أرسنال ولقب الدوري.. إلى متى تستمر العقدة؟

The Arsenal team line up for a photograph just prior to the start of the Champions League round of 16 first leg soccer match between Arsenal and Barcelona at the Emirates stadium London, Tuesday, Feb. 23, 2016. (AP Photo/Matt Dunham)
أرسنال أحرز آخر لقب في الدوري عام 2004 (أسوشيتد برس)

محمد العربي سلحاني

منذ 2004 وأرسنال يكتفي بوصافة الدوري الإنجليزي الممتاز أو إحدى المرتبتين بعدها دون أن يجد طريقه للقب البريميرليغ. ويبدو أن السيناريو يتكرر مرة أخرى هذا الموسم، فكلما تقدم المدفعجية خطوة نحو اللقب ينتكسون ويبتعدون مجددا عن دائرة المنافسة.

وأهدر "المدفعجية" أمس الأربعاء ثلاث نقاط ثمينة بسقوطهم أمام سوانسي سيتي 1-2، مبتعدين ست نقاط كاملة عن المتصدر ليستر سيتي.

وتعد هذه الخسارة الثانية لأرسنال على التوالي في الدوري بعد سقوطه أمام مانشستر يونايتد 3-2 الأحد الماضي، والثالثة في مختلف المسابقات بعد هزيمته على ملعبه أمام برشلونة صفر-2 في دوري أبطال أوروبا.

وقال مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر إن فريقه تعرض لانتقادات "مبالغ فيها" و"عاطفية جدا"، بعد تعرض حظوظه في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي لضربة قاسية بخسارته الأحد أمام مانشستر يونايتد.

ولم ترحم وسائل الإعلام النادي اللندني بعد هذه الخسارة، فالأسكتلندي غرايم سونيس المدرب السابق لليفربول -الذي يعمل حاليا محللا لمباريات الدوري- وصف أرسنال بأنه "ضعيف ودون نكهة"، بينما قال لاعب أرسنال السابق بول مورسون إن على فينغر الاستقالة إذ لم يفز "المدفعجية" باللقب هذا الموسم.

بدأ مدرب أرسنال أرسين فينغر عام 2016 متربعا على صدارة الدوري، وهو أمر سبق أن فعله أربع مرات خلال الـ11 سنة الماضية، لكن مستوى أرسنال سرعان ما بدأ يترنح من مباراة إلى أخرى تاركا الصدارة لليستر سيتي والوصافة لتوتنهام.

‪لقطة من مباراة الذهاب بين أرسنال وتوتنهام‬ (أسوشيتد برس)
‪لقطة من مباراة الذهاب بين أرسنال وتوتنهام‬ (أسوشيتد برس)

مواجهة مصيرية
ويخوض أرسنال موقعة مصيرية في "وايت هارت لاين" في عطلة نهاية الأسبوع الحالي ضد جاره اللندني توتنهام الذي يحتل المركز الثاني، حيث يحتاج أرسنال إلى الفوز ليبقي على حظوظه قائمة في إحراز اللقب، ولتجنب احتمال خروجه من دوري الأبطال الموسم القادم، حيث لم يعد يفصله سوى أربع نقاط عن مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد الذي يواصل انتفاضته بعدما حقق فوزه الرابع على التوالي.

وأصيبت حظوظ المدفعجية للبقاء ضمن دائرة المنافسة على اللقب في مقتل، بعد إصابة حارسه الأساسي التشيكي بيتر تشيك أمام سوانسي أمس الأربعاء، في وقت تأكد فيه غياب مدافعه الفرنسي كوسيليني عن موقعة توتنهام.

وزادت أوجاع أرسنال بفقدان جهود لا عب الوسط سانتي كازولا الذي تعرض لمشكلة في أربطة الكاحل خلالا التدريب.

وسبق لأرسنال أن فقد جهود لاعب وسطه أليكس أوكسلايد تشامبرلين الذي قد يغيب عن الملاعب فترة تصل إلى شهرين بسبب الإصابة التي تعرض لها في مباراة برشلونة.

‪(أسوشيتد برس)‬ أرسين فينغر يشرف على تدريب أرسنال منذ 1996
‪(أسوشيتد برس)‬ أرسين فينغر يشرف على تدريب أرسنال منذ 1996

خبرة وتتويجات
ويعول فينغر على خبرة لاعبيه وشخصيتهم لاقتناص لقب الدوري الذي غاب عن خزائن "المدفعجية" منذ 2014.

فقبل عامين من انتقال أرسنال من ملعب "هايبري" إلى "ملعب الإمارات"، قال فينغر إن التشكيلة الحالية تملك الشخصية القادرة على استعادة أمجاد الماضي.

وأضاف فينغر لموقع أرسنال على الإنترنت "أعتقد أن التشكيلة الحالية أكثر خبرة من أي تشكيلة أخرى منذ انتقالنا إلى هذا الملعب. اليوم نستطيع التفوق على أي فريق لكننا كنا نواجه بعض الصعوبات في المواقف الصعبة".

وتضم تشكيلة أرسنال بالفعل أكثر من لاعب صاحب خبرة سبق أن توج بالألقاب مع أندية أخرى، مثل المدافع بير مرتساكر ومسعود أوزيل وأليكسيس سانشيز وبيتر شيك وأوليفييه جيرو.

لكن أرسنال يعاني من مشكلة في دفاعه، في وقت يبدو فينغر غير قادر على إيجاد خليفة لتوني آدامز أو سول كامبييل في السنوات الماضية.

كما يعاني المدرب الفرنسي من رحيل سيسك فابريغاس وفان بيرسي، وفشل سنوات في تعويضهم.

وبعد قدومه إلى أرسنال في 1996، قاده فينغر إلى الأمجاد المحلية وتقريبا الأوروبية، لكنّ فريق شمال لندن لم يحرز لقب الدوري منذ 2004 ولم يفرض نفسه قوّة قارية كبرى على غرار مانشستر يونايتد أو تشلسي، فبدأ سخط "المدفعجية" وانتقاداتهم تتّجه في آخر سنتين صوب الفرنسي مدرب موناكو السابق.

ويسعى المدرب المخضرم إلى مداعبة لقب الدوري مرة ثانية، ليؤكّد أنّ لمسته السحرية لا تزال قادرة على قيادة المدفعجية إلى الألقاب.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية