كيف تختار واشنطن حلفاءها لمحاربة تنظيم الدولة؟
قال الكاتب والمحلل السياسي محمد قواص إن الولايات المتحدة تتصرف "بصبيانية وأحيانا بشيء من الهواية" في التعامل مع الحرب بسوريا، مشيرا إلى إرسال واشنطن مئتي مقاتل لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" الفصيل الذي تمثل قوته الأساسية وحدات حماية الشعب الكردية.
ومضى يقول لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (2016/12/10) إن الولايات المتحدة تنظر إلى تنظيم الدولة في سوريا بغير ما تنظر إليه في العراق الذي يوجد فيه 8000 جندي أميركي مقابل 200 سينضمون إلى 300 آخرين في الأرض السورية.
وأوضح أن أميركا ترى رؤية تقنية عسكرية صرفة تتلخص في أن التنظيم ورم ينبغي اجتثاثه، من دون النظر إلى السياق الذي أنتجه.
الأسد ثابت أميركي
وذكر قواص بأن وزير الدفاع الأميركي في جلسة للكونغرس رد بالنفي على سؤال "هل ستمضون مع الجيش السوري الحر إلى حد مواجهة النظام"؟.
يذكر أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أعلن أن 200 جندي سيرسلون إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في إطار معركة استعادة الرقة.
أما كبير الباحثين في معهد كيتو الأميركي دوغلاس بانداو فقال إن واشنطن تنظر إلى أمرين في اختيار حلفائها، أولا أن يكونوا شركاء فعالين في القتال ضد تنظيم الدولة، ثانيا أن يحملوا أفكارا غربية ديمقراطية، لافتا إلى أن تركيا قد لا تتشاطر مع أميركا المعايير نفسها.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا ترى خطرا فيما قد يلحق بسوريا أيضا، ثم لا مصلحة لديها هناك، ولفت إلى أن موقف واشنطن إبان عهد أوباما بدا غريبا، لأنه ذهب إلى دعم معارضة سورية لكنها فقط تقاتل تنظيم الدولة أكثر من غيره.
وخلص إلى أن هذا الأمر ينطبق على الإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترمب الذي صرح بأنه لا "يحب بشار الأسد"، لكن الأخير يقاتل تنظيم الدولة.
وفي شرحه لخريطة التحالفات الأميركية قال بانداو إن أميركا ليست جيدة في اختيار حلفائها، لكنها ترى أن التعامل مع حكومة بغداد أسهل من التعامل مع الوضع في سوريا.
وانتهى إلى القول إن المعارضة السورية ليست بتلك القوة والمعارضة الأقوى فيها لا ترتاح لها أميركا التي تريد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة وعليه تتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية.