سؤال في الرياضة

كأس العالم لكرة القدم

بطولة عام 2002 وفرقها وترشيحاتها وأبرز النجوم الغائبين فيها، المشاركة العربية في بطولات كأس العالم وكيفية توزيع المقاعد في النهائيات.

مقدم الحلقة:

أيمن جادة

تاريخ الحلقة:

18/05/2002

– ملامح بطولة عام 2002 وفرقها وترشيحاتها
– أبرز النجوم الغائبين في نهائيات كوريا واليابان

– بطولات كأس العالم منذ بدايتها

– أعلى النتائج في نهائيات كأس العالم

– سرقة كأس العالم

– المشاركات العربية في بطولات كأس العالم

– كبرى المفاجآت في نهائيات كأس العالم

– أهمية مباراة الأرجنتين وإنجلترا في نهائيات كوريا واليابان

– مؤامرة النمسا وألمانيا لإقصاء الجزائر عن كأس العالم 1982

– كيفية توزيع مقاعد المنتخبات في نهائيات كأس العالم

– أجمل أهداف كأس العالم في القرن العشرين

undefined

أيمن جاده: تحية لكم مشاهدينا الكرام من قناة (الجزيرة) في قطر، وأهلاً بكم مع هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم (سؤال في الرياضة).

يوم الجمعة بعد القادم تُفتح في العاصمة الكورية الجنوبية (سول) بطولة كأس العالم السابعة عشر لكرة القدم بلقاء افتتاحي يجمع فرنسا والسنغال، وتدوم مباريات البطولة شهراً كاملاً بمشاركة 32 منتخبا من جميع قارات الأرض باستثناء أوقيانوسيا التي لم يتأهل منها أحد، هذا الحدث يصفه المراقبون وخبراء الرياضة بأنه الأهم في عالم الرياضة، البعض يفضل عليه الدورة الأوليمبية، ولكن على الأقل في رياضة واحدة وكحدث واحد منفرد كأس العالم هي الحدث الأكبر في تاريخ البشرية حتى البعض يصفها بفرحة العالم، والبعض يقول: إنها حرب عالمية في كرة القدم، والكل يتفق على أنها تأخذ الواجهة وتتوارى وراءها كل الأخبار والأحداث الأخرى.

أسئلة كثيرة منكم وردتنا لهذا البرنامج على مدى الأسابيع والشهور الماضية وطبعاً نعتذر لكثرة هذه الأسئلة من مجمل أصحابها لعدم استطاعتنا أن نجيب الجميع مرةً واحدة، ولكن ارتأينا أن نخصص حلقة على الأقل، وربما ثانية للإجابة عن أسئلتكم المتعلقة ببطولة كأس العالم لكرة القدم في شتى مناحيها وعبر تاريخها الطويل وصولاً إلى البطولة الأولى في الألفية الجديدة وفي القرن الحادي والعشرين في كوريا الجنوبية واليابان.

هذه حلقة خاصة إذاً من (سؤال في الرياضة) عن كأس العالم، ولكن دعوناً أولاً نستطلع أبرز ملامحها.

* * *

ما هي أعلى النتائج وأكبر المفاجآت في نهائيات كأس العالم؟

من هم هدافو البطولات؟

وكيف سُرقت الكأس العالمية؟

ماذا حقق العرب؟

وكيف تآمرت النمسا مع ألمانيا على الجزائر؟

وما هي قصة هدفي (مارادونا) الشهيرين؟

وما هي أجمل أهداف المونديال؟

* * *

أيمن جاده: مواضيع أخرى بالطبع إلى جانب ما سبق ذكره سنحاول أن نمر عبرها من خلال هذه الحلقة الخاصة من (سؤال في الرياضة) عن كأس العالم لكرة القدم، ودعونا ندخل في الموضوع مباشرة.

المشاهد فايز الأسطى من دمشق، وأيضاً المشاهد عبد الله العمر من الرياض في المملكة العربية السعودية والمشاهد فخري موسى من تونس جميعهم يسألون عن الفرق المتأهلة إلى كأس العالم 2002 عن توزيع المجموعات وعن المنتخبات الجديدة التي تظهر لأول مرة في نهائيات هذه البطولة، التقرير التالي يقدم الإجابة باختصار.


ملامح بطولة عام 2002 وفرقها وترشيحاتها

تقرير/ زياد طروش: هي أول كأس للعالم في القرن الحادي والعشرين، هي الأولى في القارة الآسيوية، وهي الأولى أيضاً لأربعة منتخبات هي الصين، والسنغال، وسلوفينيا، والإكوادور.

[آسيا]

الصين رابع منتخبات آسيا التي ستشارك في النهائيات إلى جانب اليابان وكوريا المنظمتين والسعودية لم تجد في طريقها خلال التصفيات مخاطر تُذكر، وأدركت بطاقة التأهل بتصدرها المجموعة الآسيوية الثانية أمام الإمارات وأزوبكستان وقطر وعُمان، أما المنتخب السعودي فقد حقق هذه المرة ترشحه الثالث إلى نهائيات كأس العالم بعد أميركا وفرنسا، ورغم أن مشوارها في التصفيات كان متميزاً على صعيد النتائج، حيث حققت أحد عشر فوزاً وتعادلين وخسارة واحدة، إلا أن السعودية استحقت في النهاية لفوز البحرين على إيران في آخر جولة من تصفيات المجموعة الأولى للصعود إلى النهائيات، ويتطلع أحباء الأخضر والعرب عموماً إلى سامي الجابر ونواف التمياط، وعبيد الدوسري والآخرون لصنع تألق السعودية في هذا المونديال برغم صعوبة المهمة بمجموعة تضم كلاً من ألمانيا والكاميرون وجمهورية أيرلندا.

[إفريقيا]

من القارة السمراء تحل السنغال ضيفة للمرة الأولى على المونديال بعد أن صعدت من المجموعة الثالثة والتي اتفق الكثيرون على تسميتها بمجموعة الموت، حيث ضمت أيضاً كلاً من المغرب والجزائر ومصر، والسنغال سيكون لها هذه المرة شرف افتتاح كأس العالم بملاقاتها حاملة اللقب فرنسا في المباراة الأولى، قبل أن تواجه فيما بعد الدنمارك والأورجواي والسنغاليون تألقوا كأبهى ما يكون في العامين الأخيرين، وبلغوا نهائي أمم إفريقيا الأخيرة في مالي كما حاز منتخبهم على لقب أفضل منتخب إفريقي عام 2001 بالإضافة إلى اختيار مدربه الفرنسي (برونو ماتسو) كأفضل مدربٍ ولاعبه الحاج ضيوف كأفضل لاعب في إفريقيا أما تونس والتي تشارك للمرة الثالثة في نهائيات كأس العالم بعد المكسيك وفرنسا فلم تجد صعوبة تُذكر خلال التصفيات لتحقيق تأهلها، حيث تصدرت مجموعتها الرابعة أمام الكويت ديفرار وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر والكونغو، وفي الفترة الأخيرة عرف المنتخب التونسي عديد التغييرات على مستوى إطاره الفني، فبعد الإيطالي (سكوليو)، والألماني (كراوزن)، والفرنسي (أنطوان ميشيل) استقر الأمر على ثنائي محلي هو عمَّار السويح وحنيس العبيدي، أما تشكيلة المنتخب فشهدت في المقابل استقراراً نسبياً إذا ما استثنينا طبعاً غياب الحارس المخضرم شكري الواعر الذي اعتزل اللعب رسمياً منذ أسابيع قليلة، والذي يعتبر غيابه في الحقيقة خسارة كبرى للتونسيين رغم ما يُقال عن تقدمه في السن.

[أوروبا]

عن أوروبا صعدت كل المنتخبات المرشحة تقريباً عدا هولندا مقابل دخول ضيف جديد لأول مرة إلى كأس العالم وهو سلوفينيا، فهذا المنتخب الذي كان أفضل ما حققه من قبل التأهل إلى كأس أمم أوروبا عام 2000 تمكن بقيادة مدربه ومتوسط ميدان منتخب يوغسلافيا السابق (سليكو كتناك) من الصعود إلى نهائيات كوريا واليابان بعد احتلاله المركز الثاني في المجموعة الأوروبية الأولى خلف روسيا واجتيازه عقبة رومانيا في مباراتي الملحق، سلوفينيا التي يتشابه لعبها مع يوغسلافيا وكرواتيا تضم في صفوفها ثُلة من اللاعبين الشبان الموهوبين أبرزهم صانع ألعاب بنفيكا (زلاتكو زاوبيتش) وسيكون بإمكانهم التألق خلال الدور الأول حيث سيواجهون جنوب إفريقيا والباراجواي وإسبانيا ضمن المجموعة الثانية.

[أميركا]

كادت قائمة المنتخبات المتأهلة عن القارة الأميركية أن تخلو هذه المرة من الحاضر الدائم في المونديال، ونعني به منتخب البرازيل، فتصفيات أميركا الجنوبية جعلتنا نحبس الأنفاس إلى آخر لحظة لمعرفة ما إذا كانت البرازيل ستتأهل أم لا، والحقيقة أن منتخب (سيلسا) وحتى إن صعد إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان فإنه فقد الكثير من بريقه السابق، وزادت المشاكل التي ظهرت بسبب اختيار التشكيلة النهائية وخصوصاً إقصاء (روماريو) زادت من ظلال الشكوك التي أُلقيت على حالة هذا المنتخب وعلى الوجه الذي سيظهر به في النهائيات.

ومقابل هذا التخوف وهذه الشكوك حقق منتخب الإكوادور أول تأهل في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، لكن الحديث عن الإكوادور لا يستقيم قطعاً ما لم نستحضر تعرُّض مدربه الكولومبي (هيرنار داريو جوميز) إلى محاولة اغتيال في الربع الأول من عام 2001 بسبب رفضه ضم أحد اللاعبين، وهو نجل رئيس سابق في الإكوادور إلى قائمة المنتخب.

[بطل العالم 2002؟]

تبرز فرنسا كأقوى المرشحين للحفاظ على لقبها، فهي أكثر المنتخبات استقراراً، كما أن طريقة لاعبيها أكثر إقناعاً على الساحة العالمية، بعد أن بنت الكرة الفرنسية طيلة العقد الماضي أسلوباً حديثاً جمع بين التقنيات العالية وتطوُّر النسق التكتيكي خلال المباراة، والأكيد أن وجود صانع ألعاب من قيمة (زين الدين زيدان) ومهاجمين من قيمة (تيري ونري)، و(… بريزيجي) ستدعم أسباب ترشيح فرنسا لنيل اللقب.

المرشح الثاني هو بإجماع الكثيرين منتخب الأرجنتين، فهذا المنتخب لا يضم بين أضلاعه سوى النجوم، (أيالا)، (زانبي)، (سميوني)، (بيرون)، (فلاو لوبيز)، (باتستوتا)، (سافيولا) وآخرون، أما قائمة المنتخبات المرشحة لنيل اللقب، فقد تطول بحسب الأهواء وبقدر إيماننا بأن الكرة لا تخضع لسابق تكهن، لكن لا يمكن بأي حال أن نزيح منها المرشحين التقليديين أمثال: البرازيل، وإيطاليا، وألمانيا، وإنجلترا.

أيمن جاده: هذا طبعاً ملامح هذه البطولة بإيجاز وفرقها والترشيحات لها، ولكن هناك كلام كثير سيدور على مدى شهر كامل في كوريا واليابان.

[فاصل إعلاني]

أيمن جاده: الحقيقة أسئلة كثيرة وكثيرة جداً وصلتنا عبر البريد العادي والإلكتروني والفاكس بالذات عن موضوع كأس العالم.

الأخت أسماء الهادي من طرابلس في ليبيا تقترح على المنتخبين العربيين المشاركين في المونديال تونس والسعودية وضع شعارات على غرار "الأقصى في قلوبنا" وما إلى ذلك من دعم للقضية الفلسطينية والانتفاضة على قمصانهم في المشاركة في كأس العالم.

أيضاً الأخ حسان عبد القادر من الكويت يسأل: هل صحيح إن كأس العالم ستكون منحصرة على القنوات المشفرة؟

هذا هو الواقع عربياً باستثناء بعض الدول التي ستبث مباريات البطولة على قنوات أرضية، وأعتقد أن لكل بلد حالتها، والأفضل المتابعة من خلال الوسائل المحلية لمعرفة هذه التفاصيل، هذا كان سؤال حسان عبد القادر من الكويت.

وسؤال الأخ فايز من اليمن الذي لم يذكر اسمه الأول، يقول: ما هي جدية إصابة (رونالدو)؟ هل سيشارك في كأس العالم؟

طبعاً تعافى من إصابته، والمفروض أنه سيشارك في كأس العالم، وهو ضمن قائمة الثلاثة وعشرين لاعباً للبرازيل.

أيضاً إبراهيم العماري من صنعاء في اليمن يسأل عن أبرز النجوم الغائبين أو الذين سيشك في ظهورهم في نهائيات كوريا واليابان، والتقرير التالي يلخص أبرز هؤلاء، نتابعه.


أبرز النجوم الغائبين في نهائيات كوريا واليابان

تقرير/ ظافر الغربي: رمية حرة، فتسديدة رائعة، فهدف نموذجي، فتأهل مباشر إلى نهائيات كأس العالم 2002، التوقيع (لديفيد بيكهام) في السادس من شهر أكتوبر 2001 في لقاء إنجلترا واليونان ضمن تصفيات المجموعة الأوروبية التاسعة، هنا كان الموعد مع الفرح، ولكن بعد سبعة أشهر احتل الملهم (مانشيستر) صدارة نشرات الأخبار وصفحات الجرائد الأولى مشيعاً الحزن هذه المرة بعد مباراة لفريقه ضمن دوري أبطال أوروبا، لقد أُصيبت قدم (بيكهام) ذات ليل أربعاء فأصبحت إنجلترا تعرج في اليوم التالي، الشعب الإنجليزي بمختلف فئاته انشغل بموضوعٍ واحد من رئيس الوزراء إلى آخر عاطل عن العمل لا حديث إلا عن إصابة قدم (بيكهام) وعن الخسارة الكبيرة التي ستلحق بالمنتخب الإنجليزي إذا ما غاب عنه نجم نجوم إنجلترا في نهائيات كأس العالم، ليس في (بيكهام) شيء من (مارادونا) أو (بلاتيني) أو (كرويف)، ولكن إنجلترا التي تعاني من ندرة النجوم الكبار تجد ضالتها في (ديفيد بيكهام) الذي يُعتبر حالياً من أبرز لاعبي جيله، وإنجلترا المتعطشة لإنجاز عالمي لم تحتفل به منذ عام 66 صُدمت بما حدث للولد المدلل في (أولترافولت)، وقد كشفت الإصابة (لبيكهام) مدى شعبيته ومكانته عند مواطنيه بعد ما ساءت العلاقة بينهما في كأس العالم 98 على خلفية لقاء إنجلترا والأرجنتين، منذ يوم الإصابة كل الوسائل الطبية الحديثة تبذل من أجل قدم (بيكهام)، ورغم ما يمكن أن تخفيه التكنولوجيا المتطورة من أجل شفاء سريع لقدم إنجلترا الأولى فإن علامات الاستفهام ستظل قائمة حول الجاهزية الكاملة (لديفيد بيكهام) للمشاركة في الدور الأول، وإذا كانت إنجلترا ترى في (بيكهام) المنقذ والقائد الذي لا يُعوَّض، فإن أبطال العالم رغم زادهم البشري الوفير يرون في غياب (روبر بيريز) خسارة كبيرة لمنتخب يريد الحفاظ على لقبه بالظهور مكتمل الصفوف (فبيريز) هو رئة المنتخب الفرنسي، وورقة رابحة في دفاتر (روجي رومير) وقد بلغ (بيريز) مع (بنجر) و(أرسينال) مرحلة من النضوج أثرت عطاءه وأكسبته مكانةً ثابتة في استراتيجية مدربه، وفي بطولة عالمية يحتاج فيها كل منتخب إلى جميع أعضائه سيترك غياب (بيريز) فراغاً لافتاً في خط الوسط الفرنسي الذي يحتاج إلى من يساند صانع الألعاب زيدان ويخفف من الأعباء الكبيرة الملقاة على عاتقه، وإذا كانت وفرة الزاد البشري في منتخب فرنسا تتيح البدائل للمدرب (روجي رومير) وتخفف نسبياً من وطأة غياب (بيريز)، فإن المنتخب الألماني المتراجع عن دوره الرياضي سيجد صعوبة في سد الفراغ الذي سيتركه (محمد شول) أحد صناع لعبه والذي اختار البقاء الاضطراري بسبب تكرار الإصابات، لم يكن (رودي فولر) في حاجة إلى ضربة كهذه، فالمنتخب الألماني مكتمل الصفوف لم يعد يثير الرعب كما كان، فما بالكم وهو محروم من جهود لاعب يقول عنه (فولر) إننا بحاجة إليه.

وفي البرازيل قالت الصحافة إن (سكولاري) هو العدو رقم واحد للجمهور، لأنه لم يستدعِ المهاجم الشهير (روماريو)، وسيظل (سكولاري) متهماً حتى تثبت كفاءته، والكفاءة عند جماهير البرازيل تعني أن يعود (سكولاري) بالكأس الخامسة، عدا ذلك ستتم إدانته وستنصب المشانق وستصدر تجاهه أقصى الأحكام، لأن هذه الجماهير لن تغفر له إبقاء المتألق (روماريو) في البرازيل في وقت كان الخط الأمامي يشكو من غياب الفاعلية رغم الأسماء اللامعة التي يتكون منها، وعلى غرار (سكولاري) أسقط (ترابتوني) من لائحته اسماً انتظرته الجماهير والمولعون بفنون الكرة التشكيلية على المستطيل الأخضر، إنه (روبرتو باجيو) الذي طالما أمتع الجماهير الإيطالية وغيرها بفنه الراقي، حدة الغضب في إيطاليا اختلفت عن البرازيل، فالحديث عن العودة المحتملة (لروبرتو باجيو) عززته جملة لـ (ترابتوني) امتدحه فيها بعد عرض جيد له في إحدى مباريات الدوري، لكن المدرب عاد وقال مبرراً قراره فيما بعد إن غياب (باجيو) لمدة ثلاثة أشهر بسبب الإصابة حال دون استرجاعه لكامل لياقته البدنية، ويبدو أن الكلمة الأخيرة كانت الواقعية عند (ترابتوني)، فالعاطفة كانت تقول له إن (باجيو) صاحب خبرة وفنان كبير، ولكن عقله همس له وقال إن إيطاليا ليست ذاهبة إلى المونديال لإحياء حفلات فنية.

