تونس.. بين مطرقة التشغيل وسندان المؤامرة
انعكست سخونة الأوضاع في الشارع التونسي على تفاعلات التونسيين والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي، فضبابية المشهد وعودة مشاهد الثورة مجددا أعادت طرح تساؤلات متعددة عن من يقف خلف المشهد الاحتجاجي في تونس.
وبينما يذهب أغلب التعليقات لنسبة هذه التوترات والاحتجاجات لتأخر وعود التشغيل وأزمة البطالة التي تؤرق الشباب التونسيين في المحافظات المهمشة، يحاول آخرون نسبة الحدث إلى توظيف تيار اليسار المنسحب من نداء تونس أزمات الشباب التونسي لتفجير أزمة تنتهي بإسقاط خصومه في السلطة، وفق قول البعض.
التراشق والتراشق المضاد على مواقع التواصل الاجتماعي عكس بشيء من الواقعية حجم التباين في المواقف بتونس، والذي اختفى وراء ستار الترويج لنموذج التوافق التونسي -وفق مغردين- حيث رأى ناشطون على فيسبوك أن الصراع السياسي في تونس أقوى من عوامل التوافق الذي يعتبره البعض هشا وفرضته الضرورة.
|
على الجانب الآخر رأى معلقون على موقع فيسبوك أن ما يجري هو موجة ثورية جديدة رافضين تصعيد خطاب المؤامرة لوصف مجريات الأمور في تونس، مؤكدين أن مطالب الشباب بالتشغيل والعمل واقعية ومبنية على أرضية معاناة حقيقية في تونس، واتهموا السياسيين في تونس بالانشغال بحصد مقاعد السلطة والالتفات للشأن الأمني دون أدنى تحريك للملفات التي قامت لأجلها الثورة.
موقف حركة النهضة بدورها كانت مثارا لنقاشات البعض على مواقع التواصل، فخطاب الشيخ راشد الغنوشي الذي جاء داعما لموقف قوات الأمن، ومتفهما في الوقت ذاته لمطالب الشباب أثار ردود فعل واسعة، فالبعض رأى في حديث الغنوشي عن مؤامرة وتلاعب سياسي اتهاما صريحا لحركة الشباب بكونها أداة مسيرة لصالح طرف.
في حين رأى آخرون الخطاب متوازنا في صراع ليست النهضة أحد طرفيه، فالنهضة لا تملك السلطة التنفيذية -وفق قولهم- لتقوم بتمرير المطالب أو تحاسب عليها، كما أنها ليست في صف المعارضة لتقوم بتبني ما يطالب به المحتجون، وإن دفعت في الباطن باتجاهه، حسب قولهم.
في حين اختصر آخرون المشهد بأنه صراع بين جبهة اليسار وحركة النهضة، حيث وصفوه بالجذري، وفسروا سعي الفريق المنشق عن نداء تونس لدعم الاحتجاجات بتصفية حساب مع حركة النهضة وحليفها السبسي الذي رفض وفق مغردين إقصاء الحركة سياسيا وأمنيا.
|
|
|