عذابات مواطني غزة
مراسلو الجزيرة

لاجئون منذ عقود، تغيير المناهج التعليمية في باكستان

تناقش الحلقة العقاب الجماعي والخوف والحرمان لمليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة في فلسطين، ولاجئون يحملون أمتعتهم على ظهورهم منذ ستة عقود،

– معاناة الفلسطينيين بقطاع غزة
– تغيير المناهج التعليمية في باكستان


undefinedمحمد خير البوريني: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة ونشاهد فيها جانبا من عذابات مواطني قطاع غزة الفلسطيني ونرى صورا من تلك العذابات التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون واللاجئون الذين يحملون أمتعتهم على ظهورهم منذ نحو ستة عقود بعد استلاب أرضهم ومن باكستان نتحدث عن موجة الرفض والانتقاد التي سادت أوساطا عديدة بسبب الشروع بتغيير المناهج التعليمية المناهج التي أقدمت دول عربية وإسلامية عديدة على تغييرها استجابة للمطالب والضغوط الأميركية التي تُمارس عليها منذ سنوات ونستمع إلى وجهة النظر الباكستانية الرسمية وإلى وجهة نظر معارضين يتحدثون عن وجود مؤامرة كبيرة، أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

معاناة الفلسطينيين بقطاع غزة

عذابات مواطني قطاع غزة الفلسطيني لا تنتهي صور للدمار والقتل وعيون مسلوبة الطفولة شد للأعصاب وترقب وحذر وهجمات إسرائيلية مباغتة شاملة أحيانا ومحدودة أحيانا أخرى يضاف الفقر إلى كل ذلك، تتذرع إسرائيل بحجج عديدة ولكن المتضرر الأول من عملياتها العسكرية هم المدنيون الفلسطينيون عندما تغيب الشمس عن أرض يصبح الناس فيها على خير إلا في قطاع غزة وباقي الأرض الفلسطينية، تقرير سمير أبو شمالة.

[تقرير مسجل]

سمير أبو شمالة: لا يكاد الليل يرخي سدوله في مخيمات قطاع غزة حتى تبدأ ما يصفه الفلسطينيون بسمفونية إسرائيلية اعتادوا عليها وخاصة أهالي مخيم رفح للاجئين المتاخم للشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية جنوب القطاع إنها سمفونية من نوع آخر، هذه السمفونية تتمثل في هدير المروحيات والدبابات والآليات العسكرية المختلفة وأصوات إطلاق الأسلحة الثقيلة وسط حيرة تُقرأ في عيون الأطفال والنساء الذين يقولون إن الاحتلال يحرمهم من اللهو وممارسة أنشطة حياتهم الاعتيادية نهارا كما يحرمهم من النوم ليلا بسبب الخوف من هجوم إسرائيلي وشيك على مخيماتهم.

طفل فلسطيني: بأخاف من الدبابات من الطيارات من الطخ اللي بيصير يعني بيتنا إنهد وإحنا جواه يعني هم فجروا بيت جنبنا فالبيت صار ينهز فينا وقع طابق منه يعني خوفنا خوف لا يقدر.

سمير أبو شمالة: الخشية والتحسب من هجوم إسرائيلي مباغت لا تقتصر على الأطفال والنساء فقط بل على العديد من الرجال الذين يقضون جانبا من أوقاتهم في التفكير بما هو آت في أي لحظة كثيرون منهم يستلقون وراء جدران منازلهم علها تحميهم ربما للحظات قليلة قبل انهيارها إذا ما تعرضت ديارهم لأي هجوم.

عبد الكريم شقفة – صاحب منزل مدمر في مخيم رفح: بيتي أتضرر عدة مرات ولكن الضرر الأخطر هو عامل الخوف باستمرار القلق من الطيران والدبابات والجرافات والقذائف يوميا قذائف إطلاق نار كل شيء ممكن يتوقعه أي إنسان موجود وفي النهاية هذا هو الاحتلال.

سمير أبو شمالة: بعد عودة الأهالي لمنازلهم المهددة بالهدم يصبح المخيم خاليا وكأنه مسرح للأشباح كما يعيش حالة هدوء مليء بالرعب والترقب لعاصفة إسرائيلية جديدة لا يمكن لأحد أن يتكهن بمدى حجم دمارها فبعض الهجمات الإسرائيلية لا تُبقي ولا تذر، عيون أبي محمد وعائلته المكونة من زوجة وأطفال أربعة تبقى مفتوحة تراقب بحذر ما تبقى من أجزاء منزلهم الذي كان قد تعرض لهجمة سابقة منتظرين ما يمكن أن يحدث مجددا في أي لحظة، يحاول الرجل تهدئة نفوس أطفاله خوف عليهم من الخوف نفسه.

مريم شامية: والله العظيم بقينا في الشارع والجراف يجرف في الدور المهدوم هذا وأنت مش عارف من وين عم ينشوا هنا دبابة وهنا دبابة كيف نعيش هون غير يعني مآسي طلعنا هيك وتوكلنا على ربنا ونفدنا بالصغار ولولا الصغار ما بنطلع إيش والله بنظل هنا.

سمير أبو شمالة: وما أن تنطلق شرارة العاصفة يبدأ من بقي من سكان المخيم وأطفالهم رحلة تشرد جديدة محاولين البحث عن أماكن أكثر أمنا دون معرفة ما قد يستغرقه الهجوم الإسرائيلي من وقت وقد يطول هذا الوقت لأيام أو لأسابيع كما قد يعود ليجد الديار والممتلكات وقد باتت أاثرا بعد عين أطلالا دمرتها القذائف أو ركاما جرفته آليات الاحتلال.

طاهر الزووم- من منكوبي مخيم رفح: تبقى نايم في بيتك وأنت صاحي يعني يدوب الساعة ثلاثة الساعة أربعة لما تعرف تنام إذا الدنيا رايقة ولو فيه لا سمح الله لو فيه حاجة بدك تضطر تطلع أنت وأولادك وينك تظلك تظلك هنا في الخوف لحالك مفيش إمكانية الكل بنطلع يا بنطلع يا يا بنروح على المدرسة يا كل واحد بيروح إذا إليه قريب بيروح ينام عنده هالليلة إذا ظل لثاني يوم لا سمح الله فيه حاجة خلاص بنظل عند قرايبنا ولما بتروق الدنيا يعني بنرجع ثاني زي ما أنت شايف في أي لحظة والله متوقعين أقول لك يمكن هالقيت كمان يعني حضرتك شايف مثلا فيه مثلا عند الشعوت هاي اليوم يوم أه ويوم لا يوم أه ويوم لا الأسبوع هذاك كله عند الشعوت هم بيشتغلوا طب هدول الجماعة شو بدهم يروحوا كمان هم هيهجوا زينا محدش بيقدر بيفرط في ولاده ولا في بيته يعني اللي زي ابنك هذا أنت بتعيش عشان تربيه نتفة نتفة ولا لا عشان يكبر ويصير قدامك كيف لما يجي مثلا زي هيك أنت بدك تشيله زي قلبك تشيله وتهج فيه.

سمير أبو شمالة: ومع انبلاج الفجر في بقية دول العالم العربي والإسلامي والعالم يصبح الناس على خير أما في قطاع غزة الفلسطيني فإنهم يصبحون في كثير من الحالات على مجازر ويصبحون على دمار يحل بالمنازل والبنية التحتية المتواضعة التي عادة ما تكون تبرعت بها دول مانحة هنا تبدأ رحلة آلاف الفلسطينيين في البحث عن ذكريات عاشت عشرات السنين في أذهانهم لكنها قُتِلت بفعل آلة الحرب الإسرائيلية هذه الآلة التي يقول الفلسطينيون إنها لا تعرف مكانا أو زمانا تنطلق فيه إذاً يعتمد ذلك على مزاج قيادة الاحتلال وجنوده ويضيف الفلسطينيون قائلين إنهم يتعرضون لكل هذا البطش بسبب أو بدون سبب، وجد أبو محمد وعائلته الصغيرة مكانا يشبه المنزل للإقامة فيه مخزن تبلغ مساحته 24 مترا أصبح ملاذا أخيرا لهم بعد أن أجبروا على مغادرة بيتهم ليلا، نظرات أبي محمد تتساءل بلا حول ولا قوة عن مستقبل مجهول لأطفال طالما حلم أن يقوم بتربيتهم في منزل جدهم، يتساءل الرجل كيف يمكن له في ظل وضع مادي مترد أن يسد احتياجاتهم حتى مع ما تقدمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من مساعدات وهي الجهة الدولية التي تشكو عجزا ماديا كبيرا في موازنتها بسبب تأخر المجتمع الدولي عن دفع الأموال اللازمة في إيواء المتضررين وتخليص مخصصاتها.

طاهر الزووم: في الوكالة بتدي لك يعني بدل إيجار هي أو زي مساعدة بتقدمها هي للناس يعني بتدي كل أربع شهور كل ستة شهور أربعمائة دولار أو إيشي زي هيك.

سمير أبو شمالة: كيف هذه المساعدات؟

طاهر الزووم: والله هي مش بتكفي يعني أنت هتدفع أكثر من جيبتك يعني أنا يمكن تكفيني عشان متأجر مخزن لكن غيري بيتأجر بمائة وبـ120 دولار وبـ150 دولار وفيه ناس بمائتين دولار وهذا اللي يكون عليه كل الناس يعني مش على قدنا ففيه ناس بتأجر زي بمخزن زي هيك وبيكلفها أكثر يعني أكثر من المبلغ اللي بتاخده من الوكالة.

سمير أبو شمالة: حالة أبو محمد وعائلته تعتبر واحدة من مأساة جماعية تطال مباشرة مئات الأسر الفلسطينية المشردة في قطاع غزة لا بل قد تكون هذه الأسرة أوفر حظا من غيرها من حيث عدد الأفراد، عائلة أشرف لافي تتكون هذه الأسرة من تسعة أفراد بالإضافة إليه لم تجد سوى غرفتين تأوي إليهما يعيش ظروفا لا يمكن للصورة أن تعبر عنها بأي حال من الأحوال وكثيرا ما تكون الصورة مرآة تجميلية للواقع، يشكو هو الآخر من غياب المجتمع الدولي عن معاناته بعد غياب الدور المأمول للدول العربية وعجز السلطة الوطنية الفلسطينية عن توفير احتياجاته واحتياجات أسرته وهو الأمر الذي يترك تأثيرات كبيرة على حالته وحالة أسرته ماديا ومعنويا.

أشرف لافي – صاحب منزل مدمر في مخيم رفح: هذا البيت يعني ما بيتسع لأسرة مثل أسرتنا والولاد دائما يعني بيضايقوا وبينزلوا تحت وإحنا ساكنين يعني أعلى طابق وهذا كمان بيسبب إلينا مشقة بيظلنا بالبيت مش إليك ودائما أنت بتحس إنه أنت قاعد يعني في كل لحظة ممكن يقول لك صاحب البيت خفف وجيب حد غيرك أو إيشي فبتظل حالة نفسية وحالة مادية وطبعا يعني إليها أثر على حالة الأولاد لأنهم طلعوا من بيتهم دائما بيسألوا وين بيتنا لويش وقع بيتنا بيتنا ليش عملوا فيه هيك اليهود فبتظلها شغلة نفسية وشغلة أيضا كمان مادية ومعنوية.

سمير أبو شمالة: أما من لا يجدون مأوى فإنهم يقفون على أطلال منازل هدمت وبيوت خربت ينظرون إليها متضرعين إلى الله المساعدة، هذا الرجل الذي كان يسكن مع أخوته وعائلته الكبيرة التي تتكون من تسعين فردا يقف متسائلا بمرارة عن الأسباب التي أدت لوصوله إلى هذا الحال بعد أن دفع سنين عمره ثمنا لإيجاد مسكن ملائم لهذا العدد من الأهل.

سمير حنيس – صاحب منزل مدمر في رفح: الخوف يوم يوم وبيدعوا هم بيقولوا البيت الفاضي إحنا بنهده البيت الفاضي هو بنهدوه طب ليش بيهدوه كونه فاضي طب ما أنت ما تطلعش من الحديد ما تطلعش بدباباتك وأنا بدي ما أشردش من البيت، قصف بالطيرات قصف بالدبابات إطلاق نار طول الليل 24 ساعة طبعا ما إحنا معنا صغار أنا عندي اليوم ولد متخفوش متخفوش خليه متخفوش هناك الطخ.

سمير أبو شمالة: ليش هاي الوضع؟

سمير حنيس: هاي الوضع أنت شايفه كيف والطخ فوق رأسنا وهيك شايفه يعني ما فيه إيشي.

سمير أبو شمالة: أه كيف الوضع وشو بتسوي في ولادك ومرتك وعيالك؟

سمير حنيس: ولادي دلقيتي كلهم شاردين مفيش إلينا بيت مفيش إلينا بيت مأوى ولا إلينا حاجة، نحن قاعدين بندور على دار إلينا مفيش دور في المنطقة كليا لا بمائة دولار ولا بمائتين دولار ولا بمائة وخمسين دولار مفيش بيوت بالمرة وهيك زي ما أنت شايف هايك أنت قاعد على الحدث وشايف كل إيشي بعينك يعني بدوش كلام الكلام باين لحاله هايك شايف وين بنروح وين بنيجي حتى لما بدك تيجي تتفرج على البيت تبعك هايدوم بيطخوا عليك إيش فيه أنت مش عارف إيش فيه ليش بيطخوا أنت مش عارف ليش بيطخوا.

"
تبرر إسرائيل هدم الديار وتشريد أهلها بأنها تقوم بالتضييق على المقاومين الفلسطينيين والبحث عن أنفاق لتهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة
"
       تقرير مسجل

سمير أبو شمالة: تبرر إسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية هدم الديار وتشريد أهلها بكل ما ينجم عن ذلك من تبعات وكوارث إنسانية تبرره بأنها إنما تقوم بالتضييق على المقاومين والناشطين الفلسطينيين وأنها تحاول وقف استهداف مواقعها العسكرية المحيطة بالمخيمات كما أنها تقوم بالبحث عن أنفاق لتهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة ويقول الفلسطينيون إن المشكلة ليس في المقاومين والفلسطينيين وإنما بوجود الاحتلال على التراب الفلسطيني الاحتلال بكل أشكاله الذي لابد من استئصاله من جذوره قبل الحديث عن أي شيء آخر لاسيما السلام وبعد هدم منازلهم تبقى معاناة اللاجئين الفلسطينيين الجدد تستمر في قطاع غزة خاصة في ظل صمت دولي مطلق لعله كان المشجع الرئيسي لإسرائيل للمضي قدما في اعتداءاتها بحقهم، سمير أبو شمالة لبرنامج مراسلو الجزيرة من أمام الشريط الحدودي المتاخم لمخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة فلسطين.

[فاصل إعلاني]

تغيير المناهج التعليمية في باكستان

محمد خير البوريني: استجابت دول وحكومات عربية وإسلامية عديدة للضغوط الخارجية والأميركية تحديدا وقامت بتغيير مناهجها الدراسية بما يلبي تلك الضغوط، الوضع لا يختلف كثيرا في باكستان التي قامت على أساس ديني فعملية تغيير المناهج التعليمية لاقت مقاومة شديدة من تيارات مختلفة تربط الدين بوجود الدولة وترى في الحديث عن تغيير المناهج مؤامرة كبيرة، أحمد زيدان حاول تسليط الضوء على هذا الموضوع

[تقرير مسجل]

أحمد زيدان: إذا كانت ثورة تغيير المناهج التعليم في بعض بلدان العالم العربي والإسلامي اعتمدت الثورة الهادئة البعيدة عن الضجيج فإن الوضع الباكستاني اختلف عن غيره بعد أن انتقلت المواجهة إلى الشارع الباكستاني وتحولت إلى مظاهر عنف ومواجهات بين قوات الشرطة الباكستانية وبعض الطلبة الذين رؤوا أن المناهج الجديدة تصطدم تماما مع الثوابت الإسلامية لباكستان الدولة التي قامت على أساس العقيدة الإسلامية.

بروفيسور في جامعة البنجاب: منح جامعة أغاخان مسؤولية تغيير المناهج والإشراف على مئات المدارس جزء من المؤامرة والتغيير في الكتب والمناهج لاسيما ما يتعلق بالصحابة والأسلامة والآيات القرآنية وما يتعلق بالإسلام كالأبطال القوميين وما يتعلق باحترامنا وشرفنا كل ذلك أزيل من المناهج لوجود مؤامرة وقد تم تعيين بعض الدكاترة العلمانيين لإنجاز هذا العمل وتاريخهم الماضي يشهد أنهم كانوا دوما ضد نظرية باكستان.

زبير أحمد – جمعية الطلبة المسلمين: التغييرات المرفوضة في المناهج جرت لتحقيق الأجندة الأميركية ومؤامراتها ضد باكستان والتي نوقشت في الجمعية الوطنية وفي وسائل الإعلام الإلكترونية والحكومة المركزية وحكومة إقليم البنجاب قبلتا ذلك وكل منهما تلوم الأخرى الآن ونرى أنه لابد من التحقيق في المسألة وإلغاء التغييرات.

أحمد زيدان: هذا الوضع المتوتر انتقل إلى مناطق الشمال الباكستاني حيث فُرِضت حالة الطوارئ لأيام فيها وهو ما دفع اجتماعات رئاسة الوزراء إلى بحثه خلال فترة رئيس الوزراء المستقيل ظفر الله جمالي وكذلك مع رئيس الوزراء الذي خلفه شودري شجاعة حسين وذلك لدراسة تداعيات ذلك ومراجعته لكن الحلقة المفقودة في القضية هي من الذي أصدر أوامر تغير المناهج فبينما شمل التغيير مناهج إقليم البنجاب ماتزال المناهج الفدرالية على حالها وهو ما أنعش نظرية المؤامرة في تفسير ما جرى، منظمة أغاخان التابعة للطائفة الإسماعيلية في باكستان النشطة في مجالات التعليم والصحة هي الهدف الأول والأخير للجماعات الإسلامية التي تعتقد أن لديها أجندة خفية لقضية التعليم في باكستان.

"
أوكلت مهمة تطوير المناهج إلى مؤسسة أغاخان من أجل علمنة التعليم في باكستان لتصبح دولة علمانية
"
        قاضي حسين

قاضي حسين أحمد – زعيم الجماعة الإسلامية في باكستان: لقد أوكلوا مهمة تطوير المناهج إلى مؤسسة أغاخان من أجل علمنة التعليم في باكستان وذلك من أجل إبعادها عن عقيدتها وجعلها دولة علمانية بعد أن كانت دولة إسلامية وقد أريد تطبيق المنهج العلماني ولكن هناك مظاهرات في طول البلاد وعرضها ضد هذه المؤامرة ونأمل إن شاء الله أن تفشل هذه المؤامرة كما نأمل أن يقف الناس ضدها.

أحمد زيدان: البروفيسور الذي قدم رؤيته للمنهج الجديد رأى في القديم تشجيعا على ثقافة الجهاد والقتال.

نير – جامعة قائد أعظم بإسلام أباد: الكتب حقيقة مسيئة للجهات واطلعت على كتاب الإسلاميات الذي يتحدث عن الجهاد وظننت أنه صفحة من كتب الأشقر طيبة أو جيش محمد وما ماثلهم من منظمات جهادية وسابقا كان الناس يتكلمون عن الجهاد بمفهومه الواسع وتزكية النفس حيث إن ذلك من الجهاد ولكن الناس الآن تركوا ذلك.

أحمد زيدان: لكن وزيرة التعليم التي أشادت بها أقطاب الإدارة الأميركية شددت خلال حفل تدشين موقع وزارتها على الإنترنت على حرصها على الثوابت الباكستانية وهو ما كررته مسؤولة المناهج في الوزارة.

هارونة جاتوي – مسؤولة تطوير المناهج الباكستانية: عندما كنا نراجع المنهاج من المستوى الأولى إلى المستوى الثاني عشر لاحظنا أن ما كتب عن الجهاد على سبيل المثال في الصف السادس من الصعب فهمه وفهم تصوره بشكل جيد فقمنا بترحيله إلى الصف العاشر ولا ينبغي القول إن مسألة نقل الآيات يعني إلغاؤها من المنهج والذي جرى فقط هو عملية إعادة توزيع الآيات على المستويات المناسبة.

أحمد زيدان: المنتقدون لتغيير المناهج يرون أن ثوابت أساسية في الدين الإسلامي قد تم التلاعب بها كإطلاق الصفة السيدة الأولى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها واتهام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالاستماع إلى الموسيقى وهو ما انتقده خبراء اجتماع بشدة.

أنيس أحمد – نائب رئيس جامعة الرفاه الباكستانية: إذا طبقت هذه المناهج وأصرت الحكومة الباكستانية على تطبيقها فإن هذا يعني إن ذلك هو تطبيق الموقف الرسمي المناقض لموقف الشعب ورغباته وهذا سيحدث تصادما بين الحكومة والشعب ونحن لا نود رؤية ذلك وإذا لم نتراجع عن التغييرات المعتزم إجرائها فإننا سنوجد مجتمعا لا هوية ولا مبادئ له.

أحمد زيدان: لكن حين نتحول إلى المدرسة نجد أن الطلبة وأولياء أمورهم مستاؤون من هذه التغيرات لذلك فإنهم يدعون إلى الحرص على إبقاء الإسلام نقيا في المناهج.

طارق رحماني– ولي أمر أحد الطلبة: يبدو أن المؤامرة حيكت بشكل مخطط له ومحكم ضد الجهاد لأجل الإساءة إلى مفهومه وإبعاد الناس أو حرفهم وتضليل التلاميذ من خلال تقديم مفاهيم خاطئة ومضللة لهم عن الخلفاء والصحابة والآيات القرآنية.

أحمد زيدان: الشارع الباكستاني المهموم بمشاغله اليومية الكثيرة لم يشعر حتى الآن بالمشكلة وربما لم تطلع شريحة واسعة منه على ما جرى من تغيير في مناهج التعليم في ظل غلبة نسبة الأمية على نسبة التعليم في باكستان، الجبهات الداخلية إنما تتوحد وتتقوى بوجود العدو الخارجي والعدو الخارجي هنا في الحالة الباكستاني إنما هو الهند لكن إطلاق الدبلوماسية الشعبية الأخيرة بين البلدين قد يمحوا من الذاكرة الباكستانية نظرية العدو الخارجي وهو ما قد يؤدي إلى خلخلة المجتمع الباكستاني بحسب مراقبين ومختصين، أحمد زيدان مراسلو الجزيرة إسلام أباد.

محمد خير البوريني: نهاية هذه الحلقة يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث عنوان البرنامج الإلكتروني هو reporters@aljazeera.net وعنوانه البريدي صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر، في الختام هذه تحية من صبري الرماحي مخرج البرنامج ومن فريق العمل ولكم مني محمد خير البوريني أطيب الأمنيات إلى اللقاء.