حديث الثورة

ليبيا.. حرب أخرى وقودها الهلال النفطي

ناقش برنامج “حديث الثورة” دلالات حرب الموانئ النفطية في ليبيا، إذ يبدو الهلال النفطي بحقوله وموانئه أقرب إلى صورة مصغرة لما عليه البلاد وسياسيوها وعسكريوها من فرقة وتطاحن.

لا تخبو الحرب في منطقة الهلال النفطي شرقي ليبيا إلا لتستعر أكثر حتى بات الوضع هناك مرتعا خصبا لتضارب الروايات والتباس المواقف.

غير أن ما يبدو جليا هو أن هذا الهلال النفطي الغني بحقوله وموانئه بات أقرب إلى صورة مصغرة لما عليه البلاد وسياسيوها وعسكريوها من فرقة وتطاحن.

اندلعت الاشتباكات بين الموالين للواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة وحرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق الوطني من جهة أخرى، وسيطرت حتى الآن قوات حفتر على أغلبية الموانئ الرئيسية.

في الأثناء، قال وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق الوطني الليبية المهدي البرغثي إن هناك فرضية قوية لمشاركة طائرات مصرية في قصف القوات الموالية للحكومة.

ما يجري في ليبيا التي أنجزت اتفاق الصخيرات بعد عام شاق من التفاوض هو "انتكاسة خطيرة" كما يصفها محمد أمعزب النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، متحدثا لبرنامج "حديث الثورة" حلقة (2016/9/18).

وكرر غير مرة أن الاتفاق الذي تمخض عن مجلس رئاسي وحكومة وفاق ليس مقدسا، لكن -رغم مثالبه- مثل نقطة ارتكاز جيدة لبناء ليبيا، ووضعت آليات تضمن إمكانية تعديله.

ويضيف أن ما حصل في الهلال النفطي مرده "جموح شهواني للسلطة" لدى حفتر الذي أطلق قبل عامين عملية الكرامة فضمت قائمة ضحايا حفتر أكثر من عشرة آلاف قتيل، محذرا من خطورة ما يجري في المنطقة ذات الطابع القبلي والمشتملة على حقول الغاز والنهر الصناعي.

ويختصر أمعزب الأمر بالقول إن حفتر أراد السيطرة على الموانئ والذهاب إلى القاهرة لطرح ورقة سياسية تعيده إلى المشهد، علما بأن مشكلته الأولى هي إلغاء الاتفاق السياسي في مادته الثامنة الوظائف الأمنية والعسكرية مما يعني فقدانه منصبه.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي الليبي كامل المرعاش إن ما جرى في منطقة الهلال النفطي سيطرة للجيش الوطني الذي تحتاجه ليبيا، إذ إن الشعب يئس من المليشيات التي لم تستطع حكومة الوفاق السيطرة عليها.

أما اتفاق الصخيرات كمرجعية فقال إنه الأفضل لكن وقع فيه 77 خرقا، ومن ذلك أن المليشيات في طرابلس لم تفكك، أما خليفة حفتر فمن وجهة نظره لا يتصرف من تلقائه بل إن هناك مجلس نواب شرعيا هو الذي عينه.

اختطاف الصخيرات
بدوره، قال الباحث السياسي الليبي نزار كريكش إن ما يجري من حرب على الموانئ يعكس محاولة اختطاف اتفاق الصخيرات، والتنازع على الشرعية، مؤكدا أن أي حرب في الهلال ستكون مدمرة وكارثية.

وواصل القول إن الحديث في المرحلة الانتقالية عن الشرعيات نوع من العبث، وإن الحل هو سيطرة قوة مشتركة ذات طابع مؤسسي على الهلال النفطي، مبينا أن سلوك حفتر لا يدل على جيش ومؤسسة وطنية ضاربا بـأجدابيا مثلا حين دخل عناصره وعاثوا في المدينة بينما قوات حكومة الوفاق دخلت سرت وحافظت على قيم الدولة والمجتمع في سلوكها.

وخلص كريكش إلى أن مدنية الدولة مقدمة على طموح حفتر الشخصي الذي يبحث عن نموذج سوريا.