السعودية تستخدم الوليد بن طلال واجهة ترويج

الوليد بن طلال
الوليد بن طلال مع الملك سلمان بن عبد العزيز (الجزيرة)
رغم اتساع دائرة المخاوف من البيئة الاستثمارية في المملكة العربية السعودية جراء حملة الاعتقالات التي طالت عددا من الأمراء ورجال الأعمال خلال الأشهر الماضية، فإن المملكة تحاول طمأنة المستثمرين عبر اجتماعات سرية داخلية أو إعادة أحياء شخصيات كانت من ضمن معتقلي الريتز كارلتون.

فقد رأى مغردون أن تحركات الأمير الوليد بن طلال بعد إطلاق سراحه تشير إلى سعي المملكة إلى طمأنة العالم عبره إلى أن الاستثمار فيها يتعافى، ويعود إلى صورته الطبيعية من خلال ظهوره المتكرر في مواقف مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان أول ظهور للأمير الوليد في 27 يناير/كانون الثاني قبل يوم من إطلاق سراحه، وإعلانه للرأي العام تسوية قريبة مع الحكومة السعودية، عبر تسجيل مصور من داخل إقامته خلال اعتقاله في الجناح الفاخر بفندق ريتز كارلتون الرياض.

وما إن غادر الريتز حتى وصل إلى شركته في أول تسجيل مصور وهو يلقي التحية على موظفيه من سيارته بعد يومين من إطلاق سراحه.

وبعد ثلاثة أيام بدأ يأخذ مكانه بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي بلقاءات وصفت بالعفوية، وأخرى أخذت تروج اسمه على محطات إعلامية سعودية، وإجراء اتصالات هاتفية معه، ليظهر بعدها في لقاء مع الإعلامي أحمد العرفج نقل خلاله رسالته على منصات العالم الافتراضي حيث ختمها الأمير قائلا "نحن تحت أمر الوطن ثم الملك وولي العهد".

وفي الثالث من فبراير/شباط الجاري ظهر الوليد مع أحفاده في رحلة بر وهو يلاعبهم، ويمارس ركوب الخيل.

وفي 13 فبراير/شباط الجاري ظهر الأمير برفقة اللاعب السعودي سامي الجابر، وبعدها في مدرجات الملعب مع أفراد أسرته خلال متابعته مباراة لكرة قدم تجمع الهلال السعودي والعين الإماراتي في ملعب جامعة الملك سعود.

واعتبر ناشطون كل المشاهد السابقة كانت عبارة عن تمهيد للوصول إلى مشهد الرئيسي يوم أمس حيث شارك الأمير الوليد بن طلال رقصة العرضة جنبا إلى جنب مع الملك سلمان بن عبد العزيز ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32".

وهو ما رآه مغردون سعوديون تسخير الأمير من أجل الترويج لتعافي السوق السعودية، ومتانة البيئة الاستثمارية التي تدأب المملكة على ترويجه خلال الفترة الماضية، من خلال إظهار الأميرين الوليد بن طلال ومتعب بن عبد الله أبرز معتقلي الريتز كارلتون، وهم بحضرة الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الحفل.

طمأنة المستثمرين
وتزامنا مع هذ الظهور أطلق مغردون سعوديون وسم #السعوديه_وجهه_المستثمرين تفاوتت فيه آراء المغردين حول الاستثمار في السعودية بعد راجت أنباء رسمية عن محاولة المملكة العربية السعودية إعادة الثقة للسوق، من خلال طمأنة المستثمرين بحسب ما نشرته وكالة رويترز اليوم عن محاولة السلطات السعودية طمأنة المستثمرين بعد حملة الاعتقالات التي شملت عشرات الأمراء ورجال الأعمال مؤخرا.

وقالت مصادر سعودية إن اجتماعات سرية عقدها ولي العهد محمد بن سلمان مع مستثمرين الشهر الماضي، حيث أكد لهم أن السلطات لا تنوي تنفيذ حملات احتجاز جماعية أخرى. وأضافوا أن السلطات وجهت لهم رسالة أيضا مفادها أن حملة مكافحة الفساد انتهت، وأن تعريف السلطات السعودية للفساد لن يتغير، لأن العلاقات الشخصية تسهم في تقرير الصفقات بين الشركات في السعودية.

وذكرت المصادر أن تطمينات السلطات هدأت مخاوف بعض الحاضرين، لكن البعض الآخر يخشى أن يُعتقل في أي وقت، قائلة إن عدم الاستقرار أضحى أمرا عاديا، وإن قطاع الأعمال تعرض لصدمة.

المصدر : الجزيرة