غاز الميثان يصنع من روث الحيوانات بسوريا

فرض الحصار المضروب على المدنيين في مناطق مختلفة بسوريا تحديات كثيرة، في مقدمتها تأقلم الناس مع الواقع الجديد لحياتهم، والعمل على إيجاد آليات بديلة لتلبية احتياجات كثيرة لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية للإنسان.

ومن منطلق أن الحاجة تبقى دائما أم الاختراع، فإن هناك أفكارا تلمع في أذهان هؤلاء المحاصَرين، منها ما يكتب له النجاح ومنها ما دون ذلك لأسباب كثيرة جدا، في بلد يعاني الحرب والحصار منذ سنوات.

ومن هذه الأفكار برز مشروع الغاز البديل (الميثان) المطور من روث الحيوانات، ويهدف إلى سد حاجة بعض الناس من الغاز الطبيعي للاستهلاك المنزلي في الغوطة الشرقية جنوبي سوريا، وفي مقدمتهم أسر الشهداء والمعتقلين والأيتام.

ويقوم مشروع الغاز البديل الذي أطلقته منظمة "بشائر الإنسانية"، على جمع روث الحيوانات من أبقار وأغنام من مدن وبلدات ريف دمشق الشرقي، ومن ثم تخميره في حفر كبيرة محكمة الإغلاق لتمتص أكبر قدر من الحرارة، وبعد أيام تطلق غازاتها التي تُعبّأ في أسطوانات باستخدام ضاغطات بسيطة.

ويحاول هذا المشروع الخيري سد حاجة أربعة آلاف أسرة من الغاز للاستهلاك المنزلي، بإنتاج يومي يتراوح بين 40-80 أسطوانة توزع على الفقراء والمحتاجين، بحسب قوائم أعدت بناء على مسح أجري على مدن ريف دمشق الشرقي وبلداته.

وتجري عملية سحب وإنتاج الميثان فقط في فصل الصيف، وتستمر ستة أشهر، أما شتاءً فيلجأ المحاصرون للغاز الذي يُنتج من مخلفات المواد البلاستيكية، وهو خطير للغاية إذ تسبب في موت العديد من الأشخاص خلال السنوات الفائتة، بحسب ما أفاد به ناشطون.

المصدر : الجزيرة