اللاعبون العرب واللعب بإسرائيل.. حرج متجدد

Porto’s Yacine Brahimi, right, escapes Maccabi's Nikola Mitrovic during the Champions League group G soccer match between FC Porto and Maccabi Tel-Aviv FC at the Dragao stadium in Porto, Portugal, Tuesday, Oct. 20, 2015. (AP Photo/Paulo Duarte)
براهيمي في لقطة من مباراة بورتو ضد ماكابي تل أبيب الإسرائيلي في بورتو (أسوشيتدبرس)
مجدي بن حبيب-تونس

طفت قضية التطبيع الرياضي مع إسرائيل من جديد على الساحة الكروية العربية، وفرضت نفسها بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما تناولت مصادر إعلامية ملف الضغوط المسلطة على اللاعبين العرب للسفر مع أنديتهم الأوروبية إلى إسرائيل.

ولم تمر مباراة الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي بين بورتو البرتغالي وماكابي تل أبيب الإسرائيلي دون أن تسيل الكثير من التعليقات حول موقف اللاعب الجزائري ياسين براهيمي من مواجهة لاعبين إسرائيليين.

وقبل مباراة الجولة الرابعة المقررة يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 على ملعب "ساميي أوفر" بمدينة حيفا الإسرائيلية تباينت ردود الفعل بين مؤيد لسفر براهيمي لإسرائيل لتفادي أي عقوبات محتملة من ناديه ورافض لما يعده كثيرون نوعا من التطبيع.

‪التيجاني بلعيد: الأندية الأوروبية مطالبة بتفهم مواقف لاعبيها العرب‬ (الجزيرة)
‪التيجاني بلعيد: الأندية الأوروبية مطالبة بتفهم مواقف لاعبيها العرب‬ (الجزيرة)

مسألة مبادئ
وبمجرد سحب قرعة دور المجموعات لدوري الأبطال ركزت أغلب وسائل الإعلام في تونس والجزائر والمغرب ومصر على تفادي مواجهة نادي ماكابي تل أبيب الفريق الإسرائيلي الوحيد في المسابقة والذي مثل "منافسا غير مرغوب فيه" للاعبين العرب.

ويبدو موقف أغلب اللاعبين التونسيين واحدا ومبدئيا حيال قضية السفر إلى أراضي الكيان الصهيوني لمواجهة منافسين إسرائيليين, فالمسألة تتعلق بموقف ثابت ينبع من أسس حضارية ودينية، على حد تعبير التيجاني بلعيد لاعب النادي الأفريقي ومنتخب تونس.

ويرى بلعيد أن الأندية الأوروبية مطالبة بتفهم مواقف لاعبيها العرب، لأن للمسألة أبعادها العقائدية والحضارية، ولأن هؤلاء اللاعبين سيواجهون مشاكل كبيرة واتهامات بالتطبيع عند عودتهم إلى أوطانهم للمشاركة مع منتخباتهم العربية.

وقال للجزيرة نت "الإشكال حقيقة مؤكدة ومعضلة تؤرق العديد من اللاعبين العرب الذين يرزحون بين مطرقة الاتهامات بالتطبيع وسندان خطر العقوبات التي تتهددهم من نواديهم، ولكن بالنسبة لي الأمر محسوم عندما لعبت في الإنتر الإيطالي وأيندهوفن الهولندي أو غيرهما، ومن حسن حظي أن قرعة المسابقات الأوروبية أبعدتني عن مواجهة الأندية الإسرائيلية".

وكشف اللاعب أنه تلقى عرضا خياليا في 2010 من هابويل تل أبيب الإسرائيلي، غير أنه رفض قطعيا اللعب في الكيان الصهيوني، مؤكدا أن ما يحصل في الأراضي المحتلة يمنع كل لاعب عربي من التفكير بالسفر إلى هناك.

ولعب بلعيد لعدة أندية أوروبية، مثل إنترناسيونالي الإيطالي وأيندهوفن الهولندي وأبويل نيقوسي القبرصي وسلافيا براغ التشيكي، قبل أن ينتقل إلى الأفريقي صيف 2014.

‪حسين ناطر: حان الوقت لحسم مسألة سفر اللاعبين العرب مع أنديتهم الأوروبية إلى إسرائيل‬ حسين ناطر: حان الوقت لحسم مسألة سفر اللاعبين العرب مع أنديتهم الأوروبية إلى إسرائيل (الجزيرة)
‪حسين ناطر: حان الوقت لحسم مسألة سفر اللاعبين العرب مع أنديتهم الأوروبية إلى إسرائيل‬ حسين ناطر: حان الوقت لحسم مسألة سفر اللاعبين العرب مع أنديتهم الأوروبية إلى إسرائيل (الجزيرة)

كابوس حقيقي
يرى اللاعب حسين ناطر أنه حان الوقت لحسم مسألة سفر اللاعبين العرب مع أنديتهم الأوروبية إلى إسرائيل وإبداء موقف واضح ومعقول حيال هذه القضية.

وقال ناطر الذي لعب لنادي سان غال السويسري قبل الانتقال للنادي الأفريقي سنة 2014 "لا بد من احترام خيار اللاعبين بعد الاتفاق مع أنديتهم، فمواجهة منافسين إسرائيليين لا يعني بالضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني".

من جهته أكد الصحفي الرياضي عبد الوهاب بلحاج أن القضية تشكل كابوسا حقيقيا للاعبين العرب الذين كثيرا ما وجدوا أنفسهم بين مطرقة الانصياع لرغبة نواديهم بالسفر لإسرائيل وسندان الحفاظ على صورة اللاعب المساند للقضية الفلسطينية في نظر الجماهير العربية.

وقال بلحاج للجزيرة نت "يظل اللاعب في كل الأحوال أمام خيارين أحلاهما مر رغم أن معظمهم وجد في ادعاء الإصابة حلا للهروب من الموقف المحرج".

جدير بالذكر أن الدولي الجزائري ياسين براهيمي مهاجم بورتو البرتغالي أعلن مؤخرا عبر صفحته على "فيسبوك" أنه وفريقه من يملكان قرار التنقلات التي يقوم بها كلاعب محترف، وذلك ردا على معلومات حول ادعائه الإصابة لتفادي السفر إلى تل أبيب ومواجهة ماكابي الأربعاء القادم.

وكان المغربي يونس بلهندة لاعب دينامو كييف الأوكراني تحجج بالإصابة في سبتمبر/أيلول الماضي لكي لا يسافر مع فريقه إلى إسرائيل لمواجهة ماكابي تل أبيب ضمن دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

وعموما لا تزال القضية تمثل إشكالا لأغلب اللاعبين العرب الذين يرفضون اللعب في إسرائيل، ففي 2009 أصر المغربي مروان الشماخ على عدم مرافقة ناديه بوردو الفرنسي إلى مدينة حيفا لمواجهة "ماكابي" ضمن دوري أبطال أوروبا.

كما رفض كثيرون، مثل حسين عبد الغني وكريم مطمور وأحمد حسن ومجدي تراوي وعمرو زكي ومحمد صلاح، السفر إلى الأراضي الإسرائيلية كنوع من عدم الاعتراف بهذا الكيان.

المصدر : الجزيرة