موعد في المهجر - نايلة طحان عطية - مغنية وكاتبة أغان وناقدة
موعد في المهجر

نايلة طحان عطية

تستضيف الحلقة المغنية والكاتبة نايلة طحان عطية التي هجرت لبنان بسبب الحرب الأهلية في ثمانينيات القرن الماضي فلم تعد تتذكر لوطنها إلا جماله وطيبة أهله.

– تجاوز الحدود بالموسيقى والغناء من أجل لبنان
– رسالة محبة عبر الفن والعمل الإنساني

نايلة طحان عطية
نايلة طحان عطية


تجاوز الحدود بالموسيقى والغناء من أجل لبنان


المعلق: طردتها من وطنها لبنان وحشية حربه الأهلية العبثية في ثمانينيات القرن الماضي فإذا بها الآن قد تحررت من كل المرارة ولم تعد تتذكر لوطنها إلا جماله وطيبة أهله وحبهم للحياة والطعم الشهي للكبة النية والمنقوشة، فالحياة تنتصر دائما داخل هذه السيدة الخضراء دائما كشجرة الأرز. نايلة طحان عطية أربعينية وأم لولدين وتعيش منذ عشرين عاما قصة حب متدفقة مع زوجها ومدير أعمالها وأول مستمعي أغانيها وسائق دراجتها النارية ريشار، أمضت سني غربتها الأولى في فرنسا حيث أسست أسرتها الصغيرة، ولكنها عادت منذ 12 عاما لتهاجر من جديد إلى إسبانيا وتبدأ من الصفر هذه المرة من تعلم الأبجدية الإسبانية إلى التأليف والغناء بها.

نايلة طحان عطية: مسيرتي الفنية بلشت بإسبانيا من شي ست سنين Maximum  يعني ويمكن بلشت لأنه تسجلت بصف رقص فلامينكو وعملت شوي (كلمات أجنبية) وهيدا بلشت أكتب كان عندي جبصين برجلي لأني كنت واقعة وبلشت أكتب شعر بالفرنساوي بالعربي بالإسبانيولي وأغني اللي أكتبه، بلشت أدق على بيانو صغير أول شيء حطيت أرقام لأن ما بحياتي كنت دارسة صولفيج ولا موسيقى وبعدين اشتريت بيانو أكبر شوي حتى ألحن اللي عم أكتبه. بالـ 2006 سجلتCD  أنا أنتجته وحطيته بالسوق الإسبانيولي وبالبرتغال وبأندورا، و2006 بالنسبة لي في كمان حرب لبنان اللي لسوء الحظ عملت أنه مثّلت لبنان بكثير تلفزيونات راديوهات شوي تأدافع عنه وشوي للموسيقى وبكثيرFestivals  كمان لأنه صار في طلب على شيء لبناني لحتى ينعرف ليش عم يصير هيك بلبنان، بقى 2006 سنة مهمة لي لأنه يمكن غيرت كمان نظرتي للبنان، صفيت أنه صرت أعمل أكثر أشياء لأمثل أنه لبنان غير شيء عن الحرب والضرب، في عنده لبنان في عنده حضارة في عنده تاريخ في عنده موسيقى في عنده أكل طيب في عنده ناس بكل بلاد العالم عم تخلي أنه ينحكى عن لبنان مثل ما بينحكى عنه بالطريقة المنيحة مش دائما وقت اللي بينضرب. في كثير من الناس بيخبوا أنه هم عرب أو هم من بلد بيغيروا أسماءهم في كثير بأميركا الجنوبية بيكونوا عرب بغيروهم، أنا أعلنت علنا ورفعت يدي بالعالي أنه أنا من لبنان وأنه رح أغني بالعربي إذا بدي وإذا بدي بالإسبانيولي وإذا بدي بالفرنساوي. بأفتكر الموسيقى ما عندها حدود وإذا حدا بيعرف لغات وبيقدر يكتب بكم لغة ليش لا، الإسبان مش ضروري يفهموا كل شيء بأغنيه بالعربي بس بيغنوه Phonetic معهم وبيغنوه بيلقطوا الكلام مثل ما هو ومثل ما بيسمعوه وبيغنوه. بأفتكر الواحد ما لازم ينكر أصله أنا خلقت بلبنان، ربيت بلبنان، تعلمت عربي وكان مهم لي أنه بوقت من الأوقات يكون في كلام عربي بالـCD  لو أنا عايشة بإسبانيا ولو ظهر الـCD  قبل بإسبانيا. أنا اسمي نايلة طحان عطية خلقت بلبنان بالضبط بفرن الشباك ببيروت وتعلمت بلبنان، رحت على المدرسة بلبنان بلشت جامعة بلبنان وبعدين سافرت على فرنسا وهلق عايشة بإسبانيا، مدريد، مجوزة وعندي ولدين صبيين. الحرب جاءت وأثرت فينا كثيرا، من الـ 1975 وبالطالع بأفتكر عشت أشياء وشفت أشياء أثّروا فيي ويمكن هيدول بيدفعوني اليوم لأشتغل لحقوق الإنسان بس بأضلني بأعتبر أنه أحلى ذكريات وأحلى أوقات عشتهم بلبنان أنا وصغيرة لأنه في العيلة لأنه في أولاد الخال وأولاد الأخوال، بعد لي خالين أنا، بس كنت دائما أحلم بإسبانيا وأروح على إسبانيا لأنه كنت أتعلم إسبانيولي لوحدي بكتاب بس أوصل لعاشر متيلة أوقف لأنه ما كنت عم أسمع الصوت الإسبانيولي وبأفتكر من وقتها تعلمت كثير إسبانيولي وحققت حلم أنه إجي أعيش بإسبانيا وصار لي 12 سنة عايشة بإسبانيا. أنا فليت من لبنان من 21 سنة، عن حب، فليت من لبنان وكمان أنه كان لبنان بهيداك الوقت ما بيعطيك لحتى تقدر تحقق أحلامك وتقدر تعمل اللي بدك، كان في كل هالجو الحرب والقساوة يللي كنا عايشين فيه دفعني، وأكثر شيء أنه الشخص اللي عايش معي اليوم تعرفت عليه من 21 سنة وتزوجنا وبعدنا سوا وإذا بأرجع لوراء بعمل ذات الأشياء اللي عملتها من 21 سنة.

ريشارد عطية/ زوج نايلة ومدير أعمالها: نايلة عاشت الحرب عاشت 13 سنة حرب ما قدرت تعمل يللي كان بدها تعمل بالزمانات، مثلا تغني أو تعمل منيح للناس لأنه كان في الحرب وكان في (كلمات أجنبية) صعبة، هلق بتفكر تعوض بتعوض كثير أشياء وما عندها وقت يعني بدها تعمل ألف شغلة بالنهار، بقى هيك بألاقيها أنا وهيك فيني أنا من وقت لوقت أساعدها. نايلة بتثور بتعمل كثير أشياء كثورة على حالها وعلى الناس، وهيك بتقدم -أنا فكري- شوي شوي.

نايلة طحان عطية: كانت أصعب بكثير أنه نجي على إسبانيا مما أروح أنا على فرنسا لأن إسبانيا ما كنا نعرف اللغة.

ريشار عطية: كان صعب شوي لأنه لما وصلنا على إسبانيا ما كنا نحكي أبدا إسبانيولي بقى شوي شوي بس نحن يعني باللغة العربية أهين الواحد يتعلم إسبانيولي لأنه في الخاء مثلا وهيك أشياء، بقى تعلمنا بكم شهر وصرنا هلق نحكي منيح إسبانيولي ومنحب إسبانيا.

نايلة طحان عطية:  بـ1991 إجا أول ولد ديمتري وبـ1994 إجا ثاني صبي كمان سيري، وخلقوا بفرنسا وتأسيس العائلة بفرنسا مش شيء صعب بالعكس لأنه كان في كثير حوالينا لبنانية يعني كنا كثير أصحاب مع ناس عندهم أولاد والدولة بتساعد كثير بفرنسا يعني ما في.. مش صعب، هلق OK  يمكن الأولاد ما فيهم يتعلموا عربي لأنه ما في مدارس بتعلم العربي.

ريشار عطية: ديمتري الكبير تعلم لأنه رحنا بالأول كثير على لبنان وبيحب اللغة اللبنانية، الصغير أقل يعني بيفهم كلمات بس ما بيحكي كثير منيح بس بيفهم علينا مثلا لما نايلة بتحكي معه أو أنا بأحكي معه بيفهم بيلقط هيك كلمات.

نايلة طحان عطية: إجاه شغل لزوجي أنه يقدر يجي على إسبانيا، نهار فات على البيت وقال لي بدك تروحي تعيشي بإسبانيا؟ منروح نعيش بإسبانيا، وبعدنا من وقتها، وبأفتكر إسبانيا أعطتني كثير أشياء ما كنت أقدرت أعملهم بغير محل صراحة، وأهم شيء أنه تعلمنا لغة جديدة بأزيدها على ثلاث لغات اللي بأحكيهم صفوا أربعة كثير منيح، وأعطتني مجالا أن أنشر أشياء بالصحف أن أغني أن أعمل كونسير أن أمثل لبنان بكثير مواضيع بقى بأعتبر أن مجيئنا لإسبانيا كانت مليحة.


المعلق: سوف تسليكم المفارقة التالية فهذه الفنانة المغرمة بوطنها لبنان وتغني له في أغلب الأحوال مازجة العربية بالإسبانية والفرنسية لا تذاع أغنياتها في فضائيات وطنها وإذاعاته إلا نادرا جدا وتنأى عنها عمدا أضواء الإعلام اللبناني، والسبب أنها ترفض أن تفعل الأمرين الكفيلين بأن تملأ أغنياتها ساعات البث في لبنان وهما أن تدفع مقابل بث الأغنيات أو أن تغير من شكلها بعمليات التجميل وبتغيير أسلوبها في اختيار ملابسها لكي تظهر مفاتنها الأنثوية. نايلة العنيدة أيضا كشجرة الأرز أنتجت ألبومها الأول بنفسها وأعتزمت أن تواصل الغناء لبيروت ولكل لبنان بشروطها هي لا بشروط منتجي الألبومات ومسؤولي البث في الفضائيات.

ريشارد عطية: أكيد حابين نرجع على لبنان بس مش هين الواحد يرجع علبنان هلق، هلق نايلة عندها كثير شغل لازم تكون دائما بلبنان إذا فيني أنا آخذ فرصة وأروح معها بأروح معها، وإذا شي يوم -ما حدا بيعرف- منلاقي شغل هونيك بلبنان ليش لا، منرجع.

[فاصل إعلاني]

رسالة محبة عبر الفن والعمل الإنساني

نايلة طحان عطية: أغنية الله معك كتبتها كنت رايحة على لبنان، كانت الأحوال مش كثير رايقة بلبنان، كان بعده عم بيضهر من شيء صعب، كتبتها بالطيارة، طيارة لبنان، لبنانية كمان، ووصلت على لبنان عند موزع موسيقي وقلت له بعد مانها خالصة بعدني شي كاتبتها، قال لي ما تغيري فيها شيء اتركيها مثل ما هي، بأفتكر وقت اللي بنضهر من بلادنا ما بيعود نعمل فرق بين الناس، كلنا مثل بعضنا، ويا ريت في ناس بيقولوا لي.. أنا كلهم بيقولوا لي في لبنان خليك معنا، خليك معنا لشو راجعة تفلي، ليش عايشة بره، لازم تيجي تعيشي بلبنان، فيك تعملي أشياء. بأفتكر لبنان منيح اللي عنده بقلبه بس كمان لازم ناس بره تدافع عنه وتمثله منشان هيك في 12 مليون لبناني ببلاد بره. أغنية الله معك كاتبتها يمكن لكل العالم إن كانوا بيفهموا إسبانيولي أو عربي، ويعني أول على آخر كلنا مثل بعضنا في كل العالم كلنا عندنا يدين وعينتين وكلنا بمستوى بعضنا وقت الحقيقة، بقى بأعطيها، بأبعثها لكل العالم.


المعلق: اعتادت نايلة على دهشة الذين يعرفون للمرة الأولى أنها لا تغني فقط بل تؤلف وتلحن أيضا وهي تحب أن تصيبهم بمزيد من الدهشة فتخبرهم أنها ترقص الفلامينكو ببراعة وتتحدث أربع لغات ولديها فائض من الحب والطاقة يجعلها تخطط للانخراط الوشيك في الأعمال الخيرية والدعم الإنساني للمعوزين.

نايلة طحان عطية: عم بأعمل CD جديد، بأفتكر بلشنا نقلّع فيه، رح يتسجل بلبنان، هو عبارة عن أغاني بالفرنساوي مع كل الأوركيستراسيو والآلات الشرقية.

ريشارد عطية: أنا بأشتغل إيه بشركة فرنساوية للتأمين، بس، بس أفل من الشغل بأحب أكون مع نايلة أساعدها في كل شيء، مثلا بأحب أعمل صور، بحب أهتم بالـ web site تبعها وكمان من وقت لوقت بأروح بالكونسيرت بأدق بيركشن كخافلامينكا، بيركشن إسبانيولية، من وقت لوقت إيه بأفكر أنا كمان أكون مدير أعمالها لأنه بأتلفن مثلا، بأجرب أتلفن لناس فيهم يهتموا فيها، لكونسيرت أو لـFestivals  مثلا، بس منشتغل سوا يعني هي بتقول لي مثلا لقيت في تلفونات في ناس لازم تتلفن، وأنا بأجي بأتلفن وبأعمل اتصالات يعني.

نايلة طحان عطية: دور ريشارد كان كثير مهم لأنه كان حدي دائما، حدي بالكونسير، حدي وقت اللي بيقدر بيسافر معي ومرات بالاتصالات ومرات بالتسجيل كمان بتسجيل الـ CD وقت اللي أنتجته كان دائما حدي يعني هيدا كثير مهم الواحد بالفن يكون محاوط، يعمل حيط حواليه لأنه عالم الفن كثير خاص، عنده مواضيعه الخاصة. من كم سنة بلشت أغني، ما كان عندي CD بالسوق وعملت كثير كونسيرت بلا CD وانجبرت أفتش على الموسيقيين لأنه مش هين تلاقي موسيقيين إسبان أو أجانب يقدروا يدقوا كم شغلة عربي، في معي فلوت مثل الناي بس الفلوت الأجنبية بيدق هو إسباني، في واحد من البرازيل بيدق الغيتار فلامينكا، في البايس هو كمان إسباني من برشلونة، في كمان ريشارد زوجي بيدق الباركسيون الإسبانية والكاخافلامينكا، وفي شخص بيدق دربكة كمان، في يللي بيرقص فلامينكو كمان بيدق الكاستنيت وبيحط كم صوت هو من مدريد، كان أستاذي برقص الفلامينكو وبمدرسة كنت أروح أنا أتعلم فلامينكو وقت اللي وصلت على إسبانيا، ومرات منزيد غيتار واحد، مرات منجيب حدا بيدق العود حسب ما بيكون طلب الكونسير أو شي theater أو شي ساندو كونسير بس بعد لهلق ما غنيت بالمطعم.

خوسي كارلوس ارغاز/ مدرب رقص الفلامينغو: في عام 1997 بدأت أعلم رقص الفلامينكو الإسباني في حي اسمه آرتوثوريا حيث كانت نايلة طالبة في صف الفلامينكو وهناك تعرف بعضنا على بعض وبعد سنتين من بدء صفوف الرقص بدأت الغناء أثناء الدروس فشجعتها كثيرا، وذات مرة اتصلت بي لتدعوني إلى العشاء في بيتها والمفاجأة بالنسبة لي حينها كانت كبيرة جدا، كانت قد أعدت حفلة لتبدأ مباشرة العمل كمغنية. ولكي أسلط الضوء أكثر على شخصيتها أقول إن نايلة فتاة رائعة، إنها أشبه بملاك، وعندما تكون معها تدخلك عالمها الخاص وتنسيك أنك على هذه الأرض.

نايلة طحان عطية: نحن هون بآران خواس، آران خواس بعيدة أربعين كيلو مترا عن مدريد وجئنا تغدينا بمطعم لبناني اسمه سمارون، صاحب المطعم اسمه جورج، جورج شخص مهم لي لأنه وقت اللي بيكون عندي شيء لبناني شيء تأفرجي لصحفية عن الأكل اللبناني، يكون عندي شي مقابلة مع تلفزيون إسبانيولي وبدي أعمل شيء لبناني بأجيبهم عند جورج وجورج بيفتح المطعم بيعمل لنا طاولة لبنانية وهيدا أنه شوي كمان بيساعدني لأفرجي لبنان بإسبانيا لأنه في عندي جمعية اسمها فينيسيا بأعرف عن الأكل اللبناني عن الحرف اللبنانية عن التاريخ اللبناني، إن شاء الله تكبر مع الوقت وتصير جمعية خيرية، اليوم هي جمعية صغيرة بس هي لتعرّف عن لبنان بإسبانيا. ببلاد أميركا الجنوبية مثل كوبا مثل ريبوبليكا دومينيكانا الناس كثير فقراء، بقى يللي بأعمله أنه بألم أشياء من هون، بأفوت على الـ  pharmacy بآخذ أدوية بيعطوني إياهم ببلاش، بالمدارس بيعطوني أقلام ومحايات ودفاتر، مرات بأشتريهم أنا وثياب كثير ونأخذهم على مجمعات مهجرين بيكون ما عندهم شيء وبأوزعهم على الأولاد لأنهم عايشين بدون شيء، بقى بأفتكر هذه مثل نقطة، بأصب حبة سكر بأحطها بحياة هالأولاد لحتى يضحكوا، ويا ريت فيني أفوت على فلسطين بالهين وآخذ أشياء للأولاد الفلسطينية مثل ما فيني آخذ لأميركا الجنوبية. لبنان عملت له كونسير للبنان بـ 2006 وكل المصاري يللي طلعت من الكونسير بعثتها لجمعيتين بلبنان هم آركانسيل ومواطنون كانوا، يعني بأعمل يللي بأقدر. أول مقابلة تلفزيونية عملتها بـ 2006 لأنه لبنان كان تحت الضرب وما كان في حدا بيدافع عن لبنان أو يحكي شو عم يصير بلبنان، يمكن الله حطني بهالموقع لأنه طلعت بكل جرأة ضد مدير جريدة مهمة كثير بإسبانيا وعملتها هالشغلة ومن وقتها عملتها عدة مرات وبأرجع بأعملها لأنه في كثير مرات الخبر ما بيوصل لهون وما في حدا يخبر عنه، يمكن وقت اللي ما بيكون في إعلام مظبوط بينتزع الخبر وبيوصل بغير شكل، مشان هيك اشتركت بمواضيع كثير عن لبنان عن العرب عن غزة لأنه بأفتكر عندي رسالة لازم أمرقها وهيدي الرسالة أنه أنا من لبنان وأنه أنا عشت الحرب وأنه ما بقى بدنا حروب وأنه كلنا مثل بعضنا، عايشة في أوروبا والناس استقبلوني منيح وأنا مبسوطة يعني فينا نكون مبسوطين وين ما نروح، وبأعتبر أنه عم بأقدر أقنع كم شخص لو أنه كانوا كم واحد بقدي بس هم كثار اللي عم بأقدر أقنعهم أنه كلنا مثل بعضنا وأنه الغني لازم يدير باله للفقير ولازم أوروبا تدير بالها لغير مناطق، وغير مناطق أنه كلنا نحط يدينا بيد بعض ونكفي لأنه العالم.. وإلا بيفنى العالم، والناس بأفتكر بكثير محلات تعبت.


المعلق: مجرد وجود هذه اللبنانية المبدعة ذات الإرادة الحديدية والقدرة الهائلة على التعلم والبدء من جديد في كل مرحلة من حياتها، مجرد وجودها صوتا رقيقا يغني للحياة والأمل في مدريد يعني الكثير لصورتنا نحن العرب في أوروبا التي يكاد يختصرنا استشراقها الإعلامي المعاصر في الإرهاب والنفط. نايلة التي لا تكف عن الغناء لوطنها الكائن في أقصى شرق المتوسط من مهجرها في أقصى غربه تضع تعريفا جديدا للاغتراب وهو أن تكف عن الغناء ورقص الفلامينكو والتفكير في أن البشر كلهم متشابهون إلى حد مذهل، لكن المذهل أكثر أن الكثيرين منهم لا يدركون هذا التشابه مما يفتح بابا يتسلل منه الكره والقسوة إلى قلوبهم، أما هي فإن قلبها هو وطنها الذي لا مكان فيه إلا للمحبة والرحمة.