"ماركس في سوهو".. ليوتيوب بعدٌ ثقافي

مسرحية ماركس في سوهو
أحد مشاهد المسرحية التي ترجمتها صفحة "ملتقى التواصل"

على عكس ما يظن كثير من زوار موقع يوتيوب، يمتلك المحتوى العربي على الموقع منتجات "غير ربحية" ذات بعد فكري وفلسفي وأكاديمي بُذل فيها جهد قلما يبذل لأغراض غير تجارية في منطقتنا العربية.

فصفحة "ملتقى التواصل" على يوتيوب قدمت لمتابعيها عملا نوعيا بترجمتها العمل المونودرامي "ماركس في سوهو" الذي قلما يوجد نظير له في منطقتنا، حيث تغيب هذه الثقافة لدواع عدة، منها ما يتعلق بطبيعة سوق الأفكار في المنطقة العربية ومنها ما يتعلق بالواقع الاقتصادي والسياسي.

و"ماركس في سوهو" هي مسرحية للمؤلف الأميركي اليساري هوارد زين، قدمها على شكل نص مسرحي يعيد طرح شخصية ماركس كشاب في متوسط العمر، بخلاف صورة العجوز النمطية التي انطبعت في أذهان الكثيرين، وهو يعيش في حي "سوهو" اللندني الذي يعج بالمشردين والفقراء.

ورغم رواج هذا المحتوى الثقافي في صفحات يوتيوب الغربية، حيث شاهد المسرحية بنسختها الإنجليزية أكثر من 26 ألفا، فإن النسخة العربية التي ترجمها السعودي "نايف الهنداس" لصالح قناة تواصل حظيت بنسبة مشاهدة مقبولة بلغت 5700، مما يوحي بتزايد الطلب على مثل هذا المحتوى النوعي.

الشخصية التي أوردها زين لماركس هي ليست على الحقيقة إلا "ماركس" من وجهة نظر زين الحديثة بعد أن توغلت الرأسمالية وتمكنت أدواتها، وكأن زين يجيب من خلال ماركس على أسئلة الواقع ويربطها بالتاريخ، كما يحاول زين استخراج مواقف لـ"ماركس" من النظام الشيوعي ذاته وما أنتجه من نمط القطبين لاحقا، وحكم لينين وما أنتجه من تراتبية وقمع وغيرهما.

وجاءت تعليقات المشاهدين للمسرحية على يوتيوب ممتنة لترجمة مثل هذه الأعمال التي أهملتها دور الفكر والأبحاث وانبرى لها نشطاء وشباب، استغلوا صفحات التواصل لنشر قيم ثقافية وأدبية ترقى بذائقة المتابع العربي.

المصدر : الجزيرة