ونبقى في إيطاليا مع لاعب وسط الميدان زميلاً (لباجيو) في فريق (برشيا)، ولكنه إسباني الجنسية، إنه (بب جواربيولا) الذي سيحرم للمرة الثانية على التوالي من المشاركة في نهائيات كأس العالم بسبب إصابة في أربطة الركبة اليمنى، والركبة هي التي حالت أيضاً دون مشاركة (جواربيولا) عام 98 فيما كان قائد فريق برشلونة.

وبين المصابين أو المنسيين في لوائح المدربين تمتد القائمة لتشمل بعض من أخفقت منتخباتهم في الحصول على تأشيرة الذهاب إلى كوريا واليابان، هنا نفكر في بعض النجوم الذين لن تُتاح لهم الفرصة للعزف على أوتار خطوط الدفاع في هذا الموعد الكبير، ألن تتحسروا على غياب هولندا وقوتها الضاربة المتمثلة في هداف (مانشيستر يونايتد) (فان روستر روي) الذي مارس هوياته كما طاب له في أول موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز؟ ألم تتذكروا زميله (باترك كوليفرت) الذي أسر قلوب جماهير برشلونة في موسم حمل بصمته وتوقيعه في شباك مختلف الملاعب الأسبانية؟ وفي التخصص ذاته ألن تفتقدوا الهداف الأوكراني الشهير (أندريه شفشنكو) الذي استمر في اختراق حصون الفرق الإيطالية مما يؤكد موهبته التهديفية في بطولة إيطالية لا ترحم، سنذكر هؤلاء النجوم وغيرهم الذين سيضطرون مكرهين إلى متابعة المونديال على شاشات التليفزيون، بينما الوضع الطبيعي أن نتابع إبداعاتهم على الشاشة الصغيرة.

أيمن جاده: على أي حال من يُكتب له منكم متابعة كأس العالم بالتأكيد سيستمتع بالنجوم المتواجدين وهم كُثر والمنتخبات الكبيرة معظمها موجود، بالذات السبعة الفائزون بكأس العالم من قبل، في الحلقة الماضية تحدثنا عن توصيات التحكيم من الفيفا للحكام والحكام العرب الذين أداروا مباريات كأس العالم، وجاءتنا أسئلة عن غياب بعض الأسماء، الحقيقة اللائحة التي عرضناها ربما خلت من بعض الأسماء فقط التي لم يقد أصحابها مباريات في النهائيات رغم حضورهم، على أي حال يمكن أن نتابع من جديد اللائحة الكاملة لأسماء الحكام العرب الذين ظهروا في نهائيات كأس العالم في مجمل البطولات سواء منهم من أدار مباراة أو أكثر أو ساعد على الخطوط أو حتى حضر البطولة ولم يقد أية مباراة، هذه هي الأسماء لكل الحكام العرب في نهائيات كأس العالم نتابعها معاً

[الحكام العرب في نهائيات كأس العالم]

الحكم الدولة السنة

علي قنديل مصر 66،70

مصطفى كامل مصر 74

فاروق بوظو سورية 1978

الهادي السعودي تونس 1978

إبراهيم الدوي البحرين 1982

بلعيد لاركان الجزائر 1982

يوسف الغول ليبيا 1982

جمال الشريف سورية 86،90،94

فلاح الشنار السعودية 1986

علي بن ناصر تونس 1986

جاسم مندني البحرين 1990

ناجي الجويني تونس 1990

يوسف القطان البحرين 1994

علي بو جسيم الإمارات 94،98،‏2002‏

جمال الغندور مصر 98،2002

عبد الرحمن الزيد السعودية 1998

سعيد بلقولة المغرب 1998

المساعد حسين غضنفري الكويت 1998

المساعد محمد موسوي عمان 1998

المساعد محمد المنصري تونس 1998

[حكام الساحة كأس العالم 2002]

الحكم الدولة

جمال الغندور مصر

علي بو جسيم الإمارات

سعد كميل الكويت

مراد الدعمي تونس

محمد الكراز المغرب

[حكام المساعدون في كأس العالم 2002]

الحكم الدولة

حيدر قليط لبنان

عوني حسونة الأردن

وجيه أحمد مصر

توفيق العنجقي تونس

علي الطرفي السعودية

أيمن جاده: طبعاً تتصاعد في هذه الآونة حمى كأس العالم، الاهتمام بكأس العالم عبر كل المجلات، المحطات التليفزيونية، المطبوعات، للتو وصلنا كتاب من الزميل سمير إسكاف بعنوان دليل أو "الدليل إلى كأس العالم 2002″، الحقيقة كتاب قد يكون صغيراً في حجمه لكنه كبير في مضمونه وفي محتوياته الجيدة عربياً، هذا كتاب، هناك كتب أخرى صدرت بعضها وصلنا والبعض الآخر لا، هناك موقع على الإنترنت لأكثر من جهة، ولكن (الجزيرة) في صفحتها الرئيسية يمكن عبرها المرور إلى موقع على الإنترنت خاص بكأس العالم وأخبارها.

[موجز الأخبار]

بطولات كأس العالم منذ بدايتها

أيمن جاده: ها طبعاً هذه الصفحة الرئيسية لموقع (الجزيرة) الخاص بكأس العالم لكرة القدم، فيه الأخبار، فيه التطورات، فيه استبيانات ومنتديات ويستحق المتابعة.

الأخ يوسف بلحاج من وهران في الجزائر بعث يسأل عن الدول التي استضافت كأس العالم لكرة القدم منذ بدايتها وحتى يومنا هذا، ويسأل أيضاً عن الدول التي فازت بالكأس على مر تاريخ البطولة، التقرير التالي يتضمن الإجابة بإيجاز.

تقرير/أحمد عبد الله: عندما استضافت الأورجواي أول بطولة عام 1930م كان ذلك لأنها فازت بلقبين أوليمبيين قبلها، وحملت أول كأس للعالم على حساب جارتها الأرجنتين.

وجاء دور أوروبا فاستضافت إيطاليا النسخة الثانية عام 1934م وفازت بها أمام تشيكسلوفاكيا.

وفي عام 38 أصبحت فرنسا أول دولة مضيفة تخفق في إحراز اللقب الذي حافظت عليه إيطاليا أمام المجر كأول فريق يحتفظ بلقبه ويفوز خارج أرضه.

وفي عام 1950 استضافت البرازيل أول بطولة بعد الحرب العالمية الثانية لكن أورجواي فازت عليها في النهائي.

وفي العام 1954 احتضنت سويسرا البطولة، لكن ألمانيا فازت باللقب أمام المجر.

وفي العام 1958 احتضنت السويد البطولة ووصل فريقها إلى المباراة النهائية لكنه صُطدم بالبرازيل التي أصبحت أول من يفوز بالكأس خارج قارته.

وفي عام 1962 استضافت تشيلي الكأس العالمية واحتفظت البرازيل بلقبها.

وفي العام 1966 عادت نغمة الفوز للفرق المضيفة وأحرزت إنجلترا لقبها الوحيد حتى الآن على حساب ألمانيا بمباراة العارضة الشهيرة.

وفي 1970 أقيمت البطولة في المكسيك أما اللقب فذهب للبرازيل التي امتلكت كأس (جون ريميه) نهائياً بعد فوز ساحق على إيطاليا.

وفي 1974 استضافت ألمانيا المنافسة وفازت بالكأس أمام هولندا.

وفي العام 1978 استضافت الأرجنتين البطولة وفازت بلقبها.

وفي العام 1982 أقيمت البطولة في أسبانيا، لكن اللقب كان من نصيب إيطاليا، وعلى حساب ألمانيا.

وفي عام 1986 أصبحت المكسيك أول دولة تستضيف البطولة للمرة الثانية لكن أرجنتين (مارادونا) هي التي فازت باللقب أمام ألمانيا.

وفي عام 1990 استضافت إيطاليا البطولة للمرة الثانية، لكن ألمانيا ثأرت من الأرجنتين وانتزعت الكأس.

وفي عام 1994 استضافت الولايات المتحدة الأميركية البطولة التي تقرر مصيرها لأول مرة بضربات الترجيح لمصلحة البرازيل أمام إيطاليا.

وفي عام 1998 استضافت فرنسا البطولة للمرة الثانية وانتزعت اللقب للمرة الأولى بثلاثية نظيفة على حساب البرازيل.

أيمن جاده: الأخ المشاهد راشد عثمان من المملكة العربية السعودية بعث ببريد إلكتروني يسأل عن توقيت المباريات في كوريا واليابان، طبعاً لابد أن تتابع الصحف والكتب لتعرف الجدول الكامل لكن المباريات بتوقيت السعودية، توقيت قطر، توقيت معظم البلاد الشرقية العربية سيكون التاسعة والنصف صباحاً، الثانية عشر ظهراً، الثانية والنصف بعد الظهر، في بعض الأيام طبعاً يتفاوت، لكن معظم المباريات ستكون قد انتهت عند الخامسة مساءً حتماً.

الأخ عمرو شوقي من القاهرة في مصر بعث يسأل عن أعلى النتائج في تاريخ كأس العالم لكرة القدم بالذات في الأدوار النهائية، النتائج العالية كثيرة والتقرير التالي يلخصها لنا.


أعلى النتائج في نهائيات كأس العالم

تقرير/حسن طه: أن تشهد مباراة في كرة القدم كماً كبيراً من الأهداف لهو أمر ممتع حتماً، وهو يكون أكثر إمتاعاً كلما زادت حصيلة الجانبين، ولم يقتصر التهديف على جانب واحد فقط، وفي تاريخ كأس العالم حفلت مباريات كثيرة بالأهداف إلى حد التخمة، وأكثرها أهدافاً تلل التي انتهت بفوز النمسا على سويسرا المضيفة في بطولة العام 54 بـ7 أهداف مقابل 5 رغم أن الشوط الأول انتهى لمصلحة أصحاب الأرض بـ4 أهداف لهدفين، وتقاربها مباراة الدول الأول لبطولة العام 38 والتي انتهت بفوز البرازيل على بولندا بـ6 أهداف مقابل 5، إنما بعد وقت إضافي لإنتهاء الوقت الأصلي بـ4 أهداف لكل فريق، ثم يأتي فوز المجر على ألمانيا في الدور الأول لبطولة العام 54 بـ8 أهداف لـ3، وفوز فرنسا على الباراجواي العامة 58 بـ7 أهداف لـ3، وفرنسا على ألمانيا في البطولة ذاتها بـ6 أهداف لـ3 في مباراة تحديد المركز الثالث، كما لا ينسى الكثيرون فوز البرتغال على كوريا الشمالية بـ5 أهداف لـ3 العام 66، أما على صعيد النتائج الساحقة فالأعلى في كأس العالم على الإطلاق جرت العام 82 وانتهت بفوز المجر على السلفادور بـ10 أهداف لهدف وحيد، والمجر أيضاً على كوريا الجنوبية العام 54 بـ9 أهداف دون مقابل، ويوغسلافيا على زائير العام 74 بذات النتيجة، أما في التصفيات فإن فوز أستراليا على ساموا الأميركية بـ31 هدفاً دون مقابل هو الأعلى تاريخياً في إطار كأس العالم.

أيمن جاده: هذه طبعاً أبرز النتائج القياسية في تاريخ كأس العالم سواء النتائج الأعلى أو المباريات الأكثر أهدافاً، ونتمنى أن يستمر معدل الأهداف مرتفعاً في كوريا واليابان. سالم العمادي من دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بعث يسأل عن أصغر وأكبر اللاعبين في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، الحقيقة أن أصغر لاعب ظهر في كأس العالم على الإطلاق كان الإيرلندي الشمالي (نورمان وايد سايد) وبالذات عندما لعب ضد يوغسلافيا في كأس العالم في أسبانيا 82 وكان عمره 17 عاماً و41 يوماً، لكن أصغر لاعب فاز بكأس العالم لكرة القدم كان البرازيلي (بيليه) عندما كان في السابعة عشر من العمر و6 أشهر عام 58 أمام السويد وسجل هدفين في المباراة النهائية في (ستوكهولم) عام ذاك، أما أكبر لاعب في كأس العالم لكرة القدم فهو الكاميروني (روجيه ميلا) الذي كان أيضاً أكبر من سجل هدفاً في كأس العالم، وكان ذلك أمام روسيا في أميركا 94 بعمر 42 سنة و39 يوماً، أما أكبر فائز بكأس العالم فهو الحارس البريطاني الشهير (بير زوف) قائد إيطاليا عام 82 وكان في الأربعين من العمر وثلاثة أشهر.

مزيد من أسئلتكم والمزيد من إجاباتنا التي نحاول أن نقدم ما نستطيع منها بما يسمح به وقت هذه الحلقة، وإن كنا ننوي -إن شاء الله- أن نخصص حلقتنا القادمة أيضاً التي ستصادف أثناء كأس العالم للإجابة عن مزيد من أسئلتكم، الأخ المشاهد خالد محمد المبروك بو شوفا من سرت في ليبيا يسأل: كيف جرت سرقة كأس العالم لكرة القدم؟ الحقيقة إن هذا الأمر حدث أكثر من مرة ودائماً مع الكأس السابقة.. كأس (جون ريميه) كما يروي التقرير التالي:


سرقة كأس العالم

تقرير/طاهر عمر: غريبة هي قصة الكأس العالمية الأولى والتي حملت اسم رئيس الاتحاد الدولي وباعث مسابقة كأس العالم الفرنسي (جون ريميه)، قدم (جون ريميه) الكأس إلى الاتحاد الدولي لتكون مبتغى المنتخبات المتنافسة على المسابقة الجديدة والتي انطلقت عام 30 من القرن الماضي وكُتب لها التواصل إلى يومنا هذا، وقد مرت هذه الكأس بعدة فترات صعبة أولها حينما اندلعت الحرب العالمية الثانية واضطرت نائب رئيس الاتحاد الإيطالي لاخفائها تحت سريره خوفاً عليها من السرقة قبل أن يعيدها إلى المنافسة بعد 12 عاماً في مونديال عام 50، إلا أن ما سلمت منه الكأس أيام الحرب وقعت فيه أيام السلم، ففي نهائيات كأس العالم عام 66 في إنجلترا فوجئ الجميع باختفاء الكأس التي كانت معروضة في لندن ضمن معرض للطوابع البريدية، وكانت في انتظار انطلاق المنافسة، وبقى الجميع في ذهول بينما تولى بوليس (اسكوتلانديارد) عملية البحث عنها، وبعد عناء تم العثور عليها بفضل كلب دخل التاريخ، وقد وجدت الكأس مدفونة في حديقة تقع في إحدى ضواحي لندن، وتبين أن الرجل الذي سرق الكأس كان مهووساً بكرة القدم ومشجعاً متعصباً للمنتخب الإنجليزي، وربما كان يخشى أن تذهب الكأس للمنتخب البرازيلي الذي كان يسيطر آنذاك، فأقدم على سرقتها، وكلفه ذلك دخوله السجن حيث تابع فوز المنتخب الإنجليزي فيما بعد في الدور النهائي ضد ألمانيا من وراء القضبان، ولأن سلمت الكأس في المرة الأولى إلا أن الأيام أكدت أن لعنة السرقة تتابعها، فبعد أن فاز بها المنتخب البرازيلي للمرة الثالثة عام 70، بانتصاره الكاسح أمام إيطاليا وامتلاكها بشكل نهائي، واضطرار الفيفا إلى صنع كأس جديدة صممها الإيطالي (دي سيلفيو كازانيجا) وضعت الكأس في خزائن الاتحاد البرازيلي، لكن وبعد 13 عاماً بالضبط وتحديداً في العشرين من ديسمبر من عام 83 عادت لتختفي مجدداً ولكن بشكل نهائي، حيث سرقت من خزانة الاتحاد البرازيلي فشلت الشرطة في العثور على الجناة، وتبين فيما بعد أنها صهرت وتم بيعها في السوق السوداء على شكل سبائك، إلا أن الذاكرة بقيت حتى وإن تجسمها اليوم نسخة من نفس الكأس، حيث تم صنع نسخة منها في ألمانيا، وتم تسليمها إلى الاتحاد البرازيلي في منتصف عام 84، لتوضع تحت حراسة مشددة وهي موجودة هناك إلى الآن مخلدة ذكرى أفضل منتخب في تاريخ الكرة البرازيلية.

أيمن جاده: الذين يسرقون 4 أو 5 كيلو جرامات من الذهب لا يقدرون قيمة كأس العالم الحقيقية حق قدرها.

المشاهد رودلف الشامي من العاصمة اللبنانية بيروت، وأيضاً الأخ عبد المحسن العنزي من الكويت بعثا يسألان عن حصيلة المشاركات العربية في بطولات كأس العالم لكرة القدم، هذه المشاركات التي بدأت منذ عام 1934، وهي مستمرة في كوريا واليابان، والتقرير التالي يلخصها لنا بالإيجاز الممكن.


المشاركات العربية في بطولات كأس العالم

تقرير/حيدر عبد الحق: يتراوح الوجود العربي في نهائيات كأس العالم بين المشاركة للبعض وتحقيق نتائج جيدة للبعض الآخر، ونجحت ثماني دول في تمثيل الكرة العربية في كؤوس العالم هي مصر عامي 34 و90، والمغرب أعوام 70 و86 و94 و98، وتونس أعوام 78 و98 و2002، والجزائر عامي 82 و86، والكويت عام 82، والعراق عام 86، والإمارات عام 90، والسعودية أعوام 94 و98 و2002.

وكانت أول مشاركة لمصر عام 34 وتأهلت للنهائيات على حساب منتخب عربي آخر هو فلسطين وخرجت مصر حسب نظام كأس العالم آنذاك بخروج المغلوب بعد خسارتها أمام المجر بهدفين مقابل أربعة.

ثم توالت المشاركات العربية عن طريق المغرب الذي لعب 4 مرات في النهائيات العالمية وحقق إنجازاً في مونديال المكسيك 86 عندما بات أول فريق عربي يعبر حاجز الدور الأول، لكنه اصطدم بالفريق الألماني الغربي آنذاك وخرج بهدف متأخر من (لوثر ماتيوس) قبل نهاية المباراة بدقيقتين.

وحققت تونس أول فوز عربي في النهائيات، وكان ذلك في مونديال الأرجنتين 78، عندما تغلبت على المكسيك بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكنها فشلت في بلوغ الدور الثاني.

