بلا حدود

رئيس ألبانيا: تغلبنا على ميراث الشيوعية ونواجه تحديات كبيرة

تحدث الرئيس الألباني بوجار نيشاني لبرنامج “بلا حدود” حول التحديات التي تواجه بلاده بعد ربع قرن من الإطاحة بالنظام الشيوعي، وعلاقات بلاده بمحيطها الأوروبي وتوقعاته لمستقبل انضمامها للاتحاد الأوروبي.

أكد الرئيس الألباني بوجار نيشاني أن بلاده تخلصت بشكل كبير من ميراث الشيوعية بعد 25 عاما على سقوطها، لكنه كشف عن العديد من التحديات الكبيرة التي تواجهها بلاده في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الميراث الشيوعي
وقال نيشاني في حلقة الأربعاء (11/3/2015) من برنامج (بلا حدود) إن الشعب الألباني عانى قرابة خمسين عاما من أسوأ الأنظمة الشيوعية، التي منعت الناس حتى من ممارسة حق الاعتقاد، ودمرت المساجد، وبعثت برجال الدين للسجون فقط لأنهم يؤمنون بالله، ولم يسمح للشعب بالصلاة.

وأضاف أن الأمور تغيرت تماما الآن في ألبانيا، فمنذ بداية الثمانينيات لدينا نظام سياسي يستند إلى التعددية، والناس أحرار في ممارسة حقهم في التدين والتعبير عن آرائهم.

ورغم ذلك كشف الرئيس الألباني عن تحديات كثيرة تواجهها بلاده تتعلق بتطوير ذهنية وعقلية المجتمع وكذلك بتطوير وتنمية الاقتصاد، ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة.

وفيما يتعلق بالاقتصاد قال نيشاني إنه منذ العام 1996 حتى العام 1997 مررنا بصعوبات مالية كبيرة، لكن الاقتصاد يتحسن من خلال العمل ومن خلال الاستثمارات، ونسعى للحصول على استثمارات أجنبية وتحويل سوقنا إلى سوق حرة من الخلال العمل الجاد الدؤوب.

وأضاف أن ألبانيا تحتاج إلى استثمارات أجنبية حقيقية، وهناك حاليا الكثير من الشركات الأجنبية في مقدمتها الإيطالية والنمساوية "ونتهيأ لعقود ضخمة مع دول بمن فيها الدول العربية"، وسيقوم البرلمان بمناقشة مشروعات قوانين خاصة لحماية الاستثمارات.

الجريمة المنظمة
وبشأن ما يتردد عن انتشار عصابات المافيا والجريمة المنظمة في ألبانيا قال نيشاني إنه لا توجد في ألبانيا منظمة يمكن أن يطلق عليها مافيا، "لدينا جريمة منظمة وهناك تكهنات كثيرة توجه نحو ألبانيا لأسباب مختلفة".

وأوضح في هذا الصدد أنه بين العامين 2008 و 2009 و2011 و2012 وعندما كان يتولى منصب وزير الداخلية استطاعت الجهود الأمنية اعتقال اكثر من 2000 شخص من عصابات الجريمة المنظمة، نافيا أن تكون بلاده ملاذا آمنا للهاربين وتجار المخدرات.

وبشان العلاقات العربية الألبانية أكد الرئيس الألباني أن هناك مشاعر طبية تجاه الشعب العربي والبلدان العربية "ولدينا أوجه تشابه كثيرة في الثقافة وعلينا الترويج لهذه الأشياء".

الاتحاد الأوروبي
وفي الملف الأوروبي توقع نيشاني انضمام بلاده عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي في غضون عشر سنوات، وأشار إلى أن الاقتصاد الألباني ورغم أنه ليس ثريا إلا أنه حقق تقدما كبيرا، حتى أثناء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بدول أوروبية في السنوات الخمس الماضية.

وقال "نركز الآن على مشروعات مشتركة مع دول أوروبية ونرحب بالاستثمارات من كل البلدان بما في ذلك البلدان العربية".

وردا على سؤال حول رفض بلاده تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية على أرضها، قال إن ألبانيا عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومنذ انضمامها كانت ملتزمة ومشاركة بكل فعالية في الحلف لتوفير الأمن والسلام، ولكن الحكومة قررت عدم قبول الأسلحة الكيمياوية السورية على أرض ألبانيا، وكذلك المواطنون ومنظمات المجتمع المدني.

وأعرب عن تفاؤله بشأن مستقبل ألبانيا في ظل الوضع الراهن، وقال إنه "سيكون مشرقا وعلينا أن نعمل بجد بدون كلل أو ملل كشعب ومؤسسات لترويج قيمنا وتعزيز شراكتنا مع أصدقائنا".