حديث الثورة

المعادلة السياسية في اليمن بعد انتقال هادي إلى عدن

ناقش برنامج “حديث الثورة” مواقف أطراف المعادلة السياسية في اليمن وخياراتها في الفترة المقبلة، كما تطرق لاحتمالات استئناف الحوار بين كافة الأطراف برعاية الأمم المتحدة في ظل التعقيدات الراهنة.

بات اليمن أمام واقع جديد تبدلت فيه مواقع أطراف المعادلة السياسية بعد انتقال الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن وتخلصه من حصار الحوثيين في صنعاء.

وأكد هادي خلال اجتماعه مع محافظي إقليم عدن -الذي يضم محافظات عدن وأبين ولحج والضالع- وقادة عسكريين وأمنيين، تمسكه بالاستمرار في عمله السياسي كما التزم به أمام المواطنين والناخبين.

كما نُقل عنه أنه يستعد لاتخاذ إجراءات لتخليص اليمن من الانقلاب الحوثي، وأعلنت محافظات وقوى مختلفة دعمها لهادي وشرعيته، بينما اعتبر أحد قادة الحوثيين أن هادي بات قائدا لفصيل من تنظيم القاعدة.

قلب الطاولة
وحول مغزى وصول الرئيس هادي إلى عدن، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي لحلقة الأحد (22/2/2015) من برنامج "حديث الثورة"، أن ذلك يعد قلبا للطاولة في وجه الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة انقلابا كامل الأركان.

وأوضح الشايجي أن اليمن يحتاج إلى الدعم الدولي والإقليمي السريع من دول الخليج، ووصف الشأن اليمني بالخطير والمعقد، نافيا أن تحمل حركة الحوثيين أي شرعية، ومؤكدا أنها نفذت انقلابا كليا على النظام والمبادرة الخليجية.

وأضاف أن الحوثيين فشلوا في قيادة البلاد ولم يجدوا دعما أو قبولا لدى الشعب اليمني، ووصلوا إلى قناعة بأنهم لن يستطيعوا السيطرة على اليمن، وطالب اليمنيين بالتمسك بشرعية الرئيس هادي، وناشد دول الخليج أن تتمسك بالشرعية وتدعمها.

وتعجب الشايجي من استمرار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر في إدارة الحوار في فندق موفنبيك، قبل أن يسلّم الحوثيون كل المباني التي احتلوها وينسحبوا خارج صنعاء.

عبد الله الشايجي:
اليمن يحتاج إلى الدعم الدولي والإقليمي السريع من دول الخليج، والشأن اليمني خطير ومعقد

نقل الحوار
وبالمقابل أوضح رئيس الملتقى الوطني لأبناء جنوب عدن محمد مارم أن الرئيس هادي يباشر أعماله بحكم الشرعية التي منحت له منذ انتخابه، ولكنه لم يستطع أن يدير الدولة مؤخرا، الأمر الذي دفعه للإقدام على الاستقالة.

ودعا القوى السياسية إلى العمل على نقل جلسات الحوار خارج العاصمة صنعاء "المحتلة"، وأكد أن عودة هادي إلى عدن تعيد التوازن إلى الجمهورية اليمنية بشكل عام.

أما الخبير في شؤون جماعة أنصار الله الحوثية محمد العماد فدعا إلى نبذ المزايدة السياسية وعدم توصيف العاصمة صنعاء بالمحتلة، مؤكدا أن عدن أيضا تعتبر محتلة بالمقابل في ظل الظروف الحالية.

وحذر العماد "بعض القوى السياسية" التي تفاوض في صنعاء داخل فندق موفنبيك من استخدام خروج الرئيسي هادي كورقة للضغط السياسي في المفاوضات.

واستبعد أن يتم نقل الحوار من صنعاء إلى عدن، لأن ذلك سيكون مرفوضا من قبل بعض القوى السياسية، ودعا إلى عدم المزايدة على مكان المفاوضات.

ملاذ آمن
ومن مأرب أوضح الكاتب والباحث السياسي اليمني حسين الصادر أن الرئيس هادي ما زال رئيسا شرعيا ولا يوجد أدنى سبب يلغي شرعيته، وأكد أن القبائل بشكل عام ترفض الانقلاب الحوثي، وتؤيد الرئيس في الجوف ومأرب وغيرها من المناطق.

وقدر الصادر نسبة القبائل المؤيدة للرئيس هادي في مأرب وسبأ بنحو 70 إلى 80% من القوى السياسية في البلد، وأكد أن مناطق هذه القبائل تمثل ثقلا اقتصاديا يمول الخزينة العامة.

من ناحيته أشار رئيس كتلة الأحرار في البرلمان اليمني محمد مقبل الحميري إلى أن الحديث عن انعقاد البرلمان في هذه الظروف يعتبر حديثا عبثيا، واعتبر خروج الرئيس هادي إلى عدن بمثابة خروج الشرعية إلى ملاذ آمن.

وطالب الحميري الحوثيين بأن يرفعوا الحصار عن الوزراء والسياسيين في صنعاء الذين أكد أنهم استقالوا من مناصبهم احتجاجا على استخدام الحوثيين لشرعية القوة والسلاح.

أما الناشط الحقوقي وعضو ائتلاف شباب الثورة اليمنية خالد الآنسي فرأى أن خطوة الرئيس هادي تعتبر فرصة لا ينبغي أن يضيعها اليمنيون، وطالب بمحاصرة الانقلاب بواسطة سلطة الدولة، ودعا اليمنيين إلى الالتفاف حول هذه السلطة.