وبينما يتمثل بعض هؤلاء الأطفال من التوجه إلى المدارس لا يقدر البعض الآخر لأسباب مادية صرفة، أو لأن أهلهم لا معيل لهم سواهم، ويواصل البعض ترميم بيته بالقرب من إسلام أباد، أو في بيشاور، أو في غيرهما، والبعض الآخر من المهاجرين الجدد ما يزال يسكن في هذه الخيام، ربما حتى يتدبر أمره.

رغم الجهود الدولية المتواصلة لإعادة توطين المهاجرين الأفغان إلى بلادهم، إلا أن موجات المهاجرين ما تزال تتدفق على باكستان، إما بسبب احتدام المعارك في الشمال الأفغاني، أو بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أفغانستان اليوم.

أحمد زيدان( مراسلو الجزيرة) مخيم جلوزاي، بيشاور.

محمد خير البوريني: ونصل إلى فقرة الردود على رسائلكم، ونبدأ برسالة بعثها المشاهد المغربي زكي رحاَّل -المقيم في إيطاليا- يطلب المشاهد في رسالته زيادة مدة البرنامج، وإعداد برنامج خاص عن المملكة المغربية، شكراً للمشاهد الكريم على رسالته، بالنسبة لزيادة مدة البرنامج فقد تم ذلك بناءً على طلبات السادة المشاهدين وبعد دراسة الأمر من جوانبه المختلفة، أما بالنسبة لطلبك الثاني فالبرنامج و(الجزيرة) عموماً تتابع جميع القضايا المغربية والعربية والدولية إعلامياً باهتمام بالغ، وسنواصل ذلك -إن شاء الله- وأهلاً بك مرة أخرى.

ومن إيطاليا أيضاً بعث المشاهد (راجيت) طالباً إعداد تقرير عما يقوم به زائرون عرب إلى المغرب، ويقول: إن هؤلاء المكبوتين يستغلون الضعف المادي والحالة الاقتصادية السيئة في المغرب، ويتابع: أن الأمر وصل إلى حد وجود مافيا تعيث فساداً، يعجز اللسان عن ذكر تفاصيله -على حد تعبير المشاهد- نجيب المشاهد بالقول إنا سنقوم بالنظر في هذا الأمر إن شاء الله.

وبعثت سيدة.. سيدة بنت صالح البيجاوي، وهي تونسية وتقيم في البحرين بعثت رسالة فاكس إلى البرنامج طالبة تدخل البرنامج في قضية تتعلق بابنتها والقضاء التونسي، كما تطلب من الرئيس التونسي التدخل.

شكراً للمشاهدة على رسالتها، ونعتذر شديد الاعتذار للمشاهدة عن عدم إمكانية عمل أي شيء، لأن الأمر بالكامل خارج عن نطاق عملنا، ونرجو من جميع السادة المشاهدين الالتزام بطلب أو اقتراح محدد وواضح يتعلق بعمل هذا البرنامج فقط.

وبعث المشاهد خالد عبد العلي من الولايات المتحدة برسالة أخرى يتحدث فيها عن مسيرة إسلامية خضراء إلى فلسطين، نعتذر للمشاهد الكريم عن الخوض في رسالته، ونكرر من جديد على ضرورة احتواء الرسائل على طلباتٍ أو مقترحات، أو استفسارات محددة تتعلق بعمل البرنامج. ورسالة من الجزائر بعثت بها زهراء الأمل، وجاء في الرسالة : "إنه من دواعي السرور أن نكتب إلى أسرع قناة عربية عودتنا على صراحتها وعلى شرح كل ما هو غامض، وتضيف: ليس لي أي اعتراض على برنامجكم، ولكن أريد أن أقترح عليكم موضوعاً يعتبر قضية إنسانية" ثم تسأل المشاهدة ما هو مصير اللاجئين العراقيين في رفحا في السعودية؟ حيث لم تتدخل أي قناة لكي تهتم بوضعيتهم بعد 10 سنوات من المكوث في الصحراء، يواجهون مصيراً غامضاً ومعاناة يائسة، وتضيف أيضاً هناك من جنت عقولهم من بين اللاجئين، وهناك أطفال بلا جنسية، أين هو حقهم في هذه الحياة؟

شكراً على الرسالة هي واحدة من عشرات الرسائل التي وردت إلى البرنامج خلال الفترة الماضية بهذا الشأن الذي لا نعلم صحة الأنباء الواردة حوله. كنا قد أجبنا على بعض الرسائل بالقول إننا مازلنا بانتظار رد السلطات السعودية على طلبات سابقة تتعلق بوجود مراسل تليفزيوني يقيم في السعودية، ولكننا للأسف الشديد لم نتلق رداً حتى الآن على ذلك، حال ورود الموافقة -إن شاء الله- سنقوم بتلبية العديد من طلبات السادة المشاهدين.

المشاهدون محمد علي من ليبيا، وفخر أحمد من الجزائر، وهناء محمد سعيد من المغرب، وليلى محمد علي من سويسرا، ومساعد بن صالح، وخالد الراجي، وخالد العلي، ومحمد عبد الرحمن، وأحمد حسن الصبار، وصالح محمد السييف أو السيف، وهم من السعودية، وسلامة من الولايات المتحدة، ودانا كرسوع من فلسطين، وبلحسين عبد الرحمن من بريطانيا، وعصام محمد من هولندا، وسالمة مختار الزناتي من طرابلس في ليبيا، والعديد من الرسائل الأخرى الكثيرة التي وردت مستفسرة عن موضوع واحد، نؤكد لجميع المشاهدين الكرام أصحاب الأسماء سالفة الذكر وغيرهم أن رسائلهم وصلت، ونرجو منهم الاتصال على رقم الهاتف التالي (009744890823) .

أبو محمد من الدنمارك بعث إلى البرنامج قائلاً: لقد أنتجت (الجزيرة).. أو انتهجت(الجزيرة) منهجاً علمياً إنسانياً في الإعلام العربي الحديث، فقد كانت سباقة إلى اكتشاف العناصر التي تسببت في تخلف العربي عن الركب الحضاري الصاعد، ويتابع المشاهد: ولكن الغريب الذي لفت نظري، كما لفت نظر كثيرين من التابعين للشأن الكردي أن برنامج (مراسلو الجزيرة) قد تجنب عمداً إلقاء الضوء على الكارثة الإنسانية -على حد تعبيره- التي تعيشها مدينة كركوك العراقية الكردية، التي كانت قد أمدت العراق منذ 70 عاماً بأسباب الرفاة والحياة، ولكنها نالت القسط الأكبر من الحرمان والإهمال، ناهيك عن تشريد سكانها الأصليين من الأكراد والتركمان، وإحلال العرب محلهم -حسب تعبير المشاهد ونص رسالته- شكراً للمشهد على الثقة بالبرنامج وبقناة (الجزيرة) نجيب بالقول كانت (الجزيرة) سباقة منذ انطلاقتها إلى تسليط الضوء على الأكراد، وطرح الإشكاليات المختلفة التي تثار بهذا الشان بكل جرأة وموضوعية، ليس ابتداءاً بأكراد العراق، ولا بأكراد تركيا، بل ومتابعة قضايا الأكراد في العديد من دول العالم، مثل ألمانيا وغيرها، و(الجزيرة) لا توفر جهداً للوصول إلى كل مكان، وطرح ما أمكن من القضايا.

مشاهدي الكرام، إلى هنا نأتي إلى نهاية هذه الفقرة من البرنامج، ونعود بكم الآن إلى استكمال ما تبقى من فقرات.

غينيا الأعجوبة الجيولوجية

عبد الله الحمدي: غينيا جمال الطبيعة الساحرة والثروة القابعة تحت الأرض، تلقب هذه البلاد بالأعجوبة الجيولوجية لما يوجد تحت أرضها من ثروات لا تحصى، بدءاً من الذهب إلى الماس، وحتى البترول، هذا إضافة إلى التربة الغنية والمياه الوفيرة، لكن ذلك هو النصف المليء من الكوب، أما النصف الآخر فهو الفقر المدقع والبطالة التي تمس أكثر من 40% من الشباب حسب إحصاءات مستقلة.

undefined

ما يدفع بغينيا اليوم إلى الواجهة ليس ثرواتها العديدة، فتلك تبرح تحت سلطة الشركات الغربية والأميركية منها بالخصوص، إضافة إلى الشركات الإسرائيلية. ثروات غينيا تذهب بين حكومة يعشش فيها الفساد، والشركات المتعددة الجنسيات، لكن الشاغل الجديد هو حالة الحرب التي ترشحها للدخول في نادي الدول الإفريقية المهددة بالحرب الأهلية، والدافع دائماً هو الثروة.

