بلا حدود

غيدو شتاينبرغ: إسرائيل حاولت إقناع ألمانيا بتأييد السيسي

استعرض برنامج “بلا حدود” مع كبير الباحثين في المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمنية غيدو شتاينبرغ السياسة الألمانية الخارجية تجاه مصر والعرب، ورؤيتها حول ثورات الربيع العربي.

قال كبير الباحثين في المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمنية غيدو شتاينبرغ إن إسرائيل تهتم بالاستقرار في مصر، ولذلك حاولت إقناع الحكومة الألمانية بتأييد السيسي بسبب خوف تل أبيب من "الإرهاب" في سيناء، أو قيام حكومة جديدة في القاهرة تدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مثلما حدث في عهد الإخوان المسلمين.

وأضاف أن هناك علاقة مباشرة لإسرائيل باستقبال السيسي بألمانيا رغم أن القرار بيد الحكومة الألمانية، كما أوضح أن تل أبيب طلبت من ألمانيا تصدير أسلحة إلى مصر لتستخدمها في سيناء، وأشار إلى أن ألمانيا دولة ناجحة تجاريا تهمها الصفقات.
 
وعبر شتاينبرغ لحلقة الأربعاء 17/6/2015 من برنامج "بلا حدود" عن استغرابه من سماح الحكومة الألمانية للسيسي بزيارة البلاد رغم أنها طلبت من الحكومة المصرية إجراء انتخابات برلمانية أولا، ولكنه أرجع السماح بالزيارة إلى بحث ألمانيا عن مصالحها، إضافة إلى تغير سياسة ألمانيا تجاه الشرق الأوسط ككل ومصر تحديدا.
 
وبشأن اللغط الذي خلفته زيارة السيسي إلى ألمانيا أكد أنه لا يتذكر في حياته زيارة قوبلت بمعارضة شديدة مثل تلك التي واجهتها زيارة السيسي باستثناء زيارة أحد الرؤساء الأميركيين في الثمانينيات، مشيرا الى غياب الأخلاق في مجال السياسة الدولية.

وقال إن التيار الجهادي نشأ في السجون في الثمانينيات بسبب التعذيب، وإن هؤلاء "الجهاديين" أسسوا تنظيم القاعدة مع بن لادن في أفغانستان، وأكد أن "الأنظمة المستبدة" هي التي تصنع "الإرهاب".

أهمية الإخوان
وكشف شتاينبرغ أن الفوضى التي حدثت في ليبيا والعراق وسوريا اليمن جعلت ألمانيا تفضل الحفاظ على استقرار مصر رغم مشاكلها الاقتصادية الهائلة وانعدام الرؤية الاقتصادية الواضحة لدى الحكومة المصرية الجديدة إضافة إلى أن القاعدة الواسعة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر والمنطقة تحتم على من يريد تحقيق الاستقرار في مصر أن يصل إلى حل سياسي مع الإخوان المسلمين.
 
وبحسب رأيه، فإن ألمانيا -التي حصلت على السيادة بعد عام 1992- تركت السياسة الخارجية في يد الحلفاء، خاصة الأميركيين، وظلت تحس بالحاجة إلى الحماية الأميركية حتى الآن لعدم وجود جيش أو استخبارات ألمانية.
 
وأرجع العجز في إدارة السياسة الخارجية الألمانية إلى عدم وجود الخبرة السياسية الكافية، وعدم وجود المراكز المتخصصة في السياسة الدولية، مشيرا إلى تفوق الإنجليز والفرنسيين في هذا المجال.

علاقات متباينة
وبشأن تنظيم الدولة الإسلامية قال الباحث الألماني إنه ألف كتاب "خلافة الرعب" وشرح فيه كل ما يتعلق بتنظيم الدولة، وعلاقة الدول الغربية بتكوينه وتقويته، خصوصا التدخل الأميركي في العراق.
 
وفي ما يتعلق بالوضع في هذه الدولة قال إن السياسة الألمانية تغيرت تجاه إقليم كردستان، وصارت ترفض انفصاله عن العراق، وأوضح أن المساعدة العسكرية للأكراد ليست قوية جدا، وتبدو منطقية لأنهم يمرون بوضع حرج، حسب رأيه.

واعتبر شتاينبرغ تونس التجربة الوحيدة الناجحة في ثورات الربيع العربي، وهذا ما سهل أن تكون سياسة ألمانيا واضحة تجاهها، وتميل إلى مساعدتها عقب الهجوم على متحف باردو.
 
وفي ما يتعلق بالروابط بين بلده وإسرائيل فضل أن يستخدم تعبير "الإحساس بالمسؤولية" تجاه إسرائيل عوضا عن "الإحساس بالذنب"، وكشف عن ما وصفها بانتقادات شديدة توجهها المستشارة ميركل لحكومة نتنياهو، باعتبار أن للسياسة الإسرائيلية انعكاسات على ألمانيا، ومن مصلحة ألمانيا حل القضية الفلسطينية التي أكد أن حلها أصبح أسهل الآن لغياب التأثير السوري الذي كان موجودا في السابق.
 
وبشأن خصوصية العلاقة بين ألمانيا وتركيا أوضح شتاينبرغ أن لذلك جذورا تاريخية وعسكرية، إضافة إلى وجود جالية تركية كبيرة في ألمانيا أشار إلى دورها في إعادة بناء البلاد بعد الحرب، ووصفها بالقسم المهم من الحضارة والثقافة الألمانية.
 
وبحسب الباحث الألماني، فإن الأدب الألماني يهتم بإيران ويتضح ذلك جليا في كتابات الأديب الألماني الكبير غوته، وأشار إلى التشابه بين اللغتين، والاهتمام الكبير بالفلسفة الإيرانية، ومن الناحية السياسية قال إن إيران تحت التأثير الروسي البريطاني، ولكن كان هناك أمل دائما في أن تكون ألمانيا دولة حليفة لإيران.
 
ونفى أن يكون هناك اهتمام كبير داخل السياسة الألمانية حول ما يحدث في اليمن، لأن السياسة الخارجية الألمانية تركز على ملف المفاوضات مع روسيا وأميركا حول المواضيع النووية، وتخرج بذلك ملفات سوريا والعراق أيضا من دائرة اهتمامها.