حديث الثورة

حلب.. مأساة سياسية وإنسانية

ناقش برنامج “حديث الثورة” أبعاد مأساة حلب السياسية والإنسانية، وردود فعل الرأي العام العربي والعالمي إزاءها، ومدى تأثيرها في مواقف الحكومات.
قال عضو المجلس المحلي لمدينة حلب ياسر كور إن الحملة الشرسة التي يشنها النظام السوري بمساعدة روسيا وإيران منذ تسعة أيام على حلب أدت إلى تدمير المشافي والمراكز الطبية والمساجد والأسواق الشعبية ومحطات المياه والكهرباء، وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.

وأوضح كور في حلقة (30/4/2016) من برنامج "حديث الثورة" التي ناقشت أبعاد مأساة حلب السياسية والإنسانية وردود فعل الرأي العام العربي والعالمي إزاءها ومدى تأثيرها في مواقف الحكومات،  أنه ما يزال هناك إلى الآن عالقون تحت الأنقاض أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ جراء القصف الجوي والصاروخي والمدفعي على أحياء المدينة.

واعتبر أن هدف النظام السوري هو تهجير أهالي حلب الذين يصرون ويتمسكون بالبقاء في مدينتهم رغم أنهم لا يملكون قوت يومهم. وأشار إلى أن معظم آليات مجلس المدينة تم تدميرها، معربا عن أسفه لتقاعس المجتمع الدولي إزاء الجريمة ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام وحلفاؤه في حلب.

من جهته قال كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي في واشنطن، الخبير في شؤون الأمن القومي والشرق الأوسط، هاردن لانغ، إن إدارة الرئيس باراك أوباما ليست لديها خطة لوقف النظام السوري وحلفائه الروس عما يقومون به في حلب. 

وأضاف أن حلب تركت في وضع عصيب، فلا الإدارة الأميركية ولا أوروبا ولا اللاعبون الإقليميون مثل تركيا والسعودية المشغولة باليمن يبدو أنهم مستعدون للقيام بعمل تجاه الأزمة الإنسانية في حلب.

وقال إن الإدارة الأميركية غير مستعدة لعمل عسكري في سوريا، معتبرا أن ذلك يعتمد على من سيصل إلى البيت الأبيض بعد انتخابات الرئاسة، وما إذا كانت لديه الرغبة في  التدخل لحل الأزمة.

حلب باقية
بدروه اتهم رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية أسعد الزعبي الولايات المتحدة بإعطاء "المجرم الإرهابي بشار الأسد الذي يقتل شعبه، وحلفائه الروس، فرصة أن يقرر من هو الإرهابي ومن هو غير الإرهابي".

وقال إن ما يحدث في حلب عار على الأمتين العربية والإسلامية والإنسانية، معتبرا أن النظام وروسيا يهدفان من وراء قصفهما حلب إلى إجبار المعارضة على الخروج من المدينة، "ولكن ذلك لن يحدث وستبقى حلب ما بقي الزمن".

وأكد أن المعارضة لن تعود إلى مفاوضات جنيف "إلا إذا التزم مجلس الأمن الكذاب بجزء من الأخلاق في الجانب الإنساني الذي ينص القرار على 2254 على أنه خارج مجال التفاوض، ونؤكد أنه لا تفاوض ولا مساومة على مبادئ الثورة وأهدافها وحقوق الشعب السوري".

من ناحيته، قال الناشط الإعلامي السوري هادي العبد الله الذي كان يتحدث من حلب، إن الروس يكذبون بادعائهم أنهم يقصفون تنظيم الدولة الإسلامية في حلب، والتي لا يوجد فيها التنظيم وإنما يوجد في ريفها.

وأضاف أن الروس يستهدفون المدنيين لا فصائل المعارضة، حيث شنوا 290 غارة على أنحاء حلب خلال الأيام التسعة الماضية، أدت إلى مقتل 196 مدنيا بينهم أربعون طفلا وجرح أكثر من أربعمئة مدني.

ووجه العبد الله رسالة إلى وفد المعارضة المفاوض قال فيها "إن أهالي حلب يقولون لكم لا تتنازلوا عن مبادئ الثورة حتى لو تهدمت بيوتنا على رؤوسنا، وستبقى حلب صامدة وثائرة".

حظر الطيران
أما رئيس البرلمان العربي السابق، عضو مجلس الأمة الكويتي السابق، علي الدقباسي، فأكد أن الإجراء الوحيد الكفيل بوقف المجازر في سوريا هو فرض حظر على طيران النظام السوري، معتبرا أن حظر الطيران كفيل بإسقاط هذا النظام المجرم.

ودعا الدقباسي الدول العربية إلى فرض مقاطعة اقتصادية لكل الدول المؤيدة للنظام السوري، وإلى تحرك شعبي إنساني مع تحديد بوصلة وخارطة طريق لهذا التحرك.

وطالب البرلمانيين العرب بتنظيم حملات للوصول إلى الضمير الإنساني العالمي، حتى تتحرك حكومات الدول الصامتة على ما يجري من مجازر في سوريا.