ما وراء الخبر

توسعة قناة السويس.. بين التهويل والتهوين

استعرض برنامج “ما وراء الخبر” الجدوى الاقتصادية لمشروع توسعة قناة السويس الجديدة، وفرص النظام المصري في استثمار هذا المشروع داخليا وخارجيا.

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم المشروع الجديد لقناة السويس بمشاركة رؤساء دول عربية وأجنبية. وتقدر تكلفة المشروع بأكثر من ثمانية مليارات دولار لحفر مجرى ملاحي بطول 35 كيلومترا.

وأثار المشروع الجديد لقناة السويس جدلا واسعا في مصر وخارجها حول طبيعته وجدواه، فمن قائل إنه جاء في الوقت الخطأ مع تراجع حركة التجارة العالمية إلى مستويات دنيا، وهو ما يعني ركودا في حركة الملاحة البحرية، إلى من بالغ في وصفه فقال إنه "هدية أم الدنيا للدنيا".

فيما ذهب البعض الآخر إلى ما هو أبعد من الحدث ليطرح علامات استفهام أمام النوايا الحقيقية من ورائه، معتبرا أنه بالأساس مشروع لتسويق النظام المصري في الداخل والخارج.

جدوى المشروع
وفي تقييمه لجدوى المشروع رأى الخبير الاقتصادي المصري علاء عبد الحليم في حلقة الخميس 6/8/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" أن البداية كان يجب أن تكون بإنشاء المناطق اللوجستية ومن ثم توسعة القناة، إلا أنه أوضح أن القيادة السياسية فضلت البداية بالتوسعة، التي سوف تساعد على زيادة قدرة القناة، من وجهة نظره.

ورغم إشارته إلى قيام البعض بالتهوين من جدوى المشروع، أوضح عبد الحليم أن للمشروع جدوى اقتصادية، ستظهر عقب انتهاء دورة ركود التجارة العالمية الحالية التي يرى أنها قاربت على نهايتها، ودعا إلى عدم توقع إيرادات سريعة، لأن ذلك مربوط بدورة التجارة العالمية.

وقال الخبير الاقتصادي إن الهدف الأهم من المشروع هو تحويل منطقة قناة السويس إلى منطقة تجارة لوجستية على غرار منطقة جبل علي في دبي، وأكد أن المشروع لن يدخل في منافسة مع قناة بنما لأنه يخدم جهات أخرى من العالم لا يمكن لسفنها المرور عبر بنما.

أما من الناحية الاقتصادية لمشروع توسعة قناة السويس فقد رأى رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة العربي الجديد مصطفى عبد السلام أن المشروع مهم للاقتصاد القومي، ولكن ليس في هذا التوقيت، وقال إن هناك أزمات اقتصادية أولى بالمعالجة، وكان يمكن توجيه الـ64 مليار جنيه التي صرفت في إنعاش الاقتصاد المصري.

وفيما يتعلق بتشكيك البعض في جدوى المشروع أوضح الصحفي الأميركي مارك زكوني أن سلسلة شركات الشحن والسفن التي تنقل البضائع بالحاويات عبر العالم ترى أن الفائدة وراء توسعة القناة ليست واضحة.

الكسب السياسي
وبشأن توظيف الحدث سياسيا لا يرى علاء عبد الحليم أن تكون القيادة المصرية ساعية وراء الكسب السياسي، لأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحظى بشعبية في مصر، وفق قوله، خاصة أن النظام أثبت مصداقيته حينما افتتح المشروع خلال عام مثلما وعد.

لكن مصطفى عبد السلام يرى أن المشروع قد تم توظيفه لتحقيق دعاية سياسية، خصوصا أن النظام أعلن عن العديد من المشاريع ولم ينفذ شيئا منها، وضرب مثلا بالمؤتمر الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ الذي أُعلن فيه أن الحكومة نجحت في جذب استثمارات تقدر بحوالي 182 مليار دولار، ولهذا حاول السيسي أن يعلن لمؤيديه أنه حقق إنجازا ضخما.

ويتفق زكوني مع عبد السلام في أن النظام المصري يحاول بهذه التوسعة أن يروج لنفسه في المحافل الدولية، رغم أن الاستجابة من قبل شركات النقل بالحاويات تظهر عدم حماس هذه الشركات للمشروع، ودعا الحكومة إلى الحذر في حال رغبتها في زيادة رسوم العبور، وإلا فستجد منافسة من قناة بنما التي يجري العمل على توسعتها وتعميقها.