أحمد أبو طالب – نائب عمدة أمستردام
موعد في المهجر

أحمد أبو طالب

تستضيف الجزيرة أحمد أبو طالب أول مسلم من أصل عربي يتولى منصبا سياسيا في هولندا، يدافع عن حقوق المهاجرين ويمد جسور التعايش العربية الغربية.

– معادلة التعايش المغربية في هولندا
– تحديات العمل بالسياسة

معادلة التعايش المغربية في هولندا


أحمد أبو طالب – نائب عمدة أمستردام: السلام عليكم هذا الجانب الجديد من البرلمان الهولندي يعني من الغرفة الثانية، البرلمان الهولندي يتكون من غرفتين الغرفة الأولى هي مجلس الشيوخ والغرفة الثانية هي الغرفة التي تقوم بمناقشة الأمور السياسية بطريقة يومية فهذه القاعة الكبيرة نرى هنا مثلا عدد كبير من التلاميذ من شمال هولندا يزورون هذا البرلمان في التعليم ولكن في هذه القاعة الكبيرة يتم كذلك استقبال فرق من الشعب الهولندي مثلا المعوقين الذين هم يكونون فئة كبيرة من المجتمع الهولندي وهم منظمون في إطار منظمة تدافع عن مصالح المعوقين فيأتون إلى البرلمان مثلا لتقديم عريضة أو للدفاع عن مصالحهم الشخصية، هذه العريضة تحتوي على طلبات أو مطالب من الجانب المنظمات الاجتماعية فيأتون إلى هذا البرلمان يدافعون عن حقوقهم فترى أن هناك أعضاء البرلمان من مختلف الفرق السياسية يأتون إلى هذه الساحة الكبيرة يستقبلون هؤلاء الضيوف ويأخذون هذه العرائض ساعة أو ساعتين قبل الدخول في النقاش مع الحكومة في نفس الموضوع، فهناك نوع من اللوبي يعني الدفاع عن مصالح لفئة معينة من المجتمع تجد تجار تجد مثلا طلبة يدافعون عن حقوق منح التعليم مثلا أو قضايا أخرى فهذه القاعة تستقبل يوميا عدد كبير من الفئات التي تمثل المجتمع المدني فهذه الفئات لها تأثير كبير على القرار السياسي لأنها في بعض المرات نجدها مختلطة مع الأحزاب السياسية مثلا النقابات هناك نقابة كبيرة مختلطة مع حزب العمل الحزب الذي انتمي إليه أنا أو النقابة المسيحية التي هي لها علاقة وتيرة مع الحزب المسيحي فكل هذه النقابات تحاول أن تؤثر بطريقة عصرية على القرار السياسي في البرلمان ويكون لها في غالبية الأحيان تأثير واضح على القرار السياسي في هولندا.

[تعليق صوتي]

رحلة تذكرك فورا بمغامرات سندباد في ألف ليلة تبدأ من قرية نائية في الريف المغربي الشاسع وتتوج بمنصب بدرجة وزير في حكومة مملكة هولندا ولكن المهم حقا في تجربة أحمد أبو طالب أنها تقدم حلا واقعيا لمشاكل تعدد الأعراق واللغات والثقافات في المجتمع الواحد وهو حل على الطريقة المغربية البلد الذي تعايش فيه العرب والأمازيغ بسلام مبدع لألف سنة خلت وحتى الآن الأمم والشعوب كالألوان تنوعها مثير يبهج القلب والروح ويفتح الآفاق أمام احتمالات لا حدود لها والشرط الوحيد لمعادلة التعايش المغربية حتى في هولندا هو أن يقبل الواحد منا نفسه بنفس درجة قبوله للآخر وأبو طالب الذي يتحدث العربية والأمازيغية والهولندية والإنجليزية والفرنسية يقدم هذه الأفكار إلى الهولنديين ممزوجة بثوابت الممارسة السياسية في بلدهم وفى كل العالم المتحضر الشعوب الناضجة تختار ممثليها وحكامها وتدافع عن مصالحها بلا انقطاع.

أحمد أبو طالب: اسمي أحمد أبو طالب من مواليد 1961 في بلدة صغيرة في شمال المغرب بعيدة تقريبا 150 كيلو متر غرب الحدود مع الجزائر على طول البحر الأبيض المتوسط في قرية صغيرة في عائلة متوسطة كنا نعيش عن طريق الفلاحة يعني أربع قطع أرضية صغيرة ننتج نوعا ما من القمح والبطاطس كان هذا يعني القوت الأساسي في المنطقة والدي آنذاك كان إماما حافظا للقرآن وكان إمام في مسجد صغيرة اضطر في الستينات أن يهاجر للجزائر للعمل في الحقول الفرنسية في الجزائر التي كانت آنذاك مستعمرة وعن طريق الجزائر هاجر والدي آنذاك إلى فرنسا في البداية وبعد فرنسا إلى الديار الهولندية وكان ذلك في 1964- 1965 أظن في تلك المرحلة الزمنية بعد وفاة جدي رحمة الله في سنة 1973 اضطر والدي إلى أن يفكر في جمع شمل العائلة وكان يشغل في هولندا وفكر في الرحيل مع أمي وأخي وأخواتي إلى هولندا وبالفعل حدث ذلك سنة 1967 بالضبط وأول مدينة جئنا إليها هي مدينة لاهاي التي أنا حاليا أسكن فيها بالطبع ثلاثين سنة مرت الآن على هجرة العائلة بالضبط يوم 17 أكتوبر سنة 1976 على الساعة التاسعة ونصف صباحا غادرت الطائرة مطار مدينة الحسين في اتجاه هولندا ويوما لا أنساه أنا كنت في منتهى الخامسة عشر أظن خمسة عشر سنة ولا زالت أري يعني أول رحلة خارج البلدة وكانت هي أيضا أول خرجة من البلدة إلى بلد آخر نقول بالمغربية بحلي خرجتيك طمر خنشأة يعني جئت إلى هولندا كما أنك فتحت إناءا أو وعاء كبير وخرجت منه قطة في عالم جديد تغادر البلدة فيها مجموعة من الحيوانات مجموعة من البشر ونادرا تأتي إليها سيارة أو شاحنة إلى عالم جديد عالم مطار يعتبر من أكبر مطارات العالم عالم الطرق السيارة الكبيرة أربع سيارات تمشي في اتجاه وأربعة في اتجاه آخر فلا أكذب إذا قلت بأنني في الشهرين الأوائل بعد دخولي إلى هولندا بكيت في الليل بكيت كثير وأنا أفكر في أحوالي في أحوال والدي في المنزل الذي كنا نعيش فيه منزل بسيط دخل غير الدخل محدود أظن مشيت في هذا البلد والطقس البارد فيه شهور عديدة بدون لباس البرد نظرا للأحوال الفقيرة التي كنا نعيش فيها بطبيعة الحال مقارنة مع الأحوال التي كانت في المغرب كانت أحوال متميزة بطبيعة الحال ولكن مع ذلك كنا نعيش نوعا ما من الفقر الاجتماعي وليس الفقر الذهني مع حسن الحظ.

[تعليق صوتي]

فتى أراد له جده أن يكون كأبية جامعا للحسنين الإمامة الدينية في القرية والفلاحة التي تكفل القوت الحلال بعرق الجبين فكاد يحجبه عن الدراسة النظامية ولا تدخل معلم القرية، فتى صار الرجل المسؤول في بيته قبل أن يتم الثانية عشرة من عمره انتقل فجأة من عمق الريف المغربي الساكن إلى ذروة الصخب الأوروبي في هولندا وكان عليه أن يتعلم الكثير وأن يعمل بدأب كي يتكيف مع وطنه الجديد وقد اختار أبو طالب لنفسه التواصل مع الناس مهنة وهي مهنة يمكنها أن تجعل من الشخص مذيعا أو سياسيا وقد انتقل رجلنا المغربي الدمث بسلاسة بين المذيع والسياسي محافظا على إنصاته الدائم للناس وحديثه المخلص إليهم ومتشبثا بكبرياء جده ونزاهته في كل الأحوال مدركا تماما كأبيه الفقيه أن خدمة الناس وتلبية مطالبهم العادلة والعمل لتحقيق مصالحهم أمور تمثل أنبل ما يمكن للإنسان أن يكرس له حياته.

[فاصل إعلاني]

تحديات العمل بالسياسة

أحمد أبو طالب: التحاقي بالوزارة كناطق رسمي في التسعينات كان يعني بمثابة تكوين سياسي كان عمل بطبيعة الحال مقابل أجره ولكن كذلك بمثابة التكوين السياسي فبعد تلك المرحلة غادرت العمل في الوزارة والتحقت بالمجلس الأعلى الذي يقوم بتقديم استشارات للحكومة في الميدان الاجتماعي والاقتصادي وأعلى مجلس في الدولة فيما يتعلق بالاستشارة بقيت في هذا المجلس كمدير قسم الإعلام لمرحلة ثلاثة سنوات وبعدين التحقت بالمركز الوطني للإحصاء كمدير قسم الإعلام لأظن سنتين وبعدين التحقت بالمركز الهولندي للتعددية الثقافية لأربع سنوات وبعدين بمدينة أمستردام كمدير لقسم الشؤون الثقافية والاقتصاد بما في ذلك التعليم والميناء والمطار إلى أخره فكانت مسؤولية كبيرة مع – الأسف هذه غرفة خاصة بمجلس الشيوخ لجنة الشؤون الاجتماعية فهي جلسة مغلقة- وفي تلك المرحلة وقع شيء غريب لم أكن أتوقعه الذي حدث هو أن في الحكومة المحلية لمدينة أمستردام زعيم الحزب زعيم حزب العمل الذي أنتمي إليه أظن أنا منذ التسعينات قرر أن يغادر منصبه لأسباب شخصية وأنا كنت أشتغل معه كمدير في المدنية وهو كعضو في الحكومة المحلية آنذاك أنا سافرت إلى المغرب في تلك المرحلة في أيام عطلة إلى أن اتصل بي شخص من زعامة الحزب يطلب مني أن أعوض هذا الرجل الذي غادر منصبه فيعني تصور أنك في مراكش مع مجموعة من الأصدقاء مع القهوة والشاي وتأتي مكالمة تغير نمط الحياة تغير أفكارك تغير إحساسك لأن هذا النوع من المكالمات تتميز بأنها قصيرة والوقت المعطاة لأخذ القرار هو 24 ساعة تلتحق بالمنصب السياسي أو لا تلتحق بالمنصب السياسي تستمر في العمل الإداري أو تلتحق بالعمل السياسي ففعلا قررت أن أعود إلى أمستردام لأستمر في أخذ الاستشارة وأطلب من الأصدقاء ورجال السياسة موقفهم من هذا الطلب وقررت في نهاية المطاف أن ألتحق بالحكومة المحلية لمدينة أمستردام كمحافظ قانوني كما يسمى في الدستور الهولندي عن العموم نقول الحكومة المحلية فكعضو في الحكومة المحلية مسؤول على حقيبة ثقيلة وزنها ثقيل هي حقيبة الشؤون الاجتماعية والتعليم والشبيبة وسياسة المدن الكبرى تحرر المرأة والاندماج الاجتماعي إلى غير ذلك هي حقيبة كان وزنها آنذاك باليورو مليار وسبعمائة مليون يورو سنويا.

[تعليق صوتي]

عبء مضاعف يلقى على عاتق أي مسلم تعود أصوله للعالم العربي إذا ما أراد العمل بالسياسة في أوروبا إذ عليه أن يثبت باستمرار وفائه للمبادئ العامة للحياة السياسية الغربية الدستور والقانون والحرية والمساواة وتداول السلطة عبر الانتخاب الحر وعليه كذلك أن يعلب دور الوسيط بين هذا النظام السياسي والأقليات المسلمة أو العربية المهاجرة وربما تعود السمعة الممتازة التي يحظى بها أحمد أبو طالب في هولندا كسياسي شاب لكنه محنك ينتمي للأقليات رغم صرامة التزامه بالدستور الليبرالي ربما تعود إلى نجاحه في التعامل مع أزمة اغتيال المخرج السينمائي الهولندي فيو فان جوخ الذي اغتاله بوحشية عام ألفين وأربعة شاب هولندي مسلم من أصل مغربي وأثارت هذه الجريمة موجة من الهجمات على مساجد ومدارس القرآن في هولندا التي طالما اشتهر شعبها بتسامحه كما أثارت التساؤلات عن مدى اندماج مليون مسلم في المجتمع الهولندي وهي تساؤلات أجاب عنها أبو طالب بوضوح صارم إبان الأزمة من يريد هولندا عليه أن يقبل دستورها الليبرالي العلماني ومن يريد دستورا آخر فليبحث لنفسه عن بلد آخر.

"
من بين المسؤوليات التي كنت أقوم بها في أمستردام هي محاربة البطالة في أوساط الشباب وما نسميهم بالهولنديين الجدد وهم المهاجرون الذين جاؤوا في الستينيات والسبعينيات
"

أحمد أبو طالب: من بين المسؤوليات التي كنت أقوم بها في مدينة أمستردام وهي كثيرة صراحة في البداية محاربة البطالة في أوساط الشباب وما نسميهم بالهولنديين الجدد المهاجرين الذين جاؤوا إلى أمستردام في الستينات والسبعينات فكان هناك تراكم كبير للبطالة في أوساط الجالية الأجنبية الجالية المسلمة بالدرجة الأولى الأتراك المغاربة ومجموعة من المهاجرين من الدول الآسيوية فقمنا بحملة لمحاربة البطالة وذلك بمساعدة الدولة وأرباب العمل والنقابات على المستوى المحلي وتمكنا والحمد لله من وجود مناصب شغل لآلاف من العاطلين وكنت كذلك أقوم بتشجيع هؤلاء الأجانب على القيام بمبادرات شخصية في ميدان الاستثمار هناك إمكانيات من طرف الدولة ومن طرف السلطة المحلية تدعم هؤلاء الأشخاص على القيام بأعمال جديدة في المدينة في الخطة الثانية كان هناك انشغالي بالحقل حقل التعليم في السنوات الماضية كنت عضو في المجلس الأعلى للتعليم في هولندا لمدة ست سنوات هذا المجلس مجلس استشاري للدولة وأنا كنت على يقين من خلال حياتي الشخصية أنه إذا كان هناك حل للتطور الشخصي وإنعاش الأفكار فليس هناك طريق آخر إلى التعليم أقول أنه النجاح في الحياة يطلب ثلاثة حلول الحل الأول يسمى التعليم والحل الثاني يسمى التعليم والحل الثالث يسمى التعليم فما هناك منافس للتعليم فالقرآن الكريم يربينا على البحث عن العلم وفى العربية يقول ابحث عن العلم ولو في الصين وهذا مثل قديم كيف يمكن لرجل أو امرأة من الخليج العربي يتوجه إلى الصين على حصان أو على جمل يبحث عن العلم لماذا لا نبحث عن العلم ونحن الآن في حوزنا الطائرات وبواخر وسيارات إلى أخره فديننا الحنيف يعلمنا عن البحث عن العلم ويفضل الله العلماء على الباقي من العباد بعد انتخابات نوفمبر 2006 انتخابات تشريعية يعني انتخاب برلمان جديد وتفكيك الحكومة القديمة بدأ حزب العمل الذي انتمي إليه أنا في مفاوضات مع الحزب المسيحي الكبير في هولندا لتشكيل حكومة جديدة فطلب مني زعيم الحزب شهور قبل الانتخابات أن أكون رهن إشارة إذا كان سيطلب مني المشاركة في الحكم الوطني أنا صراحة استمرت المفاوضات لأكثر من ثلاثة شهور فكانت مفاوضات صعبة وأخيرا تم طلب مجموعة من الأشخاص ليكونوا أعضاء في هذه الحكومة فجاء زعيم الحزب وطلب مني أن أمثل الحزب في وزارة الشؤون الاجتماعية على مستوى كاتب الدولة لأكون رمزا للمجتمع الجديد رمزا يعبر للمجتمع أنه هناك سكان جدد في هذا البلد ينتمون إلى هذا البلد جزء من هذا البلد لا يؤدن الضرائب فقط وإنما عليهم واجبات ومن بين الوجبات تدبير شؤون الوطن فقررت في نهاية المطاف أن أقول نعم وزارة الشؤون الاجتماعية هي من أكبر الوزارات في المجتمع الهولندي لها ميزانية كبيرة تقترب من ستين مليار يورو سنويا فكل القوانين الاجتماعية المرتبة للأمور الاجتماعية إلا وتأتي من هذه الوزارة التي أنا أشتغل فيها لمدة شهرين بداية من 22 فبراير 2007 إلى يومنا هذا أنا مباشرة بعد التعيين ككاتب دولة في هذه الوزارة وصلتني المئات من الرسائل والإيميل من طرف منظمات دولية من طرف سفراء دول العالم العربي والإسلامي بلاغ من سفارات عديدة وكذلك من طرف الحكومة المغربية وهناك حفلين نظم لأم صدام لتتويج هذا العمل الذي لا أعتبره عمل شخصي فقط وإنما عمل جماعي لأنني أنا كيف ما تطورات الأحوال فأنا دائما ذلك الطفل الصغير داخل ذلك المجتمع الكبير العربي المغربي الذي وجد هناك ما جعله وصل إلى ما هو الآن فأنا لا أبتعد عن أصالتي وعن ثقافتي وإنما أنا أعتبر نفسي ذلك العقل الكهربائي الذي صنع في تايلاند وتمت برمجته في هولندا أنا ذلك الذي صنع في المغرب وبرمج اجتماعيا وسياسيا في هولندا فهل يمكن أن تقول بأن هناك فرق ما بين الأصالة وما حدث بعد ثلاثين سنة أنا لا أرى ذلك الفرق فهناك مجموعة من الناس والحمد لله مسرورون بما وصلنا إليه في هذا الحقل كوني مهاجرا لا يجعلني أحس بالغربة أصبحت بعد ثلاثين سنة جزء لا يتجزأ من هذا البلد من هذه البقعة الأرضية التي أطلب من الله أن يجعلها بقعة آمنة ودخلت للحلبة السياسية لأبرهن لهذا المجتمع بأن عربي مسلم أمازيغي عربي مسلم ليس كما يظنون أنهم رجال السيوف ورجال الدم ورجال الحرب إلى أخره وإنما رجال الأمن ورجال التعايش ورجال الاعتدال كل قافلة إلا ولها زعيم فاتمنى إن شاء الله أن أكون من الناس الذين هم في مقدمة هذه القافلة يؤدن هذا البرهان لهذا المجتمع عبر ذلك يفتحون الأبواب للأجيال القادمة انطلاقا من غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون ليكون مستقبل أبناؤنا في هذا المجتمع مستقبلا زاهرا مليئا بالتعايش والحوار بين الثقافات فنتمنى إن شاء الله أن نستثمر جميعا في ثقافة الحوار وفي ثقافة السلم والسلام وأتمنى أن أكون شخصيا بمثابة جندي صغير في مقدمة هذا الهدف

[تعليق صوتي]

يعي أحمد أبو طالب أن هولندا التي ذاق شعبها مرارة الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية لن تتساهل مع أي جماعات تستهدف هذا التوازن وتسعى لتدميره ولكنه في المقابل يدرك أن معالجة مشاكل الأقلية المسلمة في هولندا من جهل وفقر وبطالة وانحراف جنائي وإدمان تمثل الضمان الوحيد لدمج هؤلاء في الثقافة العامة للمجتمع الهولندي دون مغالاة في الإجراءات البوليسية وسياسات القمع والإقصاء المدهش أن رجلا كأحمد أبو طالب يمثل جسرا نبيلا بين حضارتي شمال أوروبا وجنوب المتوسط يعيش محاصرا بإجراءات أمنية مشددة لأنه على قائمة ما للاغتيالات والمؤكد أنه حينما يستطيع سليل الفلاحين المغاربة النبلاء أن يسير حرا بلا حراسة في شوارع أمستردام المطرة فإن أحوالنا وأحوال العالم ستكون قد تحسنت كثيرا. العنوان البريد: texile@aljazeera.net