"#إحكيها_صح".. اسمها "ثورة" وليست "أزمة سورية"

"#احكيها_صح".. إسمها "ثورة" وليست "أزمة سورية"
تصوير الثورة السورية في نظر الشباب بالأزمة أو الحرب الأهلية يعتبر مغالطة تواجهها الحملة التي أطلِقت على تويتر (رويترز)

لا شيء كالمصطلحات والدلالات من حيث أهميتها الإعلامية والنفسية في تعريف مفردات أي صراع، ولهذا تكتسب أهمية كبيرة في الأنشطة الإعلامية الموالية والمعارضة لحدث ما. والثورة السورية ليست ببعيد عن مثل تلك الحروب الاصطلاحية التي تحاول صبغ مفردات الصراع بصبغة تحصرها في شكل ومعنى محدد سلفا.

نشطاء سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة "#إحكيها_صح" لتصحيح مصطلحات شاعت عن ثورتهم، بعد أن أصبحت عناوين خبرية يومية لدى وسائل الإعلام المرئي والمقروء والبديل. ويرى الشباب المشاركون في الحملة أن المصطلحات "المحرفة" ساهمت بشكل كبير في تخليق صورة مغلوطة عن "الثورة السورية" ودعمت صيغ تفكيك الثورة من مضامينها العادلة.

تصوير الثورة السورية في نظر الشباب "بأزمة سورية" أو "حرب أهلية" يعتبر مغالطة تواجهها الحملة التي أطلِقت على تويتر، حيث إن مصطلح الثورة هو ما يضمن لأصحابها عدالة حقوقهم، ومظلومياتهم الإنسانية والسياسية والاجتماعية، في حين يضفي مصطلحا "الأزمة" و"الحرب الأهلية" أبعادا تساوي المظلوم بظالمه والضحية بجلادها، وفق قولهم.



وتبعا لتعميم مصطلحي "الأزمة والحرب الأهلية"، يصبح مصطلح "المسلحون" و"الجماعات المسلحة" و"المقاتلون"، تجريدا آخر للثورة من سياقها وفق القائمين على الحملة. فوصف الثوار و"
الجيش الحر" أصبح يختفي إعلاميا لصالح مصطلحات تنزع عن السوريين البعد الخاص بقضيتهم التي يحاربون لأجلها وفق القائمين على الحملة.

كما أضاف مغردون أن اختفاء اسم "الجيش الحر" من على خارطة الأحداث إنما هو إخفاء إعلامي لعمل الجيش الحر، حيث استبدل اسمه إعلاميا بمصطلح "المعارضة المسلحة" مما أوحى بتراجع دور الجيش الحر وفصائله وهو ما استنكره مشاركون في الحملة، حيث استغلت روسيا هذا التغييب الإعلامي لاسمه -وفق مغردين- لتنفي وجوده على لسان وزير خارجيتها في وقت سابق.

مصطلحات أخرى كالسجن بدلا من "المعتقل" و"الشهيد" بدلا من "القتيل" كانت حاضرة في الوسم وفعاليات الحملة على فيسبوك، حيث أكد المغردون على أن مصطلحات كهذه تنزع تدريجيا بعد القضية والثورة من مشاهداتها اليومية، وتجعلها في سياقات لا تخدم بحال القضية التي قاموا وخرجوا لأجلها في ثورتهم.

 

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي