ما وراء الخبر

ما مدى جدية التحركات لإنجاز التسوية السورية؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” ملامح المقترحات التي يدور الحديث حول تقديمها أساساً لتسوية سياسية محتملة للأزمة السورية، ومدى جدية التصريحات والتحركات الراهنة بشأن السعي لإنجاز تسوية سياسية محتملة.

قال أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات إن ثمة محاولة للتسوية في سوريا تقودها روسيا، وذلك بما ينسجم مع قناعتها الدائمة بأنها وإن كانت قادرة على الحسم الميداني فإنها لن تستطيع القضاء على الثورة.

ومضى يقول لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة السبت (2016/12/3) إن الدور التاريخي لروسيا يجعل من غير المستغرب أن تأتي المبادرة منها، مضيفا أن هناك نقاطا عديدة تقرأ؛ ومنها أن نظام الأسد هو آخر من يتم الحديث معه بخصوص الأزمة السورية.

ولاحظ فريحات أن الحوار روسي إيراني أوروبي تركي، وأنه جرى -في المرحلة الأولى منه- استثناء نظام الأسد والولايات المتحدة، لافتا إلى أن موسكو أدركت أن بإمكانها حسم معركة حلب ولكن ماذا بعد ذلك؟

حراك دولي
يذكر أن الساحة السياسية تشهد هذه الأيام تصريحات وتحركات مسؤولين دوليين على صلة بالأزمة السورية.

فقد أجرى مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا إلكسندر لافرنتيف مباحثات في طهران مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومستشار المرشد للشؤون الدولية علي ولايتي.

من جهة أخرى، قالت صحيفة "التايمز" إن الاتحاد الأوروبي عرض تقديم دعم مالي لنظام الأسد، في سياق مقترحات لحل سلمي في سوريا.

في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي ليونيد سوكيانين إن روسيا ترى أن الآفاق المستقبلية أصبحت أكثر تفاؤلا بإيجاد حل سلمي، خاصة أن ذلك ينسجم مع الأطراف الإقليمية والدولية التي تريد الدفع بمحاولات إيجاد حل سياسي، وعلى وجه التحديد إيران وتركيا والاتحاد الأوروبي.

وخلص إلى أن روسيا لا يمكنها أن تحل محل القوى الأخرى، وعليه لا يمكن المضي في التسوية دون تصور مشترك مع اللاعبين الرئيسيين في الساحة السورية.

لقاء المعارضة وروسيا
الكاتب والباحث السياسي محمد زاهد غول قال إن تركيا وروسيا تقومان في هذه المرحلة بعمل متميز، مبينا أن الفصائل السورية المسلحة اجتمعت في أنقرة لأول مرة بطلب روسي وتحت الرعاية التركية، وأن الأمور تقدمت بين الطرفين، لكن دون الوصول إلى مستوى تسوية أو حتى تفاهمات.

وزاد فريحات على ذلك بالقول إن روسيا تفكر سياسيا بشكل صحيح، لكن تخطئ في التطبيق، إذ مع يقينها أنه لا بد من مسار سياسي فإنها لم تنخرط في التفاهم مع المعارضة السورية لإنضاج حل سياسي، كما أنها لا تضغط بالشكل الكافي على الطرف الآخر المتمثل في النظام وإيران.

الضغط على إيران بحسب ليونيد سوكيانين ممكن، ولروسيا "كلمة مسموعة" لدى طهران، لكن في النهاية فإن روسيا تنطلق من مصالحها السياسية والقومية، وهي تنتظر في المقابل الضغط على اللاعبين الآخرين في سوريا.

محمد زاهد غول رد بالقول إن فصائل المعارضة توافقت في تركيا خلال لقائها مع الجانب الروسي على خروج مقاتلي فتح الشام (جبهة النصرة) الذين لا يتجاوز عددهم ثلاثمئة عنصر من حلب.

لكن مقابل ذلك -تساءل غول- هل يمكن لروسيا إقناع النظام وإيران بإنهاء الاعتداءات على مناطق المعارضة؟ مضيفا "إذا استطاعت فعل ذلك فسنتحدث عن نجاح روسي في إحلال تسوية في حلب".