كرة القدم النسوية بالمغرب.. تهميش وتمييز

واقع مر لكرة القدم النسوية بالمغرب يعرقل مسلسل التطور
المنح المخصصة للاعبات كرة القدم النسوية بالمغرب تتراوح بين 30 و60 دولارا شهريا (الجزيرة)

محمد الشرع-الرباط

تمر كرة القدم النسوية بالمغرب بظروف صعبة بسبب العقبات التي تحول دون بلوغها المستوى المطلوب، وخصوصا مع ضعف الاهتمام بها مقارنة بالاهتمام الكبير والإمكانيات المرصودة لنظيرتها الذكورية.

وتبقى المبالغ المالية المرصودة لتسيير اللعبة بالمغرب "هزيلة" ولا تستجيب لحجم الآمال لرياضة يحاول القيمون عليها جاهدين العبور بها لبرّ الأمان.

الإمكانيات المالية الضعيفة المرصودة لكرة القدم النسوية بالمغرب تشكل أكبر العراقيل التي تحول دون تطويرها ورقيها للمستوى المطلوب، بحسب حسن فوتو رئيس فريق التضامن عين عتيق، أحد فرق الدوري النسوي الأول.

ويقول فوتو "نعاني ضعفا ماديا ملموسا يعكر صفو الممارسة، ويقف حجر عثرة دون الرقي بالمستوى وبلوغ الأهداف المنشودة".

فوتو: ميزانية فريق
فوتو: ميزانية فريق "التضامن عين عتيق" لا تتجاوز 40 ألف دولار سنويا (الجزيرة)

فرق شاسع
وأضاف أن هناك "فرقا شاسعا بين الإمكانيات المرصودة للإناث مقارنة مع الذكور، نعيش تهميشا لهذه الرياضة، وهذا يعكس النظرة الدونية لكرة القدم النسوية بالبلاد".

وتابع أن "ميزانية الفريق لا تتجاوز 40 ألف دولار سنويا، في وقت تخصص مبالغ فلكية لفئة الذكور، منحة الاتحاد المغربي ضعيفة، والمجالس المنتخبة تتعامل معنا وكأننا عالة على الرياضة، وليس عنصرا فاعلا ومنتجا".

ووصفت الإعلامية المغربية آمال بلحاج كرة القدم بأنها عالم يبتسم للرجال فقط، وقالت للجزيرة نت إن كرة القدم النسوية تعاني في صمت، وتعرف تهميشا واضحا من قبل المسؤولين الرياضيين، الذين يتهافتون على إرضاء اللاعبين الذكور ويتناسون شابات تطمحن إلى قليل من العناية والتشجيع.

وأضافت أن اللعبة تفتقر إلى أبسط شروط الدعم، من بينها: نقص في مراكز التكوين، وغياب إستراتيجية واضحة للنهوض بهذه الفئة، وغياب التأطير والدعم المادي والمعنوي، وغياب العناية والمتابعة لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى عدم "الإيمان" بقدرة الفتاة على النجاح في عالم يعد حكرا على الرجال فقط.

آمال بلحاج: كرة القدم عالم يبتسم للرجال فقط (الجزيرة)
آمال بلحاج: كرة القدم عالم يبتسم للرجال فقط (الجزيرة)

منح هزيلة
وتتراوح المنح المخصصة للاعبات كرة القدم النسوية بين 30 و60 دولارا شهريا، وهي المبالغ التي لا تدع مجالا للمقارنة بينها وبين ما يحصل عليه لاعبو البطولة الاحترافية للذكور.

ويقول الإعلامي الرياضي براهيم شخمان إن اللعبة لا تحظى بالاهتمام المطلوب، وتابع -في تصريح للجزيرة نت- أن الاتحاد المغربي يولي اهتماما منقطع النظير لكرة القدم لدى الذكور، والمبالغ المالية الهزيلة التي تسير بها الكرة في صنف الإناث تكرّس هذا المعطى.

وزاد أن "الظلم" في التعاطي مع الشأن الكروي النسوي يكرس سياسة التهميش، وعليه فلا مجال للحديث عن الإنجازات قياسا مع ضعف الاهتمام.

وأشار المتحدث نفسه إلى وجود الكثيرين ممن يرفعون شعارات المساواة بين الجنسين، لكن الواقع يؤكد العكس، وطالب بإعادة النظر في سياسة التعامل لمنح هذه اللعبة ما تستحق من اهتمام.

الوضع المزري لكرة القدم النسوية تقابله رغبة كبيرة في رفع غبار التهميش عنها (الجزيرة)
الوضع المزري لكرة القدم النسوية تقابله رغبة كبيرة في رفع غبار التهميش عنها (الجزيرة)

طموحات كبيرة
الوضعية المزرية لكرة القدم النسوية تقابلها رغبة كبيرة في رفع غبار التهميش عنها، وتحقيق الإقلاع الرياضي المنشود، وفق ما أكدته الحارسة السابقة للمنتخب الوطني ومدربة فريق الفتح الرباطي رشيدة مرشح.

وتقول "نضع المشاكل المالية جانبا وندير ظهرنا للتهميش الذي يشمل الرياضة النسوية، ونحاول العمل وفق الإمكانيات المرصودة لتقديم الإضافة المنتظرة".

من جهتها، تعتبر الحكم فاطمة الزهراء الحبشي الوضعية صعبة، دون أن تغفل التعبير عن تفاؤلها بخصوص مستقبل اللعبة.

وقالت للجزيرة نت إنه "لا مجال للتراجع، نحمل على عاتقنا مهمة إخراج كرة القدم النسوية بالمغرب من الظل، نؤمن بقدراتنا وطموحاتنا التي لا حدود لها".

وختمت "أمام هذا الوضع لا يسعنا سوى الاستمرار ومضاعفة المجهودات في انتظار نفض غبار التهميش وإيلائنا الاهتمام المطلوب، الذي يبقى وحده كفيلا بتحسين ظروف الممارسة وتحقيق النتائج المرجوة".

المصدر : الجزيرة