قيصر طراد - ناشط إسلامي - موعد في المهجر
موعد في المهجر

قيصر طراد

تستضيف الحلقة رئيس جمعية الصداقة الإسلامية في أستراليا قيصر طراد الذي وصفه قاض في المحكمة العليا عام 2009 بأنه يحمل أفكارا خطرة يمكن وصفها بالعنصرية.

– مواجهة التعصب بالنقاش والجهل بالتوعية
– شمعة من أجل السلام والتعددية والتسامح

مواجهة التعصب بالنقاش والجهل بالتوعية

قيصر طراد
قيصر طراد
 

المعلق: يتسع الأفق بقدر اتساع الرؤية وبعد أحداث سبتمبر 2001 في نيويورك ضاقت الرؤى والصدور في العالم الغربي كله، حتى هنا في سيدني الأسترالية المدينة التي بنيت قبل قرنين ونيف من الزمان على مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر غدت الاحتكاكات العنصرية تتصاعد بين المسلمين وهم أقلية كبرى في المدينة وبين ذوي الأصول الأوروبية وهم من يعتبرون أنفسهم أهل أستراليا والأحق بها، احتكاكات رمت بشرر حارق على الجميع ولم تستثن رجلا يقول ليل نهار إنه مع تعددية أستراليا وتعايش أعراقها وأديانها بل وملحديها معا، رجل مثل اللبناني قيصر طراد الذي وصفه قاض في المحكمة العليا الأسترالية منتصف عام 2009 بأنه يحمل أفكارا خطرة يمكن وصفها بالعنصرية لأنه قال جهرا إن الإسلام لا يقبل بعض ما يجيزه القانون الأسترالي، ولكن قيصر لم يتوقف لحظة منذ ذلك الحين عن التحدث إلى المجتمع الأسترالي عبر كل وسائل الإعلام المتاحة شارحا أنه لم يدع يوما إلا إلى مكارم الأخلاق دون أن ينكر حق الاستراليين أن يعيشوا الحياة التي يرونها أكثر ملاءمة لهم على أن يحتفظ هو بحقه في نقد تلك الحياة واقتراح البدائل التي يراها أكرم وأنبل، وما دام السجال قائما في نطاق الرأي والرأي الآخر فإنه يظل صحيا وإيجابيا ولمصلحة أستراليا كلها.

قيصر طراد: نحن أمام الأوبرا هياس طبعا هو معلم سياسي معروف عن أستراليا، شكله كشكل الشراع مميز بشكله لأن الشعب الأسترالي يحب السفن اللي فيها شراع، وليس هذا المركز فقط للمسرحيات والأغاني ولكن أحيانا يكون فيه دراسات ثقافية وعرض أشياء ثقافية وجدية ومهمة في المجتمع. منذ عدة سنوات طلبت مننا إحدى المؤسسات أن نقدم عن التمييز العنصري في أستراليا واشتركنا في المؤتمر مع شخصيات مختلفة ومن ثلاثة أشهر مرة أخرى طلب منا أن نقدم دراسة في مهرجان سموه مهرجان الأفكار الخطيرة والعنوان الثاني أنه ربما الفكرة يعتبرها المجتمع خطيرة وهي في مصلحة المجتمع، طلبوا أن نقدم دراسة على موضوع تعدد الزيجات حسب التراث الإسلامي، سبب الطلب هذا أن المجتمع الحديث في ظاهرة أن نسبة كبيرة من المجتمع عندهم تعدد غير مسؤول تعدد سري، يعني حسب الإحصائيات، الإحصائيات الموجودة بالمجتمع الحديث بتفيد أن 67% من الرجال بيعترفوا أن عندهم علاقات ثانية ولكن علاقات ما فيها مسؤولية التعدد، ما فيها المسؤوليات الزوجية إنما هي علاقات سرية وعدد كمان من النساء ولكن أقل نسبة من الرجال كمان يعترفون أن عندهم علاقات ثانية، بقى هذه ظاهرة بالمجتمع الحديث بحاجة إلى معالجة. طبعا موضوع من هذا النوع فيه أصداء متنوعة، في مجتمع مثقف بيتدارسوا الفكرة وبيشوفوا كيف ممكن يتعايشوا مع الفكرة هذه كيف ممكن يتقبلوها وهذا اللي وجدناه بالمجتمع بصورة عامة، ولكن من داخل الجالية الإسلامية لقينا أن بعض الناس بعض الأخوات ربما كان عندهن ردود على الفكرة هذه بعدم القبول وكان في غيرهم متقبلين الفكرة، ونحن هو مو شرط أن الناس يتقبلوا الفكرة هذه كل إنسان حر برأيه بس نحن علينا أن نقدم البحث هذا والناس يتدارسوها حسب ثقافتهم. طبعا من خلال النشاط اللي قدمناه للجالية الإسلامية بأستراليا المجلس الإسلامي لولاية ويلز تقدم له دعوات لدراسات في الجامعة الإسلامية في باكستان، وقدم لنا واحدة من هذه الدعوات لنروح لهناك ونحضر دورة تدريبية عن قيادة الجالية أو قيادة الأقليات في المجتمع في المهجر، الدورة كانت قصيرة يعني خلال تقريبا شهر كان فيها بعض الدراسات الإسلامية وكان فيها لقاءات مع الوزراء والمسؤولين وكانت بالنسبة لي ربما دورة فيها تعريف عن الناشطين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وبعد الدورة هذه كانت لمدة شهر رجعنا لأستراليا وطبعا صارت الخدمات للجالية أكثر، صار في طلبات أكثر للخدمات للجالية ونحن عادتنا خاصة كعرب ومسلمين إذا حدا طلب منا شغلة وقادرين نعملها نعملها دغري وما بنقول لا، بقى الجالية كانت تطلب والله سبحانه وتعالى أعطانا الوقت والكفاءة حتى نقدم الخدمات المطلوبة، وازدادت الخدمات وتمت تزداد حتى سنة 1998 حسيت أنه ما بقى عندي وقت أعمل شيئا إلا الخدمات هذه، وقدمت على تقاعد وأخذت تقاعد من الضرائب وكرست وقتي للخدمات الاجتماعية في جاليتنا، وطبعا من خلال خدمات الجالية الإسلامية والجالية العربية بتكون الخدمات للمجتمع الأسترالي وبأتصور للمجتمع الإنساني بصورة عامة. ونحن بدأنا بالعمل الاجتماعي ما لقينا إلا سنة 2001 صارت الكارثة الكبرى في أميركا حادثة 11 أيلول التي سببت ضررا للمجتمع كله خاصة للمسلمين بجميع أنحاء العالم، أول ما بدأنا به بعد الحادثة هذه أنه قدمنا صلوات عن روح الضحايا الأبرياء وطبعا كان في تغطية إعلامية وكان في مؤتمرات صحفية وازداد العمل مع الصحافة حتى كان في سنة 2003 بعد هذه الحادثة بسنتين كانت واحدة من بناتي كان عمرها يمكن سبع سنوات عم تشكي لأختها عم بتقول لها إنه وين البابا؟ بدي أروح أشتري أشياء من السوق والبابا مش موجود، قام بتقول لها أختها لو البابا مانه عم بيقوم بالعمل هذا ما كنا لا أنا ولا أنت نفرجي وجهنا في الشارع بس عم بيقوم بعمل حتى المجتمع يتقبلنا ويعرف أنه بعد هالمشاكل اللي عم بتصير خارج أستراليا إنه نحن مصلحون للمجتمع ولسنا مفسدين، وأنا تأثرت كثيرا أنه والله بناتي بهالسن هذا عم بيناقشوا الموضوع لأنه عم يحسوا بالمشاكل حولهم وعم يتفهموا أنه والله هالتضحية اللي عم بنقوم بها كعائلة، يعني صحيح أنا اللي عم بأقوم بالشغل هذا بس التضحية مننا كلياتنا كعائلة تضحية مهمة جدا من أجل المجتمع اللي نحن عايشين فيه وحتى من أجل مستقبلهم هم ومن أجل مستقبل المجتمع كلياته.

فداء المجذوب/ المنسق الديني مع وزارة العدل: الأستاذ قيصر طراد ينتمي للجيل الثاني من المهاجرين لأستراليا من أصل لبناني، ولما بنحكي عن الجيل الثاني نحن نتكلم عن الجيل اللي يمثل جسرا بين الهوية للجيل الأول وبين الانتماء وبين المجتمع الجديد بقيمه وأخلاقه وبنظام حياته فهو يتميز بأنه فهم الماضي خلال قربه من الجيل الأول المهاجر فهم الحاجز من خلال نشأته في المجتمع الجديد في الوطن الجديد أستراليا، فهم ثقافة البلد فهم النظام الاجتماعي فيها توسع في دراسة النمط الثقافي الموجود فيها فصار قيصر في أي شيء يتدخل فيها تشعر أن في هوية، في هوية العربي في هوية اللبناني في هوية المسلم وفي ذات الوقت في مفهوم المواطنة الجديد اللي هو الآن يستوطن في وطنا جديدا اسمه أستراليا، مجتمع متعدد الثقافات متعدد الحضارات متعدد الأديان متعدد الرؤى في قضايا مختلفة فالحقيقة بالنسبة للأستاذ قيصر أنا بأعتبر أنه هو ركيزة مهمة ويمثل معيارا مهما بالنسبة لحياة المجتمع المهاجر من البلاد العربية ويمثل أيضا معيارا مهما بالنسبة للمسلمين أيضا الموجودين في البلد.

المعلق: ينبه قيصر طراد بلا انقطاع إلى أن الخطيئة الكبرى التي تقترفها بعض وسائل الإعلام اليمينية الأسترالية هي الحديث عن انتقال اضطرابات الشرق الأوسط مع المهاجرين الآتين إلى أستراليا من تلك المنطقة فهذا الحديث يعزل هؤلاء تلقائيا عن المجتمع الأسترالي ويجعلهم وافدين شرق أوسطيين محملين بالمشاكل وعلى أستراليا أن تحمي نفسها منهم. طراد يكشف في أحاديثه الصحفية والإذاعية عبثية هذه الأفكار التي تدعو للسخرية حينما نتذكر أن المجتمع الأسترالي كله هو مجتمع مهاجرين وأن الفارق بين أهله هو فارق في زمن الهجرة فقط ومن السخف أن تحاول فئة من المجتمع الأسترالي التقليل من شأن فئة أخرى لأنهم أحدث منهم هجرة إلى الدولة القارة. تحدثت قبل أشهر صحيفة الأخبار الأسترالية عن ظاهرة قيصر طراد الذي يسبب انزعاجا بالغا لبعض أطياف اليمين الأسترالي، الصحيفة نعت على هؤلاء هجومهم على الرجل الذي طالما أعلن إدانته للإرهاب والعنف بكل الصور والتجليات، الرجل الذي لا يفوت فرصة للدخول في حوار مع من يختلفون معه، الصحيفة وصفته بأنه أصعب امتحان لليبرالية الأسترالية في الزمن المعاصر.

قيصر طراد: العمل الإذاعي بحاجة إلى تحضير وبحاجة إلى معرفة الأولويات وبحاجة للمذيع أن يعرف شو بيهم المجتمع وشو بينفع المجتمع أكثر شيء. طبعا لمدة عدة سنوات كان عندنا برنامج إذاعي أحيانا ثلاث ساعات بالنهار أحيانا أكثر وهالبرنامج هذا كان دائما يحتاج إلى تحضير، كنا نحضر مع بعض الأشخاص اللي نعمل لقاء معهم أو نحضر المواضيع والفكرة اللي كنا عم نذيع فيها الفكرة. كان في حصار على العراق وهذا طبعا موضوع كنا نتداوله من حين لآخر وكنا أكثر شيء نهتم بالمواضيع اللي بتهم الجالية الإسلامية ببلاد المهجر وكنا كمان نهتم بالمواضيع بالأشياء اللي عم بتصير بالبلاد الأم اللي هاجر المسلمون منها، ونحن بنعرف إنه مستحيل أي شخص من خلفية عربية أو خلفية إسلامية إلا ما يتم مهتم بالقضية الأم وهي قضية أهل فلسطين اللي ما زالوا حتى الآن من مشاكل كثير عم تجيهم عن يد إسرائيل، طبعا في توعية للأمور هذه وفي تصحيح معلومات لأنه كثير أحيانا بتحس أنه أو بتشوف إنه في معلومات خاطئة عم تصل، بقى المذيع لازم يكون واعيا ولازم يدرس هذه الأمور ولازم يبحث فيها مظبوط، والعمل هذا نقوم فيه نحن نقوم فيه وبعد ما نخلص من العمل الإذاعي نروح نشتغل شغلا حتى ندخل مدخولا، كله ما نتقاضي عليه ولا أجر إنما خدمة للمجتمع اللي إحنا عايشين فيه.

[فاصل إعلاني]

شمعة من أجل السلام والتعددية والتسامح

قيصر طراد: النشاط الإعلامي والتساؤلات من المجتمع بصورة عامة والصحفيين بصورة خاصة ومن بعض رجال الأديان في الأديان الأخرى خلانا نفكر إنه نحن بحاجة إلى تجمعات دينية تجمع القادة الروحية مع قادة الجالية على منصة مشتركة، ويكون الدعوة مفتوحة للمجتمع كله، طبعا في جميعات حوار أديان أخرى، في أساليب مختلفة لحوار الأديان في مناظرات في جدل في أشياء كثيرة، نحن حبينا نورجي القواسم المشتركة وحبينا أن يكون نشاطنا مفتوحا للجميع وبدأنا بإنشاء جمعية الصداقة الإسلامية الأسترالية، اسمها الإسلامية الأسترالية يعني المسلمون بدؤوا نشاطا منفتحا لجميع أهل البلد، ليس محصورا على دين معين، دين آخر معين، حتى اللادينيين أهلا وسهلا فيهم نرحب فيهم لنتحاور معهم. ومن ضمن نشاطاتنا اجتمعنا مع الهندوسيين والبوذيين وكان للهندوسيين كلمة وللطائفة اليهودية كان لهم كلمات بتجمعاتنا ولمختلف الطوائف المسيحية كان لهم كلمات في اجتماعاتنا، والحلو باجتماعاتنا أنه نحن عم نجتمع كأصدقاء وعم نتحاور على القواسم المشتركة بيننا. طبعا نشاط من هذا النوع بده تحضير كبير وعادة  بين الخمسة آلاف والعشرة آلاف منشور بنوزعهم على أماكن مختلفة بين الكنائس والمساجد والمنازل والجرائد ونكون كلما نعمل موضوعا من هذا النوع بأي مكان نعمل لجنة من أهل المنطقة وهم بيشاركوا معنا، بيكون داخل باللجنة ناس من البلدية ناس من الكنائس الموجودة ناس من يعني إذا مساجد إسلامية بالمنطقة هذه ندخلهم معنا، لجنة تصل إلى عدد من الأشخاص وكلنا نتعاون حتى نجمع أهل المجتمع معا بجو ودي جو فيه احترام متبادل وجو فيه محبة ووئام وفي تناغم. من ضمن نشاطنا كجمعية وقت اللي كان في الحرب على أهل غزة من شي سنة تقريبا قمنا بنشاط حضاري جدا وهو إنه جبنا فنانا مختصا بالرسوم بالشمع وصمم لنا أربعة آلاف شمعة يهجئ فيها أحرف "أنقذوا غزة الآن" بالعربي والإنجليزي وحطينا هالشمعات هذه أمام البرلمان الأسترالي بكيمبره وجبنا مسؤولين رسميين من مختلف السفارات والسياسة والأديان المختلفة وشعلنا الشموع هذه وهذا كان ردنا الحضاري على الحرب هذه نتمنى السلام للعالم كلياته بالوقت هذا كنا عم نبعث رسالة من أجل أهل غزة لإنقاذ أهل غزة من العدوان الإسرائيلي. الحقيقة النشاط الصحفي لم يبدأ من الراديو ولكن بدأ من ترجمة بعض المقالات للجرائد الإسلامية، ترجمة مقالات من العربي للإنجليزي أو بعض المقابلات ومن خلالها قمنا بمقابلات مع شخصيات رياضية ومع شخصيات اجتماعية ومع مشايخ وكتبت مقالات ونشرت هذه المقالات بالجرائد الإسلامية بأستراليا هذا من بداية التسعينيات واستمر الأمر بعد منه أنه تطور الأمر من ترجمة مقالات إلى ترجمة كتب.

إبراهيم أبو محمد/ رئيس المعهد الإسلامي الثقافي-أستراليا: في الحقيقة الأستاذ قيصر طراد أنا عرفته منذ جئت إلى أستراليا تقريبا من 15 سنة هو نشيط جدا في مجال العمل الإسلامي يعني ساهم في كثير ترجمة الكتب وترجم لي شخصيا أكثر من ستة كتب، أذكر منها كتاب "الإنسان بين الصحوة والسقوط" وكتاب "دعوة إلى التفكير" وكتاب "دعوة إلى التأمل" وكتاب "من قضايا التحدي في القرن 21" وأيضا ساهم في ترجمة ومراجعة كتاب "المرأة بين حضارتين"، ساعدني كثيرا الحقيقة في ترجمة حوالي ستة كتب من كتبي وهو له نشاط ملموس ونشاط حيوي في الجالية الإسلامية وأنا أعتقد أنه نشاط ضروري نحن نحتاج إليه بشدة يعني لأنه يعرف كيف يتعامل مع الإعلام الأسترالي تحديدا أيضا له خبرة في التعامل مع قضايا الحوار الـ interface عنده جمعية اسمها جمعية الصداقة العربية الأسترالية وهو يدعونا لإلقاء محاضرات بين غير المسلمين وأيضا يأتي ببعض الإخوة من علماء الدين المسيحي واليهودي وبيبقى في نوع من الحوار حول قضية من القضايا، وبالتالي هو له مساهمات جيدة جدا في العمل الدعوي في الجالية الإسلامية في أستراليا يساهم أيضا في ترجمة خطب الجمعة ويساهم أيضا في ترجمة بعض المحاضرات.

قيصر طراد: ومن خلال العمل هذا الله سبحانه وتعالى وفقنا إلى تعديل إحدى ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية وهذه ترجمة الأستاذ عبد الله يوسف علي اللي أكثر الشيء منشورة في المجتمع الإنجليزي، عدلنا فيها بعض المصطلحات كانت فيها معاني خاطئة يعني نحن الله سبحانه وتعالى وفقنا لتعديل تقريبا ثمانمئة مصطلح أو أخطاء طباعية، ما بين مصطلح خاطئ وأخطاء طباعية بالإنجليزي. الحقيقة نحن بأستراليا بنلاقي أن برنامج التعليم بحاجة إلى دعم بقى من المنطلق هذا بتلاقي كل الأهالي بيجمعوا أولادهم وبيعطوهم دروس لغة عربي أو دروس عن التراث العربي أو التراث اللبناني تاريخ لبنان ودروس عن الدين اللي هم ينتمون له، بالنسبة لنا نحن طبعا من أهم الدروس بنعطيها لأولادنا هي دروس عن القرآن الكريم دروس عن الحديث دروس عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بقى من هذا المنطلق بنحاول نجمع الأولاد عندنا في البيت بعض الناس بيبعثوهم لمدارس خاصة مدارس بعد الدوام مدارس على الـ weekend نحن نجمعهم عندنا في البيت بنعطيه دروسا بسيطة شرح لمعاني آيات القرآن الكريم، وطبعا لأنهم نشؤوا بمجتمع بيحكي إنجليزي بنحاول نعطيهم هذه الدروس باللغة الإنجليزية حتى إذا تحاوروا مع أي حدا من أصدقائهم يعرفوا كيف بدهم يشرحوا معاني هذه الآيات الكريمة باللغة الإنجليزية. من شي 15 سنة تقريبا قررنا نحن والشيخ عبد القدوس من بريزبن نفتح مدرسة للجالية الإسلامية حتى نعلمهم عن التراث العربي وعن التراث الإسلامي وعن الدين كمان، وأخذنا معنا وقت الشغلة وأنا أحد المؤتمنين بالمدرسة هذه، المدرسة بريزبن تعتبر يعني إحدى مدرستين عن.. مدرستين للجالية الإسلامية ببريزبن ومؤخرا فتحنا فرعا بمدينة بالغولتكريشت كمان بيكوينزلاند وعندنا عدد من التلاميذ عم نحاول نعلمهم المنهج الدراسي الموجود بأستراليا بالإضافة للمنهج الدراسي كمان مواد عن الدين عن الإسلام وعن التاريخ وعن الحضارة الإسلامية. من وقت طويل بأستراليا نحن عم نلاحظ أنه  من حين لآخر بنلاقي تهجما من قبل رجال السياسية ومعظم الأحيان يتبعه تهجم من قبل بعض المذيعين على الجالية العربية على الجالية الشرق أوسطية على الجالية اللبنانية وعلى الجالية الإسلامية. من أربع سنوات ونصف تقريبا أو أكثر بشوية أكبر المذيعين بأستراليا لدى إحدى أشهر الإذاعات بأستراليا شن هجوما شنيعا جدا ضد اللبنانيين في أستراليا والشرق أوسطيين وضد المسلمين بأستراليا، أخذنا قرارا أن نرفع قضية من خلال الهيئات الحكومية الموجودة وبعد أربع سنوات ونصف من رفع القضية هذه الحمد لله المحكمة حكمت لمصلحة الأقليات بأستراليا وكانت انعطافة كبرى لمصلحة الأقليات وحكمت لنا أن هذه الإذاعة تدفع عشرة آلاف دولار أو تعتذر على الهواء وكمان تعيد النظر بسياسة الإذاعة حتى ما يخرقوا القانون مرة أخرى، ووقت إصدار الحكم صرحنا أن المبلغ هذا نعطيه لمؤسسة تهتم بشؤون المرأة واخترنا المجلس الأسترالي لشؤون المرأة وبعد شهر من صدرو الحكم تفاجأنا أن هذه الإذاعة بدل ما يعتذروا عن تصرفهم السيئ استأنفوا الحكم وطبعا ببلد مثل أستراليا ممكن يكون استئناف وراء استئناف وراء استئناف حتى يصل إلى المحكمة العليا، ونحن بالرغم أن هذه الاستئنافات كلها مكلفة في كرامة جالية وفي حقوق يجب أن ما نتركها تضيع هذه ومهما كان الأمر مكلفا لازم نحن كناس نحترم نفسنا أن نتابع هذا الأمر لنهايته.

المعلق: فر قيصر طراد يافعا مع أبيه من لبنان إلى أستراليا في خضم الحرب الأهلية اللبنانية التي دفعت الكثيرين من أهل هذا البلد الصغير للبحث عن ملاذات آمنة بعيدا عن جحيم اقتتال الطوائف، وهو يعرف جيدا كيف يكون حال المهاجر في الشهور الأولى ويدرك مدى الارتباك الذي يعصف به خصوصا إذا ما كان عاجزا عن التواصل بالإنجليزية مع مجتمعه الجديد ناهيك عن لغة المكاتبات الرسمية الجافة التي تتطلب خبرة واسعة لتلافي الأخطاء المكلفة وقتا ومالا، لذا لا يتوانى ابن طرابلس عن مد يد العون عن كل من يطلبه منه وهو يطرب كثيرا حينما يترامى إلى سمعه لقبه الأثير لدى المهاجرين الجدد "الرجل الجدع". وهو رغم أن عمله الدائب ذاك والتطوعي في معظمه يستهلك من وقته الكثير الكثير بحيث لا يتبقى له من وقت إلا القليل ليمضيه مع زوجته وعياله التسعة ولكنهم يعتزون بفخرهم بأبيهم الجدع الرجل الذي يقف صلبا في مواجهة اليمين الأسترالي مكافحا كي لا تفقد أستراليا روحها الحية التعددية والتسامح. dtexile@aljazeera.net