حديث الثورة

هل تنجح محاولة الارتداد للإمامية باليمن؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” واقع اليمن وتحديات تأسيس جمهوريته الثانية، في ظل محاولة الارتداد إلى الإمامية بعد 54 عاما من الثورة عليها.
تتواصل احتفالات اليمنيين بالذكرى الرابعة والخمسين لثورة سبتمبر عام 1962 التي تمكنت من إنهاء الحكم الملكي الإمامي وإعلان قيام الجمهورية. وقد حظي الاحتفال بالعيد لهذا العام باهتمام غير مسبوق، وبات خلال الأيام الماضية حديث الشارع اليمني في مختلف المحافظات.

حلقة (2016/9/29) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت واقع اليمنوتحديات تأسيس جمهوريته الثانية، في ظل محاولة الارتداد إلى الإمامية بعد 54 عاما من الثورة عليها.

وقال الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح إن احتفال هذا العام كان مميزا لأن اليمنيين استشعروا خطر العودة إلى الإمامية بعد أن ظنوا أنهم قد قطعوا شوطا بعيدا في الابتعاد عنها، إلى أن جاء الحوثيون واحتلوا صنعاء في الشهر نفسه الذي قامت فيه الثورة الجمهورية على النظام الإمامي، في إشارة رمزية من الحوثيين إلى أنهم يمثلون امتدادا تاريخيا وسياسيا وعقديا لنظام الإمامة.

وأضاف جميح أن نظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح تحول من نظام جمهوري إلى نظام جمركي حيث كان يريد توريث السلطة لابنه، معتبرا أن ثورة 11 فبراير/شباط 2011 كانت ضرورية لتصويب المسار، مشيرا إلى أن الحوثيين سيكونون نسخة أكثر سوءا من نظام الإمامة. 

لا مكان للمشروع الحوثي
من جهته اعتبر رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، القيادي في المؤتمر الشعبي العام في اليمن نجيب غلاب، أن ثورة 11 فبراير/شباط 2011 هي العمل المكمل لثورة سبتمبر/أيلول 1962، وهي عملية تصحيحية كان يراد لها أن تكون عملية جراحية هادئة لكن القوى المضادة لسبتمبر اخترقتها وفككت صفوفها.

وأضاف أن الحركة الحوثية انقلبت على الجمهورية وثورة فبراير وأصبحت هناك هيمنة كلية لصالح الثورة المضادة لثورة سبتمبر. واعتبر أن الاحتفالات هذا العام بذكرى ثورة سبتمبر أثبتت أن المشروع الحوثي المستمد من إيران لا مكان له في اليمن ولن يستمر، مؤكدا أن الرئيس المخلوع صالح لم يسقط ولكنه "أسقط نفسه مع الكهنوت الحوثي" بحسب تعبيره.

بدوره قال محمد المقبلي -أحد القيادات الشبابية في الثورة اليمنية– إن ثورة فبراير جاءت امتدادا للثورة السبتمبرية ولتصحيح الاختلالات في المشروع الجمهوري، معتبرا أن تحالف صالح والحوثي هو خيانة لثورتي سبتمبر وفبراير، وأنهما انقضا بقوة السلاح على المشروع الديمقراطي الذي كان يتم الإعداد له عبر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

ووصف المقبلي جماعة الحوثي بأنها عصا بيد اللاعب الإيراني في خاصرة الجزيرة العربية والمنطقة بأكملها، وهي لا يمكن أن تكون جزءا من الحياة السياسية في اليمن. 

توظيف واختلال
في المقابل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبد الوهاب الشرفي أن ثورة سبتمبر 1962 هي ثورة الجميع، وهناك من يحاول أن يصبغ الردة عنها على خصمه في محاولة للكسب والتغلب السياسي، ولم يتم الانقلاب عليها لكن هناك اختلالات في السلطة وتصرفات غير سوية من قبل الجميع.

وأشار إلى أن كل طرف من أطراف النزاع في اليمن حاليا يحاول توظيف ثورة سبتمبر لابتزاز الطرف الآخر.

وقال إن اليمن يعيش حاليا حالة اختلال سلطة في مختلف الاتجاهات، "فكما لدينا ولاية السيد الفقيه فلدينا أيضا ولاية الجنرال والجميع يعرف أن من يقاتلون في طرف عبد ربه منصور هادي هناك من يتحكم فيهم، وهو الجنرال".

واعتبر أن الحل في اليمن يكمن في حل سياسي تكون فيه ولاية النظام والقانون على الجميع.