ما وراء الخبر

ما دلالة تقليص روسيا قواتها في سوريا؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” أبعاد ودلالات قرار روسيا بدء تقليص قواتها العاملة في سوريا “بعد إتمام مهامها”. فما طبيعة المهام التي تتحدث موسكو عن إنجازها في سوريا؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي الروسي بافل فيلغينهاور إن قرار سحب روسيا قطعا -في مقدمتها حاملة الطائرات كوزنيتسوف من البحر المتوسط– من سوريا، قرار سياسي وعسكري في آن واحد.

وأضاف لحلقة الجمعة (2017/1/6) من برنامج "ما وراء الخبر"، أن انتهاء معركة حلب جعل الحاجة إلى القوة الجوية أقل من السابق، كما أن الحاملة كوزنيتسوف كانت أصلا ستغادر في فبراير/شباط المقبل بعد سقوط الطائرتين على متنها.

سياسيا يرى فيلغينهاور أن روسيا تريد الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار على الأقل مع أجزاء من المعارضة السورية.

أما حجم الانسحاب، فإنه بحسبه لا يتجاوز مئات الجنود، و"هؤلاء يستطيعون العودة إلى سوريا خلال ساعات إذا دعت الحاجة". مقابل ذلك تبقى القوات الروسية بعدد ستة آلاف جندي في أماكنهم، لأن روسيا جاءت إلى سوريا "لتبقى فترة طويلة".

تكلفة القتل
الباحث في الدفاع الإستراتيجي مأمون أبو نوار قال إن وجود حاملة الطائرات كوزنيتسوف رمزي، "وتكلفة القتل الذي مارسته كانت عالية على الموازنة الروسية".

القيادة الروسية بررت قرار سحب القطع البحرية بإتمام قواتها مهمتها في سوريا، وهنا يقول أبو نوار إن روسيا حققت أهدافها بشكل شبه كامل، ومن ذلك استعراض قوتها وسيطرتها على المنطقة وبناء قواعد إستراتيجية في سوريا.

أما فيلغينهاور فيرى أن المهام التكتيكية أنجزت في حلب، كما تحقق التحالف مع تركيا، لكن روسيا تريد ترسيخ نفسها كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط، لا أن ينظر إليها بوصفها حليفا للشيعة والعلويين.
ويواصل القول إن موسكو تسعى لإنجاح مؤتمر أستانا المقبل، وفي أثناء ذلك تسعى لتأسيس علاقات وثيقة بل وتحالفات مع قوى سنية من المعارضة السورية.

لكن، وبالنظر إلى واقع تنظيم الدولة في سوريا الآن، وهو الذي زعمت روسيا أنها جاءت أساساً للقضاء عليه، تثور التساؤلات بشأن المهمة التي أتمت القوات الروسية إنجازها هناك.

يقول فيلغينهاور إن موسكو تسعى لتأليف تحالف في الشرق الأوسط ضد الإرهاب، وعليه ليس من المنطقي أن تسرع في تدمير التنظيم، فحينها سيكون السؤال "هذا التحالف ضد من؟".

ما وصفه الخبير الروسي بالنجاح التكتيكي في حلب، رآه أبو نوار دعما جديدا لتنظيم الدولة الذي يجند الآن أضعاف ما كان يجنده في السابق بسبب الوحشية الروسية، ملخصا القول بأن روسيا دمرت -عبر حلب- التوازن في المنطقة، بل وغيرت النظام العالمي.

وكانت روسيا أعلنت تدخلها العسكري في سوريا أواخر سبتمبر/أيلول 2015، وأرسلت حينها قوات جوية إلى قاعدة حميميم السورية قرب اللاذقية ووقعت اتفاقية وجود دائم هناك لدعم قوات النظام السوري. وتشير الأرقام إلى تنفيذ مقاتلات روسيا أكثر من عشرة آلاف غارة جوية منذ تدخلها العسكري.