وحققت الجزائر أكبر المفاجآت العربية في كأس العالم عندما هزمت ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف واحد، وهي المباراة التي رد فيها الجزائريون على مدرب ألمانيا آنذاك (يور ديرفال) الذي صرَّح بأنه سيعود بأول قطار إلى ألمانيا في حالة خسارة منتخبه، لكنه لم يعد بعد الخسارة، والجزائريون لم يفرحوا كثيراً بفوزهم هذا عندما نفذ المنتخبان الألماني والنمساوي مؤامرة أقصت الفريق الجزائري إلى خارج الحدود الأسبانية، واحتجت الجزائر في اليوم التالي للاتحاد الدولي، لكنه لم يفعل شيئاً.

ولعبت الكويت وهي أول دولة خليجية تتأهل إلى كأس العام عام 82 أولى مبارياتها أمام تشيكوسلوفاكيا وتعادلت معها بهدف لمثله، ثم خسرت أمام فرنسا بهدف مقابل، 4 وفي المباراة الثالثة والأخيرة خسرت الكويت بصعوبة من إنجلترا بهدف دون مقابل.

وشارك العراق في نهائيات كأس العام 86 في المكسيك ورغم عروضه الجيدة التي قدمها إلا إنه خسر مبارياته الثلاثة أمام بارجواي بهدف دون مقابل، والمكسيك بنفس النتيجة وبلجيكا بهدف مقابل هدفين.

وكانت المشاركة الثانية لمصر في مونديال إيطاليا 90 أي بعد 56 عاماً من مشاركتها الأولى، وانتزعت تعادلاً ثميناً من هولندا ثم تعادلت في مباراتها الثانية مع جمهورية أيرلندا دون أهداف، وخسرت أمام إنجلترا بهدف دون مقابل.

ولم تكن مشاركة الإمارات الأولى في النهائيات العالمية عام 90 فعالة، فقد خسرت أمام ألمانيا بهدف مقابل 5 وكولمبيا بهدفين دون مقابل ويوغسلافيا بهدف مقابل 4

ومثلت السعودية العرب 3 مرات في النهائيات العالمية، كانت الأولى عام 94 في الولايات المتحدة الأميركية وشهدت أول لقاء عربي في النهائيات العالمية بلقاء السعودية مع المغرب، وأسفرت عن فوز السعودية بهدفين مقابل هدف واحد، لكنها خسرت أمام هولندا بهدف مقابل هدفين وحققت الفوز على بلجيكا بهدف دون مقابل للتأهل إلى الدور الثاني وتخرج أمام السويد بهدف مقابل ثلاثة.

وفي مونديال 98 لم يكن حظ المغرب كبيراً عندما خرج من الدور الأول رغم فوزه الكبير على اسكتلندا بثلاثة أهداف نظيفة، لكن فوز النرويج على البرازيل بهدفين مقابل هدف حرمها من التأهل.

وفي المونديال الفرنسي أيضاً لم تكرر السعودية إنجازها في البطولة الماضية واكتفت بتعادل أمام جنوب أفريقيا وخسارتين أمام فرنسا والدانمارك.

الممثل العربي الثالث في مونديال 98 المنتخب التونسي فشل هو الآخر في تجاوز حاجز الدور الأول، وخسر مبارتين أمام انجلترا وكولمبيا وتعادل أمام رومانيا.

[العرب في كأس العالم]

الفريق

تأهل

لعب

فاز

تعادل

خسر

نقاط

مصر

2

4

2

2

2

الجزائر

2

6

2

1

3

7

السعودي

3

7

2

1

4

7

المغرب

4

13

2

4

7

10

تونس

3

6

1

2

3

5

الكويت

1

3

1

2

1

العراق

1

3

3

الإمارات

1

3

3

[فاصل إعلاني]

أيمن جاده: البعض يسأل -على الهواء- البعض يسأل طبعاً عبر البريد الإلكتروني والبريد العادي و الفاكس على سبيل المثال الأخ مودي ولدبمبا من موريتانيا يقول: هل سيكون هناك للجو تأثير على المستوى الفني واللمسات التي تضفي نكهة يكاد يتميز بها كأس العالم حيث الجو في آسيا يختلف عن أي جو أقيم فيه كأس العالم حتى الآن؟ الحقيقة الجو حتى الآن؟ الحقيقة الجو حتى أرضية الملاعب يعني أحد لاعبي إنجلترا أعتقد (ديفي شلنجهام) صرح اليوم بأن العشب في الملاعب هناك أطول من المعتاد وأكثر غزارة وكثافة مما سيعيق حركة الكرة بعض الشيء طبعاً عما تعود عليه الأوروبيون ويبطئ من اللعب، وقال: إن هناك نسبة رطوبة عالية في الجو ستساعد أهل أميركا الجنوبية أكثر. هذه آراء طبعاً ولكن لا أعتقد أن أثرها سيكون ظاهراً أو جوهرياً. الأخ زياد الشامي من العاصمة الأردنية عمان بعث يسأل عن أكبر المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم. طبعاً المفاجئة هي كلمة نسبية بحسب وجهة النظر التي تتعلق بها، ولكن هناك مجموعة من المفاجآت التي تجمع عليها آراء الملاحظين والمراقبين عبر تاريخ البطولة وتبدأ ربما بعد الحرب العالمية الثانية عندما بدأت تعرف الفرق الأقوى والمدارس الأعراق في كرة القدم ويتحدد الأبطال، نتابع ها التقرير الذي يروي هذه المفاجآت.


كبرى المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم

تقرير/ حمد جاسم: عندما شاركت إنجلترا الأول مرة في كأس العالم وكان ذلك في بطولة 1950 اعتبرها الكثيرون المنافس الأقوى للبرازيل المضيفة، ولكن لفرط السخرية فإن كليهما لم يكن الفائز باللقب، وكان السبب الجوهري وراء إقصاء انجلترا المبكر هزيمتها غير المتوقعة أمام الولايات المتحدة الضعيفة التي فازت بهدف مقابل لا شيء، وفي زمن لم تكن فيه إنترنت أو أقمار صناعية فإن مسؤولو تحرير الصحف الإنجليزية في إنجلترا أن ثمة خطأ مطبعياً في التلجرافات التي تحمل النتيجة فأضافوا واحداً إلى الصفر الإنجليزي، وكتبوا أن انجلترا فازت 10 مقابل 1، فأصبحت الفضيحة اثنتين.

وفي ختام تلك البطولة التي أقيم دورها النهائي بطريقة الدوري التقت البرازيل مع الأُروجواي وكانت المرة الوحيدة التي يمكن أن تنتهي فيها المباراة الأخيرة بالتعادل الذي كان سيضمن الكأس للبرازيل التي تقدمت في مستهل الشوط الثاني بهدف، لكنه لم يكن كافياً، لأن الأروجواي ردت بهدفين متأخرين ضمنا لها إحراز الكأس وسط بحر من الدموع البرازيلية فيما عرف بمأساة الماركانا. وفي عام 54 تفوقت المجر بقيادة (بوشكش) و(كوتشش) و(هيدكوتي) على ألمانيا في الدور الأول بثمانية أهداف لثلاثة في مباراة لم يشرك فيها الألمان كل نجومهم، والتقى الفريقان مجدداً في المباراة النهائية وتقدمت المجر بهدفين في أول عشر دقائق وبدا أن البطل الأولمبي والفريق الذي لم يهزم منذ سنتين والذي سحق إنجلترا مرتين سوف يحمل كأس العالم وفق معظم التوقعات، لكن ألمانيا سجلت مرتين في الشوط الأول وثالثة في الدقائق الأخيرة، بينما اعتبر حكم الساعة ومساعده (بوشكش) متسللاً وربما لم يكن كذلك في الهدف الذي أحرزه لتنتهي المباراة ألمانية بثلاثة أهداف لهدفين، ويحمل قائدها (بريس فالتر) كأس العالم وسط ذهول الجميع.

وتوقفت المفاجآت الضخمة قليلاً إلى أن جاءت كأس العالم عام 66 وكانت أضخم مفاجأتها الفوز الذي حققته كوريا الشمالية على إيطاليا بهدف وحيد مما أدى لإقصاء الإيطاليين وتأهل الكوريين كأول فريق آسيوي يعبر إلى الدور الثاني، ومضى وقت آخر خلا من المفاجأة الكبيرة وإن لم يخلو من الإثارة حتى جاءت بطولة عام 82 في أسبانيا حينما نجحت الجزائر في صدم ألمانيا بهدفين مفاجأة هدف واحد، محققة مفاجئة ضخمة، ولم يكن فوز إيطاليا وإقصاؤها البرازيل التي كان يكفيها التعادل وبثلاثة أهداف من إمضاء (باولو روسي) مقابل هدفين أقل وقعاً.

وبافتتاح كأس العالم في إيطاليا 90 سجلت الكاميرون مفاجأة من العيار الثقيل عندما فازت بعشرة لاعبين على الأرجنتين حاملة اللقب بهدف وحيد.

ولم تتوقف المفاجآت وإن تغير حجمها مثل فوز بلغاريا وإقصائها ألمانيا في بطولة 94 بهدفين لهدف، وكانت أكبر المفاجآت آنذاك فوز المنتخب السعودي في مشاركته الأولى على منتخب بلجيكا وصيف بطل أوروبا 80 ورابع الكأس 86 لم تكن المفاجأة في مجرد الفوز، ولكن أيضاً بالطريقة التي جاء بها هدف الفوز من إمضاء سعيد العويران حيث نقل الهدف -الذي اعتبره المراقبون أفضل ما في البطولة- نقل المنتخب السعودي إلى الدور الثاني.

وفي بطولة 98 كان فوز كرواتيا وإقصاؤها ألمانيا وبنتيجة قاسية وبثلاثة أهداف نظيفة مفاجأة للكثيرين، وحتى نهائي فرنسا 98 كان يحمل طعم المفاجأة -إن لم يكن بفوز فرنسا المضيفة فبخسارة البرازيل الثقيلة بثلاثة أهداف نظيفة هي أقسى ما تعرض له فريق السامبا في تاريخ مشاركاته في النهائيات، ويستمر مسلسل المفاجآت طالما استمرت كأس العالم.

أيمن جاده: الحقيقة سؤال من طارق نجد عبر الإنترنت يقول: ما هي كؤوس العالم التي حدث فيها تسجيل العدد الأكبر من الأهداف؟ كبطولة طبعاً عام 1954 معدل الأهداف كان الأعلى 5.4 أهداف تقريباً في المباراة الواحدة، ولكن في عام 98 في فرنسا 171 هدفاً هو الرقم الأكبر، إنما من عدد أكثر من المباريات. محمد عبد النبي من البريقة في ليبيا ومحمد عاشور من حلب في سوريا بعث يسألون ما هي أهم مباراة في الدور الأول في كوريا واليابان في هذه البطولة؟ طبعاً هناك إجماع على أنها مباراة الأرجنتين وإنجلترا، وخصوصاً أن تاريخ لقاءات للفريقين يحمل الكثير، التقرير التالي يلقي ضوءاً حول ذلك.


أهمية مباراة الأرجنتين وإنجلترا في نهائيات كوريا واليابان

تقرير/ زياد طروش: وضعت قرعة كأس العام في كوريا الجنوبية واليابان منتخبين إنجلترا والأرجنتين في مجموعة واحدة هي المجموعة السادسة التي تضم أيضاً كلاً من نيجيريا والسويد، وقد سبق للمنتخبين أن التقيا 4 مرات من قبل في نهائيات المونديال، وحسم التعادل نتيجة هذه المواجهات بانتصارين لكل منهما، عام 1962 في تشيلي أطاح المنتخب الإنجليزي بخصمه ثلاثة أهداف لهدف، ورغم أن الإنجليز لم يحملوا إلى ذلك الحين في سجلهم أكثر من بلوغ ربع نهائي مونديال 1958 مقابل خوض الأرجنتينيين لنهائي أول مونديال في الأوروجواي عام 30 إلا أنهم تمكنوا من إلحاق هزيمة كبيرة بالأرجنتين مستعينين في ذلك بمهارات ثلاثة يحلمون الاسم ذاته (بوبي شارتون)، (بوبي ربسون) و(بوبي مور) ثاني اللقاءات بين المنتخبين في النهائيات كانت بعد ذلك في مونديال إنجلترا عام 66 ضمن الدور الربع النهائي، هذه البطولة التي كان البرتغالي (أوزيبيو) والإنجليزي (بوبي شارتون) نجميها على الإطلاق نجح أصحاب الأرض خلالها في تحقيق ثاني انتصار لهم على الأرجنتينيين بفضل هدف (جوف هارست) في الدقيقة 78 فاتحاً بذلك الطريق أمام منتخب إنجلترا لمواصلة حملته إلى النهائي وتسلم أول لقب له في تاريخ كأس العالم من يدي الملكة (إليزبيث الثانية).

إلى هذا الحد لم تكن الأرجنتين سوى منتخب عادي غير منتظيم النتائج والمشاركات في المونديال، لكن عقدي السبعينات والثمانينات غير الكثير من ملامح هذا الفريق، وفي خارطة كرة القدم العالمية بشكل عام، وفي كأس العالم بالمكسيك عام 86 وقف العالم عند ولادة الأرجنتين الحديثة، لكن هذه الولادة لم تكن باليسر لولا أنها حملت في الوقت نفسه مقدم نجم جديد في سماء كرة القدم (دييجو أرماندو مارادونا) فمن لا يذكر هدفيه الرائعين ضد بلجيكا في الدور نصف النهائي، ومن لا يذكر تلك الثنائية الخالدة في الدور ربع النهائي أمام إنجلترا والتي حتمت على الإنجليز مغادرة البطولة عند هذا الحد، فالهدف الثاني (لمارادونا) في الدقيقة الحادية والخمسين يظل لوحة نادرة في متحف الذاكرة الكروية العالمية. كما أن هدف الشيطان القصير الأول لا يقل خلوداً عن الثاني، كيف لا وقد اعتمد فيه (مارادونا) على مهارة يده للتمويه على الحكم التونسي علي بن ناصر، ورغم نجاح (جاري لينكر) في تذليل الفارق قبل عشر دقائق من نهاية المباراة غير أن الأرجنتين كررت ما فعلته إنجلترا معها عام 66 لتفوز بلقب كأس العالم.

آخر المواجهات بين المنتخبين في المونديال كانت هي الأخرى في ربع نهائي آخر كأس عالم في القرن العشرين، ذاك الذي احتضنته فرنسا عام 98، هذه المباراة وبشهادة الكثيرين كانت عرضاً متميزاً لكرة القدم الخالصة وخاصة في شوطها الأول، هدف (لباتستوتا) منذ الدقيقة السادسة من ركلة جزاء، وآخر (لشيرر) بعد أربع دقائق بنفس الدقيقة، قبل أن يسجل المهاجم (مايكل أوين) في الدقيقة السادسة عشر واحداً من أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم. لكن الشوط الأول أبى أن ينتهي لصالح أحد المنتخبين فعادل (خافير زينتي) النتيجة في الوقت بدل الضائع من ركلة حرة. دراما هذه المباراة تشكلت في الشوط الثاني حيث طرد صانعوا ألعاب انجلترا (ديفيد بيكهام) منذ استئناف اللعب بعد اعتدائه على (دييجو سميوني) ولم يتقر مصير المتأهل إلى نصف النهائي إلا بواسطة ركلات الترجيح التي فازت بها الأرجنتين في الختام بأربع ركلات لثلاث، إذن سيكون لقاء المنتخبين في السابع من يونيو المقبل باليابان خامس مواجهة بينهم في نهائيات كأس العالم والثانية لهما في الدور الأول، فهل يحضر حسن الأداء والإثارة أما ستكون الدراما هي سيدة الموقف؟

[المواجهات التاريخية في نهائيات كأس العالم]

الأوروغواي – البرازيل

-لتقيا مرتين من قبل

-فاز كل منهما في مباراة

-اعرض نتيجة كانت للبرازيل 3-1 أي نصف نهائي المكسيك 1970

-تقابلا في نهائي بطولة البرازيل 1950 وفازت الأوروغواي 2-1

البرازيل – إيطاليا

-التقيا 5 مرات

-فازت البرازيل في ثلاث مباريات مقابل انتصارين لإيطاليا

-أعرض نتيجة كانت للبرازيل 4-1 في نهائي المكسيك 70

-التقيا في الدور النهائي مرتين (1970 و1994) وآلت فيهما الغلبة للبرازيل.

إنكلترا – ألمانيا

-التقيا 4 مرات

-فازت ألمانيا في مبارتين مقابل انتصار واحد لإنكلترا وتعادلا في مباراة

-أعرض نتيجة كانت لإنكلترا 4-2 في نهائي إنكلترا 1966

-تقابلا في الدور النهائي مرة واحدة (1966) وآلت الغلبة لإنكلترا

أيمن جاده: وتخيلوا أن البرازيل وألمانيا لم تتقابلا أبداً في إطار نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ربما يحدث هذا هذه المرة. الحديث عن الأهداف وبالذات يعني أهداف الأرجنتين أمام إنجلترا هناك أسئلة كثيرة عنها على سبيل المثال سلطان فايز الأحمدي من المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية يسأل عن هدف (مارادونا) الشهير بيده، الهدف الأول على إنكلترا عام 86، غانم النعيمي من البحرين يسأل عن هدف (مارادونا) الثاني أمام إنجلترا في تلك المباراة التي صنف كأفضل هدف ربما في تاريخ البطولة. التقرير التالي يروي الحكاية باختصار وسنتوقف عندها مجدداً بعد هذا التقرير.

تقرير/ طاهر عمر: قال (مارادونا) إنها يد الله، وقال الإنجليز إنها يد الشطان، وقال عشاق النجم الأرجنتيني السابق إنها من صنع العباقرة ولا يمكن أن نحكم عليها بما تفرضه المبادئ والأخلاق، صحيح هي خدعة وغش خرج بها (مارادونا) من صف الخيرين إلى صف الأشرار -كما قال البعض- لأن ما ارتكبه كان عملية نصب وغش في حق الحكم التونسي علي بن ناصر وفي حق منافسيه في المنتخب الإنجليزي، وفي حق الجماهير وملايين المشاهدين عبر الشاشات، وكذلك في حق الأخلاق والروح الرياضية وهو تصرف لا يليق بلاعب مثله، إلا أن 4 دقائق فقط كانت كفيلة بأن يعيد (مارادونا) نفسه إلى القلوب ويكفر عن ذنبه وذلك عندما سجل هدفه التاريخي الثاني بعد سلسلة من المراوغات ستظل لقطاتها مرجعاً للاعبي الكرة، ومثالاً حياً لمدى إبداعات هذا العبقري، فقد راوغ (مارادونا) نصف لاعبي المنتخب الإنجليزي بمن فيهم الحارس (شلتون) وقال البعض بأن النجم الأرجنتيني راوغ يومها 15 مليون دولار وهي قيمة اللاعبين الذين راوغهم صانعاً فوز منتخب بلاده بهدفين لهدف واحد، ونسي الجميع عملية الغش التي سبقت هذا الهدف لتبقى تلك العملية المشهودة ذكرى يتندر بها البعض ويذكرها البعض للقدح أو للذم في شخصية هذا النجم المشاكس، بينما يعتبر عشاق (دييجو مارادونا) إنها إبداع، والإبداع فن، والفن قد لا يخضع حتماً لحكم المبادئ والأخلاق.

أيمن جاده: للمزيد من الحديث عن هدف (مارادونا) الشهير بيده الأول أمام انجلترا عام 86 معي عبر الهاتف من تونس حكم تلك المباراة، الحكم الدولي التونسي المعروف السيد علي بن ناصر، سيد بن ناصر ماذا تخبرنا يعني عن ذلك الهدف؟ ماذا بقي في ذاكرتك؟ وماذا دار حوله؟ وكيف وزعت المسؤولية بينك وبين مساعدك الروسي في تلك المباراة؟

علي بن ناصر: بعد التحية أخ أيمن لسيادتكم ولجميع المشاهدين.

أيمن جاده: حياكم الله.

علي بن ناصر: بأشرح هنا في الموضوع أن قبل كل كأس عالم كانت تعطى تعليمات للحكام كيفية التطبيق وكيفية العمل، فالتعليمات اللي ما كانش فيه آنذاك اختصاص فيما يخص مساعد الحكم، فكنا نقف كحكم ساحة كحكم خط، وكانت تعليماتنا أن الأفضل موقع وأفضل وينظر للعملية لابد أن يخبر زميله اللي يكون في وسط الميدان، فكان معاي في المقابلة كان الأخ من بلغاريا، وهو (دوتشير) ثم كان واحد من كوستاريكا، فكانت تعليماتنا صارمة.

أيمن جاده: نعم.. نعم، بلغاريا نعم.

علي بن ناصر: ولو.. لو تتأكد في العملية وتنظر أني لما كنت راجع إلى.. وكنت سيادتكم تعلق على المقابلة هذه إذا كان ذاكراتي طيبة، لما أنا راجع من وسط الميدان كنت دائماً أنظر إلى مساعدي لعل يراجع الصورة، لكان.. لأن كان لي شك بأن الهدف سُجِّل بطريقة غير شرعية 100%، لكن لم.. لم أشاهد العملية بالضبط، لكن بخبرتي المتواضعة قلت دليلي وإحساسي أن فيه شك، مساعدي التقينا في نصف الميدان، وأكد لي أن الهدف شرعي لا غبار عليه، وأُجبرت على إعادة.. على احتساب هذا الهدف (…)، وكما تعلم سيادتكم أن…

أيمن جاده: يبدو أننا فقدنا الاتصال بالحكم الدولي التونسي علي بن ناصر، الذي كان يحدثنا عن ذلك الهدف الشهير بيد (مارادونا).

لدينا سؤال عبر الإنترنت من الأخ عماد محمد محمود من فلسطين يقول: ما هو أسرع هدف في تاريخ المونديال، وما أجمل هدف؟

قضية الأجمل اتركها لنا قليلاً، بالنسبة للأسرع الحقيقة هناك اختلاف بين المصادر، هناك من يقول إن هدف التشيكي (ماسك) أمام المكسيك عام 62 في تشيلي بعد خمس عشرة ثانية سجل، وفازت المكسيك وقتذاك 3/1، وهناك من يقول من المصادر وأغلبها يجمع على أن هدف الإنجليزي (برايا روبسون) ضد فرنسا في أسبانيا 82 هو الأسرع بعد 27 ثانية من البداية، وفازت إنجلترا بهدفين مقابل هدف واحد، طالما نتحدث عن الأهداف وعملية الغش التي ارتكبها (مارادونا)، ثم الإبداع الذي ارتكبه، أيضاً هناك من يسأل عن المؤامرة الشهيرة تحديداً عبد المجيد العنيزي من الجريات في المملكة العربية السعودية، وعبد الرحمن زيد العامر من الرياض أيضاً في السعودية يسألان عن مؤامرة النمسا وألمانيا لإقصاء الجزائر عن كأس العالم في أسبانيا 82، التقرير التالي يلخص الحكاية.


مؤامرة النمسا وألمانيا لإقصاء الجزائر عن كأس العالم 82

تقرير/ منقذ العلي: المكان مدينة (خيخونيا) الأسبانية، والزمان صيف عام 1982م، والعالم يتابع بشغف الحدث الأهم كروياً نهائيات كأس العالم، ومن بين كل المباريات والمجموعات كانت الأنظار العربية منها بشكلٍ خاص تتجه نحو المجموعة الثانية، حيث المنتخب الجزائري بنجومه الذين دخلوا ذاكرة التاريخ أمثال (الأخضر بلومي) و(جمال عصاد) و(رابح ماجر) وغيرهم، فاجأوا العالم بفوز مستحق على المنتخب الألماني بهدفين لهدف في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة، ورغم سقوط المنتخب الجزائري أمام النمسا بهدفين، إلا أن فوزه المتأخر في المباراة الثالثة على تشيلي بثلاثة أهداف لهدفين رفعت رصيده إلى ست نقاط، وبات على أعتاب الانتقال إلى الدور الثاني بانتظار المباراة الختامية في الدور الأول بين ألمانيا والنمسا، وهنا كانت المؤامرة وكان الخذلان، فكيف كانت الوقائع والاحتمالات؟ المباراة المؤامرة الهدف جاء فيها في الدقيقة العاشرة عن طريق (هروبتش) لمصلحة ألمانيا، وبعدها لعب سلبي، لأن النتيجة تؤهل الفريقين وتستبعد الجزائر، فلو أن المباراة انتهت بالتعادل بين ألمانيا والنمسا لتصدرت الجزائر المجموعة 3 النمسا بفارق هدف عن ألمانيا، ولو أن النمسا فازت لتصدرت المجموعة وتأهلت مع الجزائر، فيما ألمانيا يتوقف رصيدها عند ثلاث نقاط، وبالمقابل لو أن ألمانيا فازت بأكثر من هدفين لتصدرت ألمانيا المجموعة وتأهلت تلتها الجزائر بفارق التسجيل أو الأهداف إذا ما تجاوزت حصيلة الفوز الألماني ثلاثة أهداف، لكن فوزاً ألمانياً بهدف أو بهدفين كان كفيلاً بضمان تأهل ألمانيا والنمسا معاً وإخراج الجزائر من البطولة رغم تحقيقها ست نقاط من فوزي في الدور الأول ليكون المنتخب الجزائري الضحية أول فريق في نهائيات كأس العالم يحرز ست نقاط كاملة ولا يتجاوز الدور الأول، واشتكت الجزائر دون جدوى، والحكم الإسكتلندي (روبيرا فالنتاين) والعالم يراقب ولا يملك الدليل الحسي رغم قناعة الجميع بما فيهم أشهر نجوم الألمان الذين يعترفون بعد سنوات أن ما حدث كان مؤامرةً ومهزلة.

فرانز بيكنباور (في حوار سابق مع برنامج حوار في الرياضة): نعم، لقد كنت شاهداً، كنت في الملعب وشاهدت المباراة، كان عاراً وكارثة بالنسبة لألمانيا وللنمسا، وأنا مازلت أرى الأسبان الذين كانوا يلوحون بأعلامهم البيضاء و.. والذي يعني أخرجوا من الملعب بالعرف الأسباني، كانت فعلاً عار كبير لكرة القدم الأوروبية، وبالطبع الجزائر بالطبع كانت.. كان الفريق الذي.. الذي غادر البطولة بسبب هذه المباراة النمسا ضد ألمانيا، وكانت نقطة سوداء في تاريخ كرة القدم الألمانية.

منقذ العلي: المؤامرة على الجزائر تذكرنا بتآمر الأرجنتين مع بيرو عام 78 على حساب البرازيل عندما احتاجت الأرجنتين مستضيفة البطولة إلى ستة أهداف كي تتأهل، فكان أن تلقتها شباك البيرو كاملة غير منقوصة، فيما أعين البرازيل تتفرج، ونتساءل: أعين من ستتفرج في الأيام القادمة على تواطؤ ذليل ينهي أحلام منتخب جدير بالتأهل تطيح به مؤامرات المتآمرين، ودائماً بعيداً عن طائلة العقوبات؟

أيمن جاده: سؤال عبر الإنترنت، ما هي كؤوس العالم التي شهدت أكبر عدد من أعمال الشغب قامت بها الجماهير؟ من طلال علي، لم يحدد بلده.

طبعاً في فرنسا 98، أيضاً في إيطاليا 90، الجمهور الإنجليزي في المقام الأول، الجمهور الألماني في المقام الثاني، والهولندي في المقام الثالث، كانت هي مسؤولة عن أعمال الشغب، قبل ذلك كانت أحداث العنف داخل الملعب مثل معركة (بوردو) في فرنسا، معركة (برن) في سويسرا 54، ومعركة (سانتياجو) في تشيلي 62 سواءً بين البرازيل والمجر أو بين إيطاليا وتشيلي، وعمليات اللكم والضرب بين اللاعبين وصولاً إلى حجرة الملابس مما دعا البعض طبعاً لإيقاف كأس العالم، ولم يتحقق هذا الاقتراح بالفعل.

الأخ عماد عقاد من حلب في سوريا بعث يسأل عن كيفية توزيع مقاعد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم سواءً الآن مع اثنين وثلاثين منتخباً أو قبل ذلك عندما كانت البطولة تقتصر على 24 أو 16 منتخباً؟ التقرير التالي يقدم الإجابة.


كيفية توزيع مقاعد المنتخبات في نهائيات كأس العالم

تقرير/ لطفي الزعبي: منذ انبعاث فكرة (جون ريميه) للوجود بإقامة بطولة تجمع منتخبات العالم قاطبة عام 30 في الأوروجواي، تم يومها فسح المجال أمام جميع الاتحادات العالمية للمشاركة من دون تصفيات، فشارك في النهائيات ثلاثة عشر منتخباً، واستمر الحال كذلك حتى عام 66، حيث مثلت أوروبا تسعة منتخبات، ثلاثة لأميركا الجنوبية، مقعد لشمال ووسط أميركا، في كأس العالم عام 66 في إنجلترا تم زيادة عدد المنتخبات إلى ستة عشر منتخباً، عشرةٌ من أوروبا، فيما حصلت أفريقيا وآسيا أوقيانوسيا على مقعدٍ مشترك، وثلاثة لأميركا الجنوبية، وواحد للبطل وآخر للمنظم.

تغير الحال عام سبعين حيث أصبح هناك مقعد مخصص لآسيا وآخر لأفريقيا، ومثله لوسط وشمال أفريقيا، وثلاثة لأميركا الجنوبية، وثمانية لأوروبا، بالإضافة لمقعد للبطل وآخر للمنظم، واستمر الحال كذلك حتى عام 82 حيث تم زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى أربعةٍ وعشرين منتخباً قسمت على النحو التالي: مقعدان لآسيا وأوقيانوسيا، ومثلها لأفريقيا، وكذلك الحال لوسط وشمال أميركا، وأربعة مقاعد لأميركا الجنوبية، وعشرة مقاعد لأوروبا، ومقعد للبطل وآخر للدولة المنظمة، واستمر العمل بهذا النظام حتى عام 94، التغيير الجذري كان في بطولة كأس العالم في فرنسا عام 98، فقد تم زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى اثنين وثلاثين منتخباً وزعت على الشكل التالي:

خمسة لأفريقيا بعد ما شهدت من تطور وحضور لمنتخباتها في كأس العالم، وأربعة مقاعد لأميركا الجنوبية، وأربعة ونصف لأوقيانوسيا وأميركا الجنوبية، وثلاثة مقاعد ونصف في آسيا، وواحدٌ للبطل وآخر للمنظم، وأربعة عشر مقعداً لأوروبا. أما الآن في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 فقد اتبع نفس النظام، فأصبح لآسيا بعد جولة من الاحتجاجات والتهديد بالانسحاب من البطولة أربعة مقاعد ونصف بدل ثلاثة ونصف تشمل المضيفين، وخمسة مقاعد لأفريقيا، وأربعة مقاعد ونصف لأميركا الجنوبية مع أوقيانوسيا، وثلاثة للكونكاكاف، وواحد للبطل، ومقعدان للدولتين المنظمتين، وثلاثة عشر مقعداً لأوروبا، بالإضافة لنصف مقعد تقاسمته مع آسيا، لكن الأمر يدعوا للتساؤل حول الضوابط لهذا التوزيع؟ فالأفضلية للمنتخبات الأوروبية بحكم سيطرتها على الفيفا، وكثرة المنتخبات الجيدة لها، وتفوقها العددي على أميركا الجنوبية منافستها على اللقب، ففي حين وصل عدد الاتحادات الأوروبية إلى حوالي الخمسين فإن لأميركا الجنوبية عشرة اتحادات.

النقطة الثانية تتعلق بمراعاة مستويات القارات الأخرى من الناحية الفنية، ثم هناك فكرة كان قد طرحها الفرنسي (روبير جوان) أحد أهم الشخصيات التي تولت رئاسة الفيفا، تتعلق بأهمية زيادة عدد الدول المشاركة وحتى الضعيفة منها من أجل زيادة رقعة انتشار اللعبة، مع إعطاء المزيد من الفرص للمنتخبات الضعيفة، من جهة أخرى يرى البعض أنه لابد من منح الفرصة للأقوياء، والأقوياء فقط من أجل التمتع بفنون اللعبة، وإن كان الرأي هو الأمثل، لكن العاطفة تجرفنا نحو تمثيل لمنتخباتنا العربية في هذا الحدث العالمي الكبير بعيداً عن المستويات الفنية آملين تحسين مستوى الكرة العربية.


أجمل أهداف كأس العالم في القرن العشرين

أيمن جاده: عدد كبير منكم الوقت لا يسمح بذكر أسمائهم طلب أجمل عشرة أهداف في القرن العشرين، وبالذات في كأس العالم لكرة القدم، نشاهد حسب اختيارنا واختيار الكثير من المراقبين، نبدأ أولاً بأجمل فرصة ضائعة قبل الأهداف كانت للبرازيل أمام أوروجواي في نصف نهائي كأس العالم، 70، تمريره من (توستاو) إلى (بيليه) الذي انفرد بحارس المرمى الجوايامي (مازوكوفتش) وهرب باتجاه معاكس للكرة، مما جعل الحارس حائراً أين ذهب (بيليه) وأين ذهبت الكرة؟ ثم صوب (بيليه) الكرة ومرت بجانب القائم نادماً على إحدى أجمل اللقطات التي قام بها لاعب في كرة القدم، وفازت البرازيل بثلاثة أهداف لهدفين.

في المرتبة العاشرة هدف (مايكل أوين) اخترناه أمام الأرجنتين لحساب إنجلترا في كأس العالم في فرنسا 98، وانتهت المباراة لمصلحة الأرجنتين في النهاية بركلات الترجيح بعد التعادل بهدفين.

في المرتبة التاسعة هدف الألماني (فرانس بيكنباور) ضد سويسرا في كأس العالم 66 في إنجلترا، وكان أحد الأهداف الأربعة النظيفة التي فاز بها الألمان وسجله (بيكنباور) بانسيابية وبكرة واحد اثنين.

في المرتبة الثامنة هدف البرازيلي (درسيو) ضد إيطاليا في كأس العالم في الأرجنتين 78 في مباراة المركز الثالث التي انتهت برازيلية بهدفين لهدف واحد وبتسديدة مقوسة من جانب منطقة الجزاء ومن خمسة وعشرين متراً.

في المرتبة السابعة هدف البرتغالي (جوزيفيو) في مرمى البرازيل في الدور الأول لكأس العالم 66، وفازت البرتغال بثلاث إصابات لواحدة كانت تلك أجملها للفهد الموزمبيقي (جوزيفيو).

وفي المرتبة السادسة هدف الإنجليزي (سير بوبي تشارتون) أمام المكسيك في الدور الأول لكأس العالم 66 أيضاً، وانتهت تلك المباراة بهدفين إنجليزيين بعد انطلاقةٍ طويلة وتسديدة مستقيمة من (تشارتون) إلى المقص الأيمن لمرمى (كاربهال) الحارس المكسيكي الأكثر ظهوراً في نهائيات كأس العالم.

في المرتبة الخامسة هدف الهولندي (دينيس بيركام) ضد الأرجنتين، هدف الفوز بهدفين لواحد في كأس العالم 98 في فرنسا بعد تمريرة لخمسين متراً استقبلها (بير كام) وسيطر عليها داخل منطقة الجزاء، ولعبها بظاهر القدم في المرمى.

في المرتبة الرابعة هدف قائد البرازيل في كأس العالم 70 في المكسيك (كارلوس ألبرتو)، الهدف الرابع مقابل هدف لإيطاليا أحرزه البرازيل (كارلوس ألبرتو) إثر تمريرة ذكية من (بيليه)، وجاء اللاعب مندفع من الخلف ليحرز الهدف.

في المرتبة الثالثة هدف الهولندي (أري هان) من ثمانية وثلاثين متراً في مرمى الإيطالي (زوف) في كأس العالم في الأرجنتين 78.

وفي المرتبة الثانية هدف ليس من كأس العالم، ولكن من التحضير لها في دورة فرنسا الدولية عام 97، هدف (روبرتو كارلوس) من أفضل ضربة حرة في القرن العشرين ضد الفرنسي (بارتيز) في مباراة انتهت متعادلة بهدف لهدف، ولكن بطريقة رائعة وكرة مقوسة ظهر بدايةً أنها إلى خارج المرمى قبل أن تلامس القائمة والشباك.

وفي المرتبة الأولى بالطبع هدف الأرجنتيني (دييجو أرماندو مارادونا) الثاني ضد إنجلترا في كأس العالم 86، الدور ربع النهائي بعد ما راوغ أربعة لاعبين مدافعين إنجليز وحارسهم، وسجل الهدف الشهير.

هذا ما سمح به الوقت، نلقاكم الأسبوع بعد القادم إن شاء الله.