حديث الثورة

تصعيد النظام بحلب.. أي خيارات للمعارضة وواشنطن؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” أهداف تصعيد النظام السوري وحلفائه حملتهم العسكرية على مدينة حلب، وخيارات المعارضة السورية والولايات المتحدة في مواجهة هذا التصعيد.
حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع في مدينة حلب كارثي، وذلك بعد تصاعد العمليات القتالية في المدينة، حيث تتعرض أحياؤها منذ أيام لقصف عنيف من الطائرات الروسية ومن قوات النظام السوري، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية.

وكما يبدو فإن الوضع يتجه إلى مزيد من التدهور، حيث تشير تقارير إلى استعداد قوات النظام لمعركة حاسمة قريبة في حلب.

حلقة الخميس (28/3/2016) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت أهداف تصعيد النظام السوري وحلفائه حملتهم العسكرية على مدينة حلب، وخيارات المعارضة السورية والولايات المتحدة في مواجهة هذا التصعيد.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية سابقا بي.جي كراولي أن الحل الوحيد لما سماها المأساة السورية هو إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة وإقامة انتقال سياسي يشارك فيه كل السوريين، وإلا فإن هذه المأساة ستستمر ما لم يغير الروس والإيرانيون وحلفاؤهم موقفهم المؤيد لبقاء الأسد في السلطة.

ونفى كراولي أن تكون هناك مؤامرة أميركية روسية ضد الشعب السوري بإفشال ثورته وإبقاء الأسد في الحكم، وقال إن واشنطن قررت عدم التدخل مباشرة ضد الأسد حتى لا تتكرر تجربتها غير الناجحة في غزو العراق.

ووصف الصراع في سوريا بأنه صعب ومعقد للغاية، مشيرا إلى أنه لا بد من الاعتراف بأن دولا كثيرة في المنطقة تدخلت في سوريا وهي إيران والسعودية والإمارات وقطر وتركيا، "والمشكلة أن كل هذه الأطراف ليست لديها رؤية مشتركة لحل تحديات هذا النزاع المعقد".

وعن توقف واشنطن عن دعم المعارضة السورية بالسلاح، قال كراولي إن بلاده أصبحت حذرة بعدما وصل السلاح الذي قدمته سابقا للمعارضة المعتدلة إلى أطراف تعتبرها إرهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية

أكاذيب أميركية
في المقابل وصف الكاتب الصحفي السوري بسام جعارة تبرير واشنطن لتوقفها عن إرسال السلاح لدعم المعارضة السورية بحجة الخوف من الوقوع في اليد الخطأ بأنه مجرد أكاذيب، مشيرا إلى أن 90% من سلاح تنظيم الدولة جاء من الحشد الشعبي في العراق الذي تدعمه واشنطن وتمده بالسلاح، وتساءل: ما الذي يمنع الدول العربية من إرسال السلاح إلى المعارضة؟

واعتبر جعارة أن هناك توافقا أميركيا روسيا على بقاء الأسد، وتبادلا للأدوار بينهما من أجل إخضاع الشعب السوري، مؤكدا أن الشعب "لن يقبل بقاء الأسد حتى لو سقط مليون شهيد من أبنائه".

وحول تعرض مدينة حلب لقصف عنيف من الطائرات الروسية ومن قوات النظام السوري، قال جعارة إن روسيا تعيد إنتاج غروزني في حلب، "ولكن حتى لو جاءت روسيا ومعها حلف الناتو فلن يقدروا على احتلال حلب".

من جهته نفى الدبلوماسي الروسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف أن تكون القوات الجوية الروسية قد شاركت في قصف مستشفى تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" في حلب، "بل على العكس من ذلك، فإن روسيا تعمل على منع حدوث كارثة إنسانية في حلب".

وقال إن روسيا طلبت من الأمم المتحدة اعتبار جيش الإسلام وحركة أحرار الشام منظمتين إرهابيتين لأنهما تتعاونان مع جبهة النصرة، "وجميع هذه المنظمات لا تحترم وقف إطلاق النار وتستمر في إطلاق النار ضد الجيش النظامي السوري".

وأكد أن مفاوضات جنيف ستستمر وروسيا لن توافق على إفشالها لأن الحل السياسي هو الوحيد للأزمة في سوريا، معتبرا أنه لا بديل لجنيف، "وعلى وفد المعارضة أن ينسى أن هدفهم هو إسقاط الأسد، وأن يركزوا على مكافحة الإرهاب".

 

استسلام أميركي وغربي
أما الكاتب والباحث السياسي الدكتور محمد قواص فاعتبر أن أميركا وأوروبا والغرب استسلموا لروسيا وسلموها الملف السوري، مشيرا إلى أن حديث المسؤولين الأميركيين عن تحفظات لديهم على دور روسيا هو فقط للاستهلاك الأميركي الداخلي.

ودعا قواص السوريين إلى عدم القبول بمهزلة جنيف التي انتهت، ولا بالمؤامرة الروسية الأميركية على الشعب السوري. وتساءل: كيف يمكن الحديث عن مفاوضات ودمشق تتحدث عن معركة حاسمة في حلب؟ وكيف يمكن الحديث عن المفاوضات والنظام وروسيا يرتكبان مجازر يومية بحق الشعب السوري؟

وقال إن الفعل الميداني والسياسي لا يحدث في جنيف وإنما في مدينة حلب الإستراتيجية التي تعتبرها تركيا حديقة خلفية لها، متسائلا عن موقف أنقرة والدول الإقليمية مما يجري في حلب.