……: النزاعات في هذه المنطقة ليست لأسباب عرقية، أو دينية، ولكنها للسيطرة على الموارد المنجمية، وخصوصاً الماس، وخطرها لا يكون في طول أمدها دون أن تجد حلاً فحسب، بل ولكونها ببساطة تتغذى من عائدات الماس، فقد رأينا ذلك في سيراليون وليبيريا، ونشهد تكرار الوضع في غينيا.

عبد الله الحمدي: البلاد في حالة خوف من مصير يقارب الحالة السيراليونية، و المعطيات على الأرض تقرب إلى ذلك، فالمليشيات المسلحة بدأت تأخذ مكان الجيش الذي عجز عن حماية القرى المنتشرة على طول منطقة الحدود مع سيراليون وليبيريا.

……: ها نحن موجودون عند هذا الحاجز، ليس للدفاع عن وطننا فحسب، بل وعن قرانا، لأننا لاحظنا أنه ومع استمرار هجمات الثوار يجب علينا الاستعداد، لأن المعتدي عندما يأتي ويجد المكان فارغاً فإنه يستقر، ولكن في حالة وجود مقاومون من أمثالنا فإن المواجهة قد تمتد لحين وصول الجيش.

عبد الله الحمدي: الجيش الغيني هو الوجه الآخر لإدارته، سوء التنظيم وضعف كبير في المعنويات مع قلة الإمكانات المتاحة لخوض غمار حرب عصابات طويلة، هذا ما لمسناه على الجبهة من خلال لقائنا مع الجنود الغينيين الذين يقاتلون عدواً يضرب بقوة ومباغتة، وينسحب بسرعة، مخلفاً وراءه ضحايا كثير.

……: لقد هاجم المتمردون هذه المنطقة، قدموا إلينا من الجنوب، وبالخصوص من سيراليون، عندما جاءوا أحدثوا أضراراً كبيرة في الأرواح والممتلكات في هذه المنطقة، قتلوا ونهبوا كما هو الحال هنا، وجدوا أناساً مسالمين وقتلوهم، فهذا قبر أمامي، وهنالك قبور خلفية، أناس أبرياء كانوا يعملون.

عبد الله الحمدي: لكن الأذكى في الأمر أن لا أحد في غينيا يعرف العدو الجديد الذى يقاتله، الحكومة تقول أنها عصابات مولتها وسربتها ليبيريا وبوركينا فاسو، والمعارضة تقول أنهم ضباط غينيون مستاءون من الفساد المستشري، و الجيش يخلط بين هذا وذلك.

……: لقد سعينا بقدر المستطاع لمعرفة ما الذي يدفع بهؤلاء الناس لعملهم، إنهم كتبوا على الجدران نواياهم، فادركنا بعد ذلك أن لديهم نوايا سياسية ومادية وقتالية وغير ذلك، هذا على الأقل ما تفسره لنا المجازر التي ارتكبوها والممتلكات التي نهبوها وخربوها.

……: نؤكد إطروحة حكومتنا أن هؤلاء المتمردين مدعومون من الجبهة الثورية السيراليونية، فمن بينهم مقاتلون من سيراليون وليبيريا وبوركينا فاسو.

عبد الله الحمدي: الشريط المشتعل يفتح على أكثر من جبهة، وجهود الجيش الغيني مشتتة في المواجهة العسكرية الصعبة، وإن كان الجهد الأكبر مركزاً على حماية التجمعات السكانية الكبرى ومعادن الماس، ومراكز الشركات المتعددة الجنسيات، لكن الجميع هنا يتساءل عن توقيت وصول الحرب إلى العاصمة كوناكري؟ هذا الهاجس بدأ يترك أثره على الحياة العامة في العاصمة وغيرها من المدن الغينية، حيث تتداخل الحرب مع الأزمة السياسية الخانقة التي تعرفها البلاد منذ اعتقال زعماء المعارضة وإيداعهم السجن، وهكذا يجد الجيش الغيني نفسه عاجزاً عن حماية البلاد بشكل كامل.

……: إنه برنامج عدائي، لقد بدأوا بمقاطعة (ماصندا) ثم (كمبيا) في منطقة مدينة (أولولان) في منطقة (بوركريا) التي تعيش منذ السادس من سبتمبر هجمات بربرية متواصلة على طول الحدود. الهجمة الأولى في السادس والسابع من سبتمبر في مقاطعة (مان بلاك) لقد قتلوا وخربوا وتركوا أكثر من 70 قتيلاً.

عبد الله الحمدي: ويبقى أخطر ما في الحرب الجديدة وجهها الآخر الجانب الإنساني المحزن، قرى بأكملها هجرها أهلها وتركوا بيوتهم التي كانت آمنة إلى مخيمات أو إلى بيوت الأقارب، بينما بقي البعض هائماً في الأدغال يبحث عن مأوى فلا يجد، وإزاء جدية الخطر الذي يهدد البلاد بأكملها سعت الحكومة إلى محاولة بث روح الوطنية بين الشبان من طلاب المدارس والجامعات للتطوع في الحرب، التي فشل العسكر في حسمها.

……: هؤلاء المتطوعون شبان سعوا منذ الاعتداءات الأخيرة لمساعدة الجيش النظامي الغيني على طرد المتمردين خارج حدود البلاد، إنهم شبان أخذوا بالمعطيات الأمنية فمنذ بداية التمرد والعمال والصناع والمهنيون والمعلمون يتطوعون، تركوا جميعهم أعمالهم ووظائفهم الاعتيادية وهبوا لمساعدة الجيش على دحر المتمردين.

عبد الله الحمدي: المئات من المتطوعين يتدربون على السلاح في القرى تحت رعاية الجيش أملاً في كسب الحرب، أو إبعاد المتمردين على الأقل عن القرى، الشيء الذي بقى له انعكاسات كبيرة، فإضافة إلى توقيف الدراسة بالمدارس وشل عصب الحياة في البلاد، فإن المتطوعين الجدد مرشحين ليصبحوا ميليشيا أخرى قد يكون لها دور مستقبلاً في اقتسام الكعكة الغينية، تماماً مثلماً يحدث في في سيراليون اليوم، وتلك إحدى إشارات الخطر المحدق.

رغم الشحنة المعنوية الكبيرة التي تُعطى لهؤلاء المتطوعون فإنهم يذهبون لحرب لا يدركون معناها.

عبد الله الحمدي، لبرنامج (مراسلو الجزيرة) من (فروكايا) في غينيا.


4000 طبيب عربي مهاجر في بريطانيا

محمد خير البوريني: يحظى التفوق العلمي الغربي بإعجاب أبناء الشرق عموماً. العقل العربي ساهم -ومازال يساهم- فيما وصل إليه الغرب في مجالات متعددة، لا سيما على صعيد علوم الطب.

يوجد في بريطانيا اليوم ما يزيد على أربعة آلاف طبيب عربي هاجروا إليها لأسباب مختلفة، في الوقت الذي يذهب فيه عشرات الآلاف من المرضى العرب سنوياً لتلقي العلاج في بريطانيا والغرب. تقرير عبد القادر إمام من المملكة المتحدة.

undefined

تقرير/ عبد القادر إمام: يشكل التفوق الحضاري للغرب حالة استقطابٍ للعقول من شتى أصقاع العالم، وهنا في المملكة المتحدة يستقدم العقل العربي كغيره من العقول، وإذا ما أخذنا عينة من هذا العقل، وليكن الأطباء العرب على سبيل المثال، فإننا نكتشف عالماً مجهولاً لهؤلاء تشكل في بريطانيا بمنأى عن المنبت الأصلي.

الطبيب العربي عقل جائر البحث عن أدوات التطور، أم باحث عن ملاذٍ آمن، أم هارب من وضع متخلف، أم باحث عن لقمة عيش، أم أستُقدم من حيث لا يدري للمساهمة في ازدهار مهنة الطب المزدهرة أصلاً في هذه العوالم؟ الطبيب العربي وهو على هذه الحال تبعه المريض العربي الباحث عن علاج أفضل. مفارقة الطبيب، المريض العربيين في المملكة المتحدة صورة أخرى لواقع آخر على ما هو عليه في العالم العربي، وبالتقريب نحاول رسم صورة لهذا الواقع.

……: في هذه السنين تمكن الأطباء العرب من الوصول إلى مستويات عليا جداً في الطب في المملكة المتحدة، وهذا يعني وصولهم إلى مرتبة الاستشاري (..) في بريطانيا، وطبعاً إضافة يعني لهذا على مجال الطب العام تمكن الكثير من الأطباء العرب من الحصول إلى الوصول إلى عمل (..) أو الممارس العام، وهو أخصائي جداً مهم، لأنه يعني الاتصال المباشر مع المريض العربي.

عبد القادر إمام: ازدادت نسبة الأطباء العرب في العقدين الأخيرين بنسبة كبيرة جداً، وتفيد الإحصائيات أن العدد يكون بلغ نحو أربعة آلاف طبيب يتوزعون على أنحاء المملكة المتحدة، والسواد الأعظم من هؤلاء الأطباء هم مصريون وعراقيون بالدرجة الأولى، وأسباب هجرة هذه العقول كثيرة، ولكلِ رأيه.

……: السبب الأول اللي في اعتقادي هو عدم استقرار الأوضاع في بلادنا، فشي طبيعي أنه من أكو ضغط سياسي أو اجتماعي معين تصير هجرة أو ما نسميه هجرة العقول إلى الغرب، وبالنسبة للأطباء لأنه الطبيب العربي بصورة عامة والعراقي أثبتوا جدارة يعني في مجال الطب، يعني لا يجدون صعوبة كبيرة في التأقلم ووجود عمل في الغرب، ولهذا كان الباب دائماً مفتوح إلهم للهجرة.

……: والله أنا ما.. ما أعتقد إنه هي مشكلة، أعتقد إنه بسبب تخلف التقنيات عدم توفر التقنيات وأساليب البحث العلمي المتطورة في جزء أو أجزاء من العالم العربي يدفع بالكوادر الطبية العربية للهجرة إلى الغرب، على اعتبار أنه في الغرب فيه إمكانيات كثيرة من ناحية البحوث، إمكانيات البحث والمختبرات العلمية، إمكانيات تطوير الاختصاص في اتجاه معين، تجد هناك يعني إمكانيات أكبر.

عبد القادر إمام: ولكن هل بريطانيا بحاجة إلى الطبيب العربي، أم الطبيب العربي هو الذي بحاجة إلى هذه الهجرة؟

…..: الغرب يشجع هذه الهجرة للاستفادة من الطاقات هذه، ودا يجيهم لما يكون طبيب كمَّل دراسته وجاي، ويكون هو هذا زبدة المجتمع يعني، لما يجي للغرب تمام هو يجد هنا مجالات للعمل وفرص للعمل طيبة، ويعيش هو وعائلته عيشة طيبة، بس بنفس الوقت هو يقدم لهم خدمات أكثر مما هو يستفيد منهم.

عبد القادر إمام: يقول بعض الأطباء: إن الصعوبات الفنية التي تواجه الطبيب العربي القادم إلى بريطانيا سرعان ما تصنع منه طبيباً منافساً ومتوفقاً.

……: فلا تستغرب لما تشوف إنه قادة الطب في جامعات ومستشفيات الغرب في الوقت الحاضر هم في الأصل .. من أصل عربي، وهذا الشيء ينطبق في لندن كما هو في نيويورك، كما هو في بقية العواصم الغربية.

عبد القادر إمام: من ذاك المنطلق لم يجد بعض من هؤلاء أي صعوبة في توسيع نطاق الخدمات الطبية لتلبية حاجة المريض العربي وغيره. مجمعٌ للأطباء العرب بادر إلى فتحه طبيبان عربيان في لندن، أصبح منافساً للمجمعات الأخرى.

……: في البداية يعني بدأنا، كعيادة طب الأسنان أول ما بدأنا، وبعدين توسعنا، وجاءتنا الفكرة إنه نعمل (medecal center) كامل ففتحنا صيدلية ، واتصلنا بعدد من الأطباء العرب الأخصائيين اللي رحبَّوا بالفكرة، وبدأوا يتعاملوا معانا، والحقيقة يعني ما يمر شهر إذا ما يتصل بينا أحد الأطباء الأخصائيين حتى يشترك معانا، فصرنا مثل شبكة.

……: المريض العربي لما ييجي لبريطانيا يمكن يفضل يشوف طبيب عربي على أن يشوف طبيب بريطاني إذا متوفر نفس الاختصاص، لأنه إضافة إلى حصول هذا الطبيب على الإمكانيات العلمية والتكنولوجية، فالمريض العربي لايزال يطمئن إلى طبيب عربي يتفاهم معاه، ويعرف إن هذا يعني مهمته إنسانية، و..و ما تكون مادية مائة بالمائة مثل ما نشوف مع بعض الأطباء الغربيين.

عبد القادر إمام: قدر الطبيب العربي قد يكون المريض العربي ملازماً له، وملاحقاً له حتى في الغرب.

……: النتيجة الحمد لله، يعني مثل شفته القلب عادي، و.. و(..) البيبي اتوضع شريط عادي يعني، و..و ما هو تشوه، يعني حتى شكل العمود الفقري يعني التسلسل يعني كل.

……: الحقيقة يعني هو مو.. مش عقم بالضبط، يعني كده، أنا أول ما تزوجت يعني حملت، فبعدين فترة طويلة حوالي 6سنوات.. 6سنوات ونص ما أعرفش يعني.. لثاني، فتفضلت هون عند الدكتورة(..) عرفوني عندها أصدقاء، فإلي عندها يعني فترة طويلة عم بأتعالج عندها، وأعطتني كورس، يعني إني كورسات كنت أنا آخذ عندها كورس، يعني كتير.. كتير إني .. فها الشهر الحمد لله يعني على إيدها و..

عبد القادر إمام: السرية والتخفي قد منعا الكثير من المرضى العرب للتحدث إلينا، نحترم خصوصية الناس، ولكننا حرمنا من معرفة أرائهم حول تجارب العلاج في الغرب، وعلى أي حال فإننا علمنا أن كثيراً من المرضى العرب وقعوا فريسة سهلة للمتاجرة بحالاتهم.

……: مع الأسف يعني أنا أقولها أولاً فيه بعض الحالات الآن موجودة أمام القضاء، يعني إنه عدد من الأطباء يجدوا المريض العربي كفرصة إنه هذا المريض العربي يأتي هنا، أول شيء يجهل بحالته، ثانياً يعتقدوا أن المريض العربي هذا.. لأنه السفارة تدفع عنه، أو لأنه الشخص الفلاني يدفع عنه، إذن يضع ما يريد في .. من ناحية التكاليف، وبعدين يقول لك هذا سيذهب إلى بلده.

عبد القادر إمام: إضافة إلى ما تقدم أن المريض القادم من عالمنا العربي يأتي طلباً للعلاج، وهو في أحيان كثيرة يجهل التفاصيل الدقيقة لحالته المرضية، مما يجعله عرضة للتلاعب والاستهزاء.

الطبيب العربي لا يستثنى من قاعدة الشرائح العربية المهاجرة فهو يهاجر بإرادته، والآخرون يستفيدون من خدماته بإراداته كذلك، وحتى وإن تعددت أسباب الهجرة فالهدف واحد، أما المريض العربي فلا حدود أمامه، فطالما يبحث عن علاج يشفي العليل، والحدود هنا قد تسقط.

عبد القادر إمام، لبرنامج (مراسلو الجزيرة) لندن.

محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام، إلى هنا نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع.

حتى الأسبوع المقبل هذه تحية من المخرج صبري الرماحي، وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.