ما وراء الخبر

مخاوف العرب من الاتفاق النووي الإيراني

تساءلت حلقة (18/7/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” عن مخاوف الدول العربية -وخاصة الخليجية منها- من الاتفاق النووي بين إيران والدول الست، وضمانات واشنطن لاحتواء هذه المخاوف.

نقطة محورية اتفق حولها ضيوف حلقة (18/7/2015) من برنامج "ما وراء الخبر"، وهي أن ثلاثتهم شككوا في احتمال تحول إيران إلى دولة عقلانية بعد الاتفاق النووي بينها وبين الدول الست، وقالوا إن مخاوف العرب ودول الخليج على وجه الخصوص مرده إلى أبعاد هذا الاتفاق. 

العضو السابق بمجلس الشورى السعودي خليل عبد الله الخليل قال إن سجل إيران وتاريخها يرسخ قناعة المتشككين من العرب بأنها دولة لا تنضبط، مثلها مثل إسرائيل. واستدل في كلامه برعاية إيران للمليشيات العابرة للحدود وشيطنتها للحركات الإسلامية التي قال إنها تحولت بفعل ذلك من حركات دعوية وإصلاحية إلى حركات سياسية، إضافة إلى شيطنتها -أي طهران- لشيعة المنطقة العربية.

وتساءل الخليل قائلا: هل ستتوقف طهران عن هذه الشيطنة بعد الاتفاق النووي؟

من جهته، شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي على أن إيران لن تغير إستراتيجيتها. وبرأيه فإن الاتفاق لن يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشيرا في هذا السياق إلى ما ورد في خطاب مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي الذي صرح السبت بأن بلاده "لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة، والشعبين المضطهدين في فلسطين واليمن، والشعبين والحكومتين في سوريا والعراق، والشعب المضطهد في البحرين..".

وأكد أن مخاوف العرب تكمن في الأمر غير المعلن في الاتفاق، حيث ستتحول إيران التي يعاد تأهيلها إلى دولة محورية مهمة قادرة على تنفيذ مشروعها في المنطقة، وهو ما أشار إليه بعض المسؤولين الإيرانيين بقولهم إن الاتفاق يفتح آفاقا جديدة أمام بلادهم.

وبينما الشايجي قال إن العرب يخشون صفقة كبرى بين واشنطن وطهران، تساءل: لماذا ترسل الولايات المتحدة وزير دفاعها آشتون كارتر ووزير خارجيتها جون كيري إلى المنطقة لطمأنة العرب إذا كانت متأكدة بأن الاتفاق يخدم مصلحة العرب؟   

وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الإدارة الأميركية قررت إيفاد وزير الدفاع غدا الأحد في جولة شرق أوسطية لطمأنة دول المنطقة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وستشمل الزيارة إسرائيل والسعودية والأردن. كما سيزور كيري المنطقة في وقت لاحق الشهر القادم.

وذهب أستاذ العلاقات الدولية في عمان د. حسن المومني في نفس الاتجاه عندما أشار إلى وجود حالة من عدم الثقة الشديدة بين الدول العربية -وخاصة الخليجية منها- وإيران، وتساءل عن الطرف الذي ستكون على حسابه إعادة تأهيل إيران، وهل ستتغير هذه الأخيرة بعد الاتفاق النووي؟

السلوك الأميركي
التقارب الأميركي الإيراني في نظر الشايجي هو إفلاس للإستراتيجية الأميركية في المنطقة، مما يحتم على العرب ودول الخليج خصوصا عدم الرهان على الطرف الأميركي، وأن يعولوا على أنفسهم، داعيا إلى برنامج نووي خليجي وتعاون خليجي.

كما أن السلوك الأميركي برأي المومني يتسم بالتردد الشديد وعدم الفاعلية في التعامل مع أزمات المنطقة العربية.  

غير أن عبد الله الخليل شدد على متانة العلاقة بين واشنطن والرياض رغم مرورها بمطبات في فترات معينة، ووصفها بالمثمرة للمصلحة السعودية ولمصلحة المنطقة وللقضية الفلسطينية، لكنه أكد أيضا أن الرياض تقف على أرض صلبة وهناك وحدة داخلية، وهي ترحب بالوزير الأميركي إذا كان ما سيحمله يناسب مصالحها.

وكانت إيران والدول الست الكبرى أعلنت رسميا الثلاثاء الماضي التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي ترفع بموجبه العقوبات المفروضة على